فصائل المعارضة التابعة لتركيا تستمر في نهب مواقع أثرية في عفرين

عفرين – نورث برس

 

تستمر تركيا وفصائل المعارضة السورية المسلحة التابعة لها بأعمال الحفر في عدة مواقع أثرية في عفرين بهدف سرقة اللقى والقطع الأثرية وبيعها خارج الحدود في "انتهاك واضح لحضارة المنطقة وموروثها الأثري".

 

وقال مهندس زراعي، يقيم في مدينة عفرين، لـ "نورث برس"، رفض الكشف عن اسمه خوفاً من التعرض لمضايقات من الفصائل التابعة لتركيا، إن مسلحي الفصائل قاموا بالحفر والتنقيب غير المشروع في عدة مواقع أثرية، من بينها مواقع النبي هوري، وقلعة سمعان، وتلة عين دارة، وقرية براد الأثرية خلال العامين الماضيين.

 

وأضاف أن "أعمال النبش والحفر والتجريف تجري غالباً في وضح النهار وعلى مرأى من الأهالي، إلا أن  مسلحي الفصائل منعوا المدنيين من الاقتراب من تلال قرب قرية "كمروك" التابعة لناحية "معبطلي" بعد تجريفها".

 

وقام مسلحون من الفصائل السورية التابعة لأنقرة مع الجيش التركي بانتهاكات من خلال أعمال حفر في المواقع الأثرية في عفرين منذ السيطرة على المنطقة في آذار/ مارس 2018، جرى توثيق بعضها من قبل مديرية الآثار في الإدارة الذاتية في عفرين في معرض للصور الفوتوغرافية حمل عنوان "نداء الحضارة" أقيم في أيلول/ سبتمبر الماضي في مدينة قامشلو.

 

وقال مراسل "نورث برس" إن مسلحين من "فرقة الحمزة" (إحدى فصائل المعارضة السورية المسلحة التابعة لتركيا) قاموا بجرف تل آخر بالقرب من قريتي "معراته" و"كفر شيل" التابعتين لمدينة عفرين، حيث شُوهد مسلحون من الفرقة  برفقة آليات الحفر في تلك التلال خلال تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.

 

و قال محمد (اسم مستعار)، من سكان عفرين، إن المسلحين يقومون بإخراج القطع الأثرية إلى خارج البلاد مقابل مبالغ مالية، بالتنسيق مع تركيا التي تهدف إلى استمرار التدهور الاقتصادي والسياحي في المنطقة حتى بعد انتهاء الحرب.

 

وتحسر جان، الذي رفض ذكر اسمه الحقيقي لدواع أمنية، على مصير التلال " ذات المكانة التاريخية والأثرية كتل عين دارة وتل جنديرس وتل النبي هوري، والتي يرى فيها السكان حضارات عفرين وممالكها التاريخية ".

 

وأكد مصدر محلي لـ "نورث برس"، أن جميع عمليات السرقة يتم تصريفها في العاصمة التركية أنقرة ومن ثم يتم بيعها في دول مختلفة.

 

وقال إن عناصر من "لواء صقور الكرد" التابع لـ "فرقة الحمزة " أقدموا، الشهر الفائت، على حفر تلة قديمة بالقرب من قرية "كفر دلة" التابعة لناحية جنديرس بمنطقة عفرين، لكن الفصيل توقف عن النبش بعد يومين، لعدم قدرته على دفع المبالغ الكبيرة لترحيل الأتربة الناتجة عن الحفر ومصاريف الأليات بسبب ارتفاع أسعار المحروقات.

 

وبحسب شهود عيان فإن عمليات التنقيب لا تزال مستمرة في محيط "المدرج الروماني" في منطقة النبي هوري حيث تظهر آلات الحفر وآثار عملها في التربة بشكل واضح.

 

وسرقت، العام الماضي، لوحات فسيفساء وقطع نقدية، نقب عنها من قبل ما يسمى "جيش النخبة" العامل في صفوف "الجيش الوطني" التابع لتركيا في محيط قلعة النبي هوري، وانتشرت صور لشخص يدعى "محمد أسعد علوش" مع القطع الأثرية، حيث قام بشراء اللوحات بمبلغ  /50/ ألف دولار أمريكي وتم تهريب هذه القطع خارج المنطقة، حسب ما نشره المرصد السوري لحقوق الإنسان حينها.

 

وينتشر ما يقارب مئة موقع ومعلم أثري في عفرين ما بين مسجل وغير مسجل في السجلات النظامية، من ضمنها مواقع مدرجة على قائمة التراث الوطني السوري كـعين دارة وتل جنديرس والنبي هوري وكهف الدودرية وقلعة سمعان، بالإضافة إلى مواقع أدرجت منذ عام 2011 على لوائح اليونسكو للتراث العالمي كموقع (براد) الذي يضم مجموعة معالم كالكنائس والأضرحة والمدافن.