سوريون يطالبون بنظام لامركزي ودستور جديد يصون حقوق الجميع في سوريا الجديدة

دلسوز يوسف – الحسكة

بعد سقوط النظام الأسد، يتطلع السوريون بمختلف مكوناتهم في البلاد، إلى نظام حكم يحفظ حقوق الجميع ضمن الدستور الجديد.

وعطلت الإدارة الجديدة في سوريا، الدستور السابق بعد تولي أحمد الشرع للحكم رئيساً للمرحلة الانتقالية ضمن “مؤتمر النصر” الذي شاركت فيه فصائل عسكرية، الأربعاء الفائت.

“اللامركزية ليست تقسيم”

يقول صبحي ملكي، وهو شاب سرياني من مدينة الحسكة، لنورث برس، إنهم كمكون السريان الآشوريين يرون بأن الحكم في سوريا “يجب أن يشمل جميع الشرائح، وأن يكون مدنياً وعلمانياً ولا مركزياً”، مضيفاً أن هذا الشكل من الحكم “سيحفظ حقوق جميع المكونات”.

ويشير ملكي إلى أن اللامركزية هي ليست التقسيم بل الشكل الأرقى لحكم الدول المتقدمة، وسوف تلغي حالة الاقتتال في سوريا، “كون العنف والانتقام والثأر لن تبني الدولة بعد سقوط نظام الأسد الذي ذاق في عهده جميع المكونات الصهر الثقافي والديكتاتورية”.

ويقول إن الجميع في سوريا ناضل ودفع فاتورة 14 عاماً من الاقتتال “لذلك نود دستور للجميع”.

وفي أول رد لها على “مؤتمر النصر”، قالت الإدارة الذاتية شمال شرقي سوريا في بيان، إن “الشعب السوري كان بانتظار عقد مؤتمر وطني سوري جامع للتحضير لصياغة دستور توافقي وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية”.

ومنذ سقوط نظام البعث في الـ 8 من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، لا تزال الهجمات التركية والفصائل الموالية لها مستمرة في سوريا.

حقوق للأرمن

تقول لوسناك كافوريان، وهي شابة أرمنية، لنورث برس، إنه حان الوقت لإظهار جميع الثقافات في الواقع السوري بشكل عام، “لأن سوريا الجديدة ليست فقط للإسلام السياسي بل هي لجميع مكوناتها”.

وتضيف “كافوريان” أن “سوريا بعد حكم بعثي دام 50 سنة، لحتى الآن لم تحظ بنظام ديمقراطي”.

وتذكر بأن “الحكومات المتعاقبة على سوريا لا تجيد الديمقراطية واللامركزية وذلك من أجل مصالحها”، مشيرة إلى أنهم في شمال شرقي سوريا “يمارسون طقوسهم بحرية”.

وتشدد على أنهم كمكون أرمني يطالبون بحقوقهم كاملة في سوريا الجديدة وأن يكون لهم رأي ضمن الدستور الجديد بعد تعرضهم للكثير من المجازر على يد الدولة التركية.

وتقول: “يجب مراعاة أدياننا وكنائسنا بكل مكان في سوريا وأن يعيش شعبنا الأرمني بسلام وعدم التعرض لنا، وهذا يطبق ضمن نظام لا مركزي ديمقراطي تعددي”.

ويرى سوريون ومراقبون أن إقصاء المكونات في مستقبل البلاد سيأزم من حالات الاقتتال واستمرار دوامة العنف.

دستور يصون حقوق الجميع

وترى غفران حسن، وهي محامية من الحسكة، بأنهم يتطلعون لتطبيق حكم فيدرالي في البلاد وذلك لصون حقوق جميع المكونات بموجب الدستور.

وتقول لنورث برس، إنه “يجب أن لا يكون الدستور حبراً على ورق كما كان في عهد النظام البائد الذي عانى خلاله الشعب الأمرين من قمع للحريات”.

بدوره يقول بابان حسين، وهو حقوقي من الحسكة، لنورث برس، إنه من الأفضل أن يكون الحكم في سوريا ديمقراطياً يعترف بحقوق جميع الشعوب.

ويشير إلى حالة التآخي بين المكونات في مناطق شمال شرقي سوريا بسبب التاريخ المشترك، مضيفاً أنه يجب مراعاة وضعهم في الدستور، “لأن عشرات الآلاف من أبناء المنطقة ضحوا بأرواحهم للحفاظ على وحدة الأراضي السورية”.

تحرير: خلف معو