مراجعات متزايدة وإصابات جديدة باللاشمانيا في السويداء
هارون العربيد – السويداء
يواصل إبراهيم (16 عاماً)، القادم من ريف حلب مراجعة المركز التخصصي لمكافحة اللاشمانيا في السويداء، جنوبي سوريا، بعد أن اشتبه بإصابته أثناء وجوده في مدينة حلب شمالي البلاد.
ويقول إبراهيم لنورث برس، إنه عند زيارته للمركز كانت إصابته باللاشمانيا واضحة، واستغرقت رحلة علاجه نحو سبعة أسابيع حتى تماثل للشفاء التام.
ارتفاع الحالات
سجّلت السويداء 19 حالة إصابة جديدة باللاشمانيا، جميعها وافدة من خارج المنطقة، وفق ما أكده الدكتور أميل هنيدي لنورث برس، مشيراً إلى أن المركز قدّم خدمات التشخيص لما يقارب 199 حالة مرجعة خلال العام المنصرم.
كما شهدت عدة مناطق سورية أخرى ارتفاعاً في الإصابات، خلال العام الفائت، في درعا، تم تسجيل 21 إصابة بين شهري أيلول/ سبتمبر وتشرين الأول/أكتوبر، بينها حالتي وفاة.
أما في حماة، فقد سجلت 4500 إصابة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الفائت، وعزا مركز مكافحة اللشمانيا في حماه، ذلك إلى “سوء الخدمات وتربية الحيوانات قرب المنازل”.
ويقول الدكتور أميل هنيدي، مدير المركز التخصصي لمكافحة اللاشمانيا والأمراض الطفيلية في السويداء، إن المرض يصيب الجلد والأغشية المخاطية والأعضاء الداخلية، مشيرًا إلى أن اللاشمانيا موجودة في سوريا ودول الإقليم وبعض أنحاء العالم.
ويضيف “هنيدي” أن المرض يظهر بعد تعرض الشخص للدغة ذبابة الرمل، مما يؤدي إلى تقرحات جلدية يمكن علاجها في حال التشخيص المبكر، محذراً “لكنه قد يكون قاتلًا في بعض الحالات النادرة”.
كما يبين أن انتشار المرض يرتبط بوجود الكلاب الشاردة والمستنقعات، مما يستدعي اتخاذ تدابير وقائية مثل مكافحة الكلاب الضالة وردم المستنقعات وتركيب شبك ناعم على نوافذ المنازل.
التشخيص المخبري
تقول هدى أبو زيدان، وهي مخبرية في المركز التخصصي باللاشمانيا في السويداء، لنورث برس، إن آلية تشخيص المرض في المخبر يتم عبر أخذ مسحة من الجلد المشتبه بإصابته.
وتشير إلى أن التشخيص للمسحة داخل المخبر يمر بعدة مراحل تشمل التجفيف والتلوين، ليتم فحصها تحت المجهر للتأكد من وجود الطفيلي.
فيما تقول بثينة بحصاص، الممرضة في المركز، إن علاج الآفة يبدأ بعد تشخيصها سريريًا، ويتم ذلك بالحقن الموضعي مرة أسبوعيًا لمدة تتراوح بين 6 إلى 7 أسابيع إذا كان المريض يعاني من آفة واحدة. أما في الحالات التي تتعدد فيها الآفات، فيتم اللجوء إلى الحقن العضلي بمعدل حقنة كل أسبوعين، كما يمكن اللجوء إلى الكي في حالات خاصة مثل الحمل والإرضاع، بحسب “بحصاص”.
ويعد داء اللشمانيا أو ما يعرف محليًا بـ”حبة السنة” من أكثر الأمراض التي تؤرق قاطني المخيمات في شمال غربي سوريا، خاصةً بعد أن تضاعفت أعداد المصابين في العامين الماضي والحالي، نتيجة توافق العديد من الظروف البيئية والمجتمعية التي زادت من فرص انتشاره وخاصة لدى الأطفال.
وبحسب منظمة “MENTOR Initiative” المتخصصة بعلاج اللشمانيا، جرى تسجيل ما لا يقل عن 5500 إصابة العام الفائت، خلال شهر واحد، في مراكزها المنتشرة من جرابلس حتى جسر الشغور بما في ذلك المخيمات.