منازل مدمرة وأزمة سكن حادة تواجه العائدين إلى درعا

مؤيد الأشقر – درعا

يواجه سكان درعا العائدين أزمة سكن هي الأكبر منذ بداية الاحتجاجات ضد النظام السابق في عام 2011، بالتزامن مع عودة اللاجئين إلى المنطقة.

وتشهد درعا بشكل يومي عودة عشرات العائلات من الأردن عبر معبر نصيب، وأخرى من لبنان وتركيا، وذلك بعد مرور أكثر من شهر على سقوط نظام بشار الأسد.

عملية الترميم مكلفة


يقول عبد الرحمن أبازيد، أحد العائدين من الأردن إلى درعا مؤخراً، لنورث برس، إن قرار العودة بالنسبة له كان متسرعاً بسبب عدم توفر منزل يسكن فيه هو وعائلته.

ويضيف أبازيد أن منزله في حي الأربعين بدرعا البلد مدمر بنسبة 70 بالمائة، وكان يأمل في العثور على مسكن مؤقت لدى أحد أقاربه أو جيرانه حتى الانتهاء من عملية ترميم المنزل المكلفة جداً.

ويشير إلى أن الواقع فاجأه، حيث كان العثور على مسكن مؤقت صعباً جداً بسبب أن المنازل جميعها مشغولة، ولا يستطيع طلب الخروج على أحد منها، حتى لو كان منزل أقاربه.

اضطر أبازيد إلى إرسال زوجته وأولاده إلى منزل شقيقها في حي الكاشف بدرعا المحطة، بينما يقضي هو وقته بين منازل أقاربه وأصدقائه دون أي استقرار.

ولم يكن يتوقع أن منزله المدمر بحاجة إلى أكثر من 10 آلاف دولار أميركي حتى يتم إعادة ترميمه من جديد، في حين أن المبلغ الذي بحوزته لا يتجاوز 4 آلاف دولار، على حد قوله.

مهلة قصيرة وإيجارات مرتفعة


فيما يقول أحمد الكاكوني، أحد سكان مخيم درعا، لنورث برس، إنه يسكن في حي طريق السد منذ 10 سنوات في منزل عائلة غادرت إلى الأردن عام 2012.

ويضيف الكاكوني أن أصحاب المنزل تواصلوا معه وطلبوا منه مغادرته مع بداية شهر شباط القادم لأنهم يفكرون بالعودة من الأردن للاستقرار في سوريا.

ويشير إلى أن أصحاب المنزل لم يفكروا في مصيره، حيث كانت المهلة قصيرة جداً وكان ينبغي أن تمتد حتى نهاية فصل الشتاء على أقل تقدير، إلا أنهم رفضوا ذلك وأصروا على خروجه من المنزل في الفترة المحددة.

وأوضح الكاكوني أن منزله في مخيم درعا مدمر بالكامل، ويسعى إلى العثور على منزل للإيجار، لكنه لم يعثر حتى اللحظة. وإذا وجد، تكون الإيجارات مرتفعة جداً وتصل إلى مليون ليرة شهرياً، اكثر ٨٥ دولاراً أميركياً.

ويقول الكاكوني إن المليون ليرة أكبر بكثير من دخله الشهري الذي لا يتجاوز 700 ألف ليرة من خلال عمله على بسطة صغيرة لبيع الإكسسوارات بالقرب من سوق الخضار وسط مدينة درعا، مضيفاً أنه لا يستطيع العمل في مهنة شاقة بسبب إصابة تعرض لها سابقاً في إحدى قدميه، على حد تعبيره.

ارتفاع الطلب واستغلال


يقول فضل العودات، أحد العاملين في مجال العقارات بدرعا، لنورث برس، إن الطلب على المنازل الإيجار ارتفع بنسبة 100 بالمائة في الآونة الأخيرة.

ويضيف العودات أن الطلب على الإيجار جاء في وقت تشهد فيه محافظة درعا أزمة سكن كبيرة، بينما بدأ أصحاب المنازل باستغلال حاجة الأهالي ورفع الإيجارات إلى مبالغ خيالية لا يستطيع تحملها سوى شريحة قليلة من السكان.

وأشار العودات إلى أن بعض أصحاب المنازل يطلبون من المستأجرين الدفع بالدولار الأميركي بدلاً من الليرة السورية لضمان حقهم، خوفاً من تدهور سعر الليرة، على الرغم من تحسن سعر الصرف مؤخراً حيث وصل إلى 11800 ليرة مقابل الدولار الواحد.

وأرجع العودات سبب أزمة السكن إلى ضيق المخطط التنظيمي في مدينة درعا، مما يجبر المقاولين على شراء أراضٍ والبناء عليها في أحياء محددة من المدينة مثل الكاشف والسبيل والقصور وميسلون، بينما لا تزال مساحات واسعة خارج المخطط التنظيمي حتى اليوم.

وتفتقر غالبية المناطق السورية إلى الكثير من الخدمات كالكهرباء والماء في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية.

تحرير: خلف معو