روابط ضحايا ومنظمات حقوقية تبحث في دمشق العدالة الانتقالية بعد سقوط الأسد

دمشق – نورث برس

عقدت منظمات حقوقية وروابط ضحايا وأهالي ناجين وناجيات، أمس الجمعة، في العاصمة السورية دمشق، لقاءً حوارياً لبحث مصير المفقودين وتحقيق العدالة الانتقالية في البلاد.

وجاء في ورقة عمل اللقاء أنه عُقد “انطلاقاً من وعينا بأهمية وتعقيد ملف العدالة في سوريا باعتباره ملفاً وطنياً تشاركياً، وإيماناً منا بأهمية توحيد الجهود بين كافة الأطراف الوطنية للقيام بدورها الفاعل في هذا الملف”.

ويهدف اللقاء الذي ينتهي اليوم السبت، بحسب القائمين عليه، إلى إطلاق نقاش حول أهمية العدالة وإنصاف الضحايا، مع التأكيد على أنّ البلاد بحاجة إلى توحيد الجهود والاستفادة من خبرات جميع العاملين في هذا المجال.

ومن المتوقع أن يخرج اللقاء بتأسيس مجموعة تنسيق أو فريق متابعين، وسيعمل هذا الفريق على فتح قنوات حوار مباشر مع حكومة تصريف الأعمال بهدف مشاركة مخرجات اجتماعات الطرفين مع المنظمات الدولية والاطلاع على ما تم إنتاجه واستثماره والعمل عليه في ملف العدالة حتى الآن.

وقالت مها غرير، وهي ناشطة حقوقية وأحد المنظمين للقاء الحواري، إن الأسد حكم البلاد لسنوات طويلة ومرّ 13 “عاماً قاسياً” على سوريا، ولو أن الأسد ارتكب الحصة الأكبر من الانتهاكات لكن هناك منتهكين في كافة مناطق الصراع.

وأضافت لنورث برس، أن ملف العدالة “معقد جداً” وكان اللقاء ضرورياً لحاجته إلى كل السورين المشتغلين فيه.

ومن شمالي سوريا، قالت شيرين إبراهيم، وهي إدارية في رابطة “دار” لضحايا التهجير القسري، إن العدالة تقتضي إزالة كل المخيمات في الأراضي السورية، وعودة المهجرين قسراً إلى أماكنهم خاصة في مناطق “نبع السلام” و”غصن الزيتون”.

وتحدثت إلى نورث برس، بأن تحقيق العدالة ملف طويل يحتاج إلى خطوات مثل إنهاء حالة الفصائلية والهجمات، تشكيل مؤسسات دولة وإعادة إعمار.

وتطرقت إلى مناطق عفرين وسري كانيه/ رأس العين وتل أبيض، التي سيطرت عليها تركيا بعمليات عسكرية متفرقة، مضيفة أن سكاني هذه المناطق الأصليين بيوتهم مدمرة وهم بعيدين عنها حتى الآن.

وأشارت إبراهيم إلى “طريق طويل” في هذا الملف، لكنها قالت إن حكومة تصريف الأعمال السورية بإمكانها القيام بخطوات مثل إعادة السكان إلى مناطقهم الأصلية “عودة كريمة”.

من جانبه تحدث طارق معترماوي، من رابطة “معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا”، عن ضرورة إلغاء الحواجز والأحكام المسبقة بين السوريين، وضرورة قبولهم لبعضهم والعمل سوية لتحقيق العدالة الانتقالية.

وأشارت الناشطة الحقوقية، وفاء مصطفى، إلى الهجمات على شمالي سوريا، والوضع بالجنوب السوري، متحدثة عن “احتلالات” للأراضي السورية والقصف والهجمات عليها وارتكاب الانتهاكات والخطف، في إشارة إلى الهجمات التركية على شمالي سوريا والتوغل الإسرائيلي في القنيطرة.

وقالت: “التفكير بالعدالة لسوريا أمر صعب مثلاً لو كانت تحت إدارة سلطة واحدة، لذلك فهو أصعب بكثير في حالة الانقسام الموجودة بالبلاد”.

إعداد: هوشنك حسن – تحرير: عكيد مشمش