معاناة يومية.. كوباني بدون مياه منذ أكثر من شهر
فتاح عيسى – كوباني
يضطر مصطفى إسماعيل(40 عاماً) وهو من سكان مدينة كوباني، شمالي سوريا، إلى شراء مياه الشرب من الصهاريج منذ أكثر من شهر، الأمر الذي زاد من أعبائه المالية المتردية أصلاً، حيث انقطعت مياه الشرب والكهرباء عن المدينة بسبب الهجمات التي تشنها فصائل موالية لتركيا على منطقة سد تشرين منذ أكثر من شهر.
مياه الصهاريج غير كافية
يقول “إسماعيل”، لنورث برس، إن سكان كوباني يعانون منذ أكثر من شهر بدون مياه وكهرباء، لافتاً إلى أن السكان قد يستطيعون تدبير أمورهم بدون كهرباء، ولكن الحياة صعبة بدون مياه، وخاصة أن الوضع الاقتصادي للسكان مترد في ظل فصل الشتاء وعدم توفر فرص العمل والإمكانيات المادية.
وينوه إلى أهمية إيجاد حل لهذه المشكلة، لأنه في ظل الوضع الاقتصادي المتردي للسكان، لا يستطيعون شراء خزان المياه بأربعين أو خمسين ألف ليرة مرتين كل أسبوع.
ويشير “إسماعيل” إلى أن ما يزيد من صعوبة الأمر هو أن الصهاريج الموجودة في مدينة كوباني لا تستطيع تلبية احتياجات كافة السكان من المياه في ظل ارتفاع عدد سكان المدينة بسبب قدوم نازحين إليها من عدة مناطق.
ويرى إسماعيل أنه مع قدوم فصل الصيف ستزداد معاناة السكان من تأمين مياه الشرب، حيث أن تأمين الصهريج يحتاج إلى تسجيل قبل بيوم على الأقل لتعبئة خزان في اليوم التالي.

تكاليف إضافية
من جهته اضطر إدريس علي (30 عاماً) وهو من سكان مدينة كوباني، لحفر بئر ارتوازي، كي لا يضطر لشراء المياه بشكل دائم، وخاصة أن قدوم فصل الصيف سيزيد من هذه المعاناة.
ويقول “علي” إنه يعاني منذ شهر من فقدان مياه الشرب، وإنه يضطر لشراء المياه من الصهاريج ولكن الأمر يعتبر مكلفاً، فكل خزان مياه يشتريه بخمسين ألف ليرة، الأمر الذي دفعه لحفر بئر رغم تكلفته أيضاً.
ويضيف لنورث برس، أنه كان يشتري المياه مرتين كل أسبوع خلال هذا الشهر، وكل مرة (خزان) بخمسين ألف وإذا ما حسبها شهرياً فهي تكلف كثيراً، ولذلك قرر حفر بئر من أجل حل هذه المشكلة.
ويشير “علي ” إلى أن حفر بئر يكلف 300 دولاراً، كما أن البئر يحتاج إلى 300 دولار أخرى لتجهيزه بالغطاس والخراطين والكهرباء، لافتاً إلى أن كل هذه المصاريف من أجل حل مشكلة تأمين المياه.
ويرى أن عدم إعادة وضع سد تشرين في الخدمة تعتبر مشكلة كبيرة، لأن السكان لا يستطيعون تدبير أمورهم بدون مياه.
مناشدات لوقف الهجمات
ويناشد سكان شمال شرقي سوريا بتدخل المنظمات الحقوقية والمجتمع الدولي لوقف الهجمات التركية على سد تشرين.
من جهته يقول محمود إسماعيل (50 عاماً) وهو من سكان مدينة كوباني، إن مياه الشرب الرئيسية لم تصل إلى منزله منذ انقطاع الكهرباء من سد تشرين، الأمر الذي زاد من معاناته ومن معاناة سكان كوباني من تأمين مياه الشرب.
ويضيف “إسماعيل” لنورث برس، أن بعض السكان لديهم آبار ولكن هذه تحتاج أيضاً إلى مصاريف تشغيل وصيانة.
ويتابع أن شراء المياه بالخزانات لا يكفي سوى يومين أو ثلاثة أيام، لافتاً إلى أن بعض السكان يضطرون لجلب المياه من الجيران الذين لديهم آبار.
ويشير “إسماعيل” إلى أن السكان لا يستطيعون تحمل تكاليف شراء المياه بشكل دائم، بسبب وضعهم الاقتصادي المتردي، حيث أن شراء خزانين من المياه لا يكفي سوى خمسة أيام، ولا توجد واردات للسكان من أجل شراء المياه بشكل دائم، ولا توجد فرص عمل.
ويرى إسماعيل أن الحل هو تدخل المنظمات الإنسانية لعقد اتفاق من قبل الأمم المتحدة أو لجان حقوق الإنسان من أجل إيجاد حل لمشكلة السكان مع المياه والكهرباء.
ومنذ أكثر من شهر تدور معارك عنيفة بين تركيا والفصائل الموالية لها من جهة وقسد من جهة أخرى في منطقة سد تشرين ومناطق أخرى بريف منبج.
وهذا السد يعتبر المصدر الرئيسي للماء والكهرباء لأهالي المنطقة الذين سقط عدد منهم ضحايا باستهداف الطيران التركي المسير لقوافل المدنيين المطالبين بوقف الهجمات على السد.