توثيق.. فصائل المعارضة تستبيح أشجار عفرين لبيع حطبها

عفرين- نورث برس

 

قطعت فصائل المعارضة المسلحة التابعة لتركيّا، آلاف الأشجار في حراج المحموديّة بمدينة عفرين، منذ شتاء العام الماضي، إذ لم يسلم منها إلّا عددٌ قليل.

 

وتشهد منطقة عفرين شمال غربي سوريا، منذ سيطرة القوات التركيّة وفصائل المعارضة المسلّحة التابعة لها في الـ18 من شهر آذار / مارس عام 2018, ظاهرة قطع الأشجار سواء أكانت حراجيّة أم أشجار زيتونٍ, لتزداد هذه الظاهرة مع قدوم فصل الشتاء من كلّ عام.

 

وتقوم فصائل المعارضة المسلّحة التابعة لتركيّا بقطع كافة أنواع الأشجار وخاصّة في فصل الشتاء بهدف التجارة بأخشابها بحسب شهادات بعض السكّان وتقارير حقوقيّة.

 

وحصلت "نورث برس" على صور توثّق حجم مساحة القطع في حراج المحموديّة، حيث تمّ قطع الأشجار وتحطيبها وبيعها في مناطق أخرى.

 

وأوضحت مصادر محليّة من منطقة عفرين أنّ نسبة الأشجار التي تمّ قطعها في الفترة الأخيرة تجاوزت /30/ بالمئة في عموم المنطقة.

 

ومع بداية العام الجديد، قطعت الفصائل أكثر من ألف شجرة زيتون ورمّان في قرية ترندة التابعة لمدينة عفرين، وتعود ملكيّتها للشيخ حيدر وللسيّد رشيد مستو.

 

وكانت منظمة حقوق الإنسان في عفرين قد وثّقت في تقريرٍ نشرته في السادس عشر من الشهر الفائت، قطع القوات التركيّة وفصائل المعارضة المسلّحة التابعة لها لأكثر من /180/ ألف شجرة زيتون والأشجار الحراجيّة، بالإضافة إلى قطع أكثر من /300/ شجرة معمّرة ونادرة و/15/ ألف شجرة سنديان بهدف التجارة.

 

وقال مهندسٌ زراعيٌّ اكتفى بالتعريف عن نفسه بـ"أبو محيو" وهو من سكان مدينة عفرين، إنّ "ظاهرة قطع الأشجار لم تكن موجودةً سابقاً" في إشارة إلى فترة ما قبل سيطرة القوات التركيّة وفصائل المعارضة المسلّحة التابعة لها على المنطقة.

 

وأوضح "أبو محيو" أنّ ظاهرة قطع الأشجار انتشرت في ظلّ سيطرة القوات التركيّة والفصائل على المنطقة، "نتيجة الفوضى وعدم المحاسبة".

 

وأقدمت مجموعة من عناصر "فصيل السلطان مراد" في ناحية شران بمنطقة عفرين خلال الشهر الماضي، على قطع أكثر من /40/ شجرة زيتون تعود ملكيتها لعبد الحنان علي وهو من أهالي قرية ماتينا.

 

وقال المهندس الزراعي "أبو محيو" إنّ بعض عائلات الفصائل المسلّحة لجأت إلى قطع أشجار الصنوبر بغرض التدفئة، لافتاً إلى أنّ الفصائل المسلّحة وبعض عائلاتها تلجأ إلى قطع الأشجار بهدف التجارة.

 

وتحتكر فصائل المعارضة المسلّحة "وهي المسؤولة عن قطع الأشجار في المنطقة"، بيع الأخشاب للتجار.

 

وقال "أبو جواد" وهو أحد العاملين في مجال بيع الحطب إنّ "معظم الذين يبيعونه الأخشاب هم من عائلات الفصائل المسلّحة، لأنّ السكّان الأصليين للمنطقة يحافظون على الأشجار ويقدّرونها ويكتفون فقط بالتقليم". 

 

"أبو بسام" أحد المتضرّرين من المشكلة، حيث قامت الفصائل المسلّحة التابعة لتركيّا بقطع /20/ شجرة زيتون ورمّان في أرضه، قال "لم أستطع الاعتراض على قيام هؤلاء الأشخاص بقطع أشجاري، خوفاً من الضرب أو نَسبِ التهم، وقفت عاجزاً عن حماية أشجاري التي اعتنيت بها لأكثر من ثلاثين عاماً".

 

وشهدت عدّة قرى في ناحية بلبل بمنطقة عفرين (قوطا وكوتانا وشنكيلي) حالات مماثلة لقطع الأشجار وفقاً لما أكّدته مصادر محليّة لـ"نورث برس".

 

وتمّ قطع قرابة /200/ شجرة في محيط قرية جويق في ناحية معبطلي والتي تعود ملكيّتها للشيخ فخري من أهالي القرية، منذ منتصف كانون الأول /ديسمبر الفائت.

 

وبحسب منظمة حقوق الإنسان في عفرين فإنّ القوات التركيّة وفصائل المعارضة المسلحة التابعة لها إلى جانب قطع الأشجار، عمدت إلى حرق أكثر من /11/ ألف هكتار من أصل /33/ ألف هكتار من المساحة المخصّصة للزراعة في عفرين، وحرق أكثر من /10/ آلاف شجرة زيتون وأشجار حراجيّة بالإضافة إلى حرق مساحة /2180/ دونم في ناحية شيراوا جنوبي عفرين كانت مزروعةً بالمحاصيل الزراعية.