القحط وغلاء الأعلاف يهددان الثروة الحيوانية بالرقة

الرقة – نورث برس

يضطر محمد الحمود (35 عاماً) من ريف الرقة إلى بيع ثلاثة أو أربعة من الأغنام بشكل دوري حتى يستطيع شراء الأعلاف لبقية مواشيه، مشيراً إلى غياب الدعم للثروة الحيوانية.

وتحتل تربية المواشي المرتبة الثانية للاقتصاد المحلي في مدينة الرقة وريفها بعد الزراعة والتي تواجه هذا العام تحديات كبيرة وذلك بسبب القحط وارتفاع ثمن الأعلاف الأمر الذي يجبر الكثير من مربي المواشي لعرض مواشيهم للبيع بأسعار متدنية دون وجود أسوق مرضية للتصريف.

الغلاء وغياب الدعم

يقول “الحمود” لنورث برس، إن غياب الدعم وقلة الأمطار وتوالي سنوات الجفاف خلال الأعوام الماضية أثر بشكل رئيسي في تدني أسعار المواشي.

ويضيف أن الثروة الحيوانية لها دور رئيسي في الاقتصاد المحلي فيما القحط الذي أصاب البلاد نتيجة غياب الأمطار هذا الموسم وسط نقص المراعي وغلاء الاعلاف يهدد الثروة الحيوانية.

ويشير إلى أنه يشتري كميات العلف بالدولار الأميركي بأسعار باهظة مثل الشعير الذي يصل سعره إلى 300 دولار للطن، فيما لا يتجاوز أسعار الغنم 125 دولار، على حد قوله.

ويقول “الحمود” إنه في بعض الأحيان يبيع خمسة من الأغنام ليستطيع شراء طون واحد من الشعير وبقية الأعلاف اللازمة علماً أنه سجل أكثر من مرة في الجمعيات المتخصصة للأغنام لكن لم يستلم دعم بالواقع، على حد تعبيره.

وحول الصعوبات التي تواجه مربي المواشي يضيف الحمود، أن ضمان الأراضي (بقايا المواسم) تكلف 200 ألف ليرة للدونم الواحد وهو يعتبر سعر غالي مقارنة بأسعار المواشي في الأسواق.

ويشير إلى أنه كان يملك 100 رأس من المواشي واليوم لم يعد لديه سوى 30 منها وذلك بسبب البيع المستمر لشراء الأعلاف.

ويطالب مربو المواشي في الرقة الغدارة الذاتية بتقديم الدعم وتأمين العلف بكل أنواعه وأن تكون أسعاره مناسبة لأسعار الأغنام للحفاظ على الثروة الحيوانية.

تدني أسعار المواشي

فيما يقول إبراهيم الحمود، وهو مربي مواشي بريف الرقة، لنورث برس، إن أسعار المواشي هذا العام متدن جداً مقارنة بالموسم الماضي الذي كان يتراوح من 300 دولار حتى تصل البعض منها إلى 800 دولار وأما هذه السنة لا توجد أسعار”.

ويضيف أنه يأخذ الأغنام للبيع إلى السوق المحلي (الماكف) حتى في بعض الأوقات يعيدها لأنها لا تباع معه في السعر المراد.

ويصف “الحمود” البلاد بالمحل (الجفاف التام)، مشيراً إلى أنه في كل سنة من هذا الوقت يكون هو وأغنامه في البرية بمكان زراعة العدي (البعلي) ولكن هذا العام لم تأت الأمطار ولا يوجد مرعى للأغنام.

فيما يقول أحمد شحاذة الحسن (40 عاماً) من قرية حويجة زهرة بريف الرقة، إنه في العام الماضي كان يبيع واحدة من أغنامه ويجلب كافة مستلزمات الأغنام البقية ويستطيع شراء الحوائج اللازمة لبيته وأولاده أما هذه السنة يأخذها للبيع ويعيدها في ظل ارتفاع أسعار العلف والنخالة.

ويضيف أنه لا توجد مراعي للأغنام خاصة في مناطق البرية كما وصفها بأنها سنة المحل بمنطقتهم ولا يوجد بها مرعى.

ويشير إلى أن أسعار ضمان الفصة (مرعى المواشي) أو الشعير الأخضر غالية جداً وأنها لا تتناسب مع سعر الأغنام في الأسواق المحلية.

ولتجاوز هذه الازمة يطالب “الحسن” الجهات المعنية بالدعم السريع بمادة النخالة والشعير وباقي الأعلاف.

ويعتمد غالبية سكان الأرياف بمناطق شمال شرقي سوريا على الزراعة وتربية المواشي في حياتهم، حيث تعتبر مهنة متوارثة في المنطقة.

تحرير: خلف معو