حمزة الخطيب.. الطفل السوري الذي هز العالم بمقتله تحت التعذيب بسجون الأسد

إحسان محمد – درعا

في أيار عام 2011، بعد نحو شهرين من بدء الاحتجاجات الشعبية في سوريا، شهدت بلدة صيدا في ريف درعا الشرقي حادثة مؤلمة بمقتل الطفل حمزة الخطيب (13 عاماً) على يد نظام الأسد المخلوع.

وبعد 14 عام من القتل والدمار، سقط نظام بشار الأسد إثر عملية عسكرية بعد وصول إدارة العمليات العسكرية إلى دمشق في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر الفائت.

حرق وتشويه

يقول سراقة الخطيب، لنورث برس، إن شقيقه حمزة الذي لم يتجاوز عامه الثالث عشر آنذاك، “قتل تحت التعذيب بعدما خرج في مظاهرة سلمية حاملاً أغصان الزيتون ورغيف الخبز مع أهالي البلدة للمطالبة بفك الحصار عن أهالي مدينة درعا”.

ويضيف أن قوات النظام قابلت هذه المظاهرة السلمية بالرصاص الحي، مما أدى إلى إصابة حمزة بطلقة نارية في ساقه قبل أن يتم اعتقاله مع عدد من المتظاهرين.

ويشير إلى أن هذه الحادثة لم تكن مجرد اعتداء على طفل، بل كانت بداية لرحلة مأساوية من الألم والمعاناة.

ويتابع: “بعد اعتقاله، نُقل حمزة إلى المشفى الوطني في مدينة درعا، ثم تم تحويله إلى فرع الأمن العسكري في محافظة السويداء.

ويضيف: “هناك تعرض حمزة لتعذيب وحشي شامل، حيث شملت أساليب التعذيب حرق جسده وتشويه أعضائه التناسلية”، مما يعكس مستوى الانتهاكات التي تعرض لها المعتقلون في سوريا.

وبعد فترة من التعذيب، وُجد جثمانه في المشفى الوطني بالسويداء بعد أربعين يوماً، حيث علمت عائلته بوجوده عبر وسطاء.

شروط قاسية

يقول شقيق الطفل إنه عندما توجهوا لاستلام الجثة، فرضت قوات النظام شروطًا قاسية، حيث اشترطت دفنه دون مراسم تشييع، ونقله مباشرة من المشفى إلى المقبرة، مع منع فتح التابوت وقد أجبرت والده على توقيع تعهد بذلك.

لكن عائلة الخطيب لم تلتزم بتعليمات الأفرع الأمنية، وقامت بتوثيق آثار التعذيب التي تعرض لها حمزة بمساعدة ناشطين إعلاميين، مما ساهم في تسليط الضوء على الانتهاكات الجسيمة التي تحدث في سوريا.

رغم مرور شهرين على اندلاع الثورة في درعا، شكلت صور تعذيب وقتل حمزة صدمة كبيرة للأهالي ووسائل الإعلام، وأثارت موجة من الغضب والاستنكار على مستوى البلاد.

حيث قالت وزيرة الخارجية الأميركية آنذاك هيلاري كلينتون في الأول من حزيران/ يونيو عام 2011، إن “ما نُقل بشأن تعذيب طفل سوري يشير إلى أنه ليس للحكومة السورية أي اهتمام بالإصغاء إلى شعبها، وإن إمكانية الدفاع عن موقفها تغدو أقل كل يوم”.

هذه الصور لم تكن مجرد توثيق لحادثة فردية، بل كانت رمزاً لمعاناة آلاف الأسر السورية التي فقدت أحباءها في ظل النزاع المستمر.

ولم تتوقف مأساة عائلة الخطيب عند حمزة، فقد اعتقل النظام شقيقه عمر، الذي يكبره بعامين، أثناء محاولته الهروب من سوريا أواخر عام 2018.

 وانتهى الأمر بمقتله في سجن صيدنايا، مضيفًا اسمه إلى قائمة طويلة من المعتقلين السوريين الذين لقوا حتفهم في السجون، مما يبرز حجم الفاجعة التي تعاني منها العائلات السورية بفعل نظام قمعي.

وتطالب عائلة الطفل حمزة الخطيب بمحاسبة المتورطين في نظام الأسد بالحادثة وكل من تلطخت أيديهم بدماء السوريين.

وتظل قصة حمزة الخطيب شاهدة على حجم الانتهاكات في سوريا، وتذكيراً بضرورة الوقوف ضد الظلم والبحث عن العدالة للضحايا وعائلاتهم.

تحرير: خلف معو