مختصون في شؤون الإرهاب: مخيم الهول في سوريا يشكل خطراً على العالم بأسره
القامشلي – نورث برس
يرى مختصون وباحثون في شؤون الإرهاب أن ملف مخيم الهول، جنوبي الحسكة شمالي شرقي سوريا، من الملفات الشائكة والمعقدة نتيجة طبيعته الاستثنائية وخطورته الكبيرة في المنطقة وعلى مستوى العالم.
ويضم مخيم الهول نحو 55 ألف شخص، بينهم 2,423 من عائلات عناصر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” المنحدرين من نحو 60 دولة أجنبية، وفق إحصائيات رسمية لإدارة المخيم.
وفي الثاني عشر من الشهر الجاري، قال الجنرال مظلوم عبدي القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية “قسد”، إن “خطر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في مراكز الاحتجاز والمخيمات يتزايد وهناك زيادة في حركة التنظيم بشكل عام”.
جيش محتجز
يقول مصطفى مصطفى، وهو باحث في مركز الفرات للدراسات، لنورث برس، إن خطورة مخيم الهول لا يختلف عن الخطورة التي تشكلها خلايا التنظيم النائمة.
ويشير إلى أن “داعش” أعلن في أكثر من مناسبة أن مخيم الهول “سيكون في مرمى هجماتها ووجهتها الثانية في حال نجحت في تهريب عناصر التنظيم المحتجزة في السجون التي تديرها قسد والتحالف الدولي”.
ويُضيف مصطفى أن مسألة إنهاء مخاطر هذا المخيم تحتاج إلى تعاون دولي بحت وترتيبات أمنية خاصة من جانب الإدارة الجديدة في دمشق مع الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا.
ويوضح: “أن داعش معروف باستغلاله للظروف الأمنية الهشة وغير المستقرة في تنفيذ استراتيجيته التي تعتمد في المقام الأول على خلاياه النائمة وجيشه المحتجز في السجون والمخيمات”.
ويبين: “بالتالي فإن خطر هذا المخيم سوف لن ينحصر مستقبلاً في مناطق شمال وشرق سوريا فحسب وإنّما سوف يمتد على كامل الجغرافية السورية والمناطق الإقليمية، والعودة إلى نقطة الصفر في ملف محاربة ومكافحة التنظيم الإرهابي”.
قنبلة موقوتة
من جانبه، يقول ألبرت فرحات، وهو مختص في شؤون الإرهاب، لنورث برس، إن ملف عائلات عناصر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” المتواجدين في مخيم الهول ومخيمات اخرى مطلوبة من الدول الأوربية وبالتحديد الولايات المتحدة الأميركية والتحالف الدولي لمحاربة “داعش”.
وفي الثامن عشر من الشهر الجاري، بحث الجنرال مظلوم عبدي، قائد “قسد”، مع قيادات أميركية في التحالف الدولي، لمحاربة “داعش” أهمية الجهود الدولية لإعادة تأهيل العوائل في مخيم الهول وضبط السجون.
ويشدد فرحات المقيم في باريس، على أنه “إذا لم تكن الدول الأوربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الاميركية غير جدية في ضبط مخيم الهول فستكون هناك قنبلة موقوتة سيشهدها العالم وعودة كبيرة وقوية للتنظيمات الإرهابية”.
ويوضح أن عدم الاستقرار في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر الفائت “سيشكل عامل عدم استقرار في المنطقة بأكملها وهنا يدخل دور المجتمع الدولي والعراق بالتحديد كون أن هناك رعاية عراقية كثيرة في مخيم الهول وأيضاً هناك دور للملكة الأردنية كونها المنسق الأساس مع أجهزة المخابرات الغربية من جهة ووجود ارتباطات لقيادات عسكرية وامنية لداعش من أصول أردنية”.
الوضع أصبح قلقاً
وبالإضافة لمخيم الهول هناك مخيم روج بريف ديريك (المالكية)، أقصى شمال شرقي سوريا يحتجز فيه عائلات أفراد لهم صلات “بداعش” ويضم حالياً ما يقرب من 3,000 فرد، 65% منهم أطفال، وفقاً لتقرير سابق للأمم المتحدة.
ويقول منير أديب وهو باحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، إن مخيم الهول وروج يمثلان خطراً حقيقياً على أمن واستقرار “ليس فقط سوريا بل المنطقة العربية والعالم بأسره”.
ويُضيف أديب المقيم في القاهرة، لنورث برس: “نحن نتحدث عن وضع مضطرب في سوريا نتحدث عن حالة من السيولة في الداخل السوري نتحدث عن بيئة باتت خصبة ومناسبة لكل تنظيمات العنف والتطرف”.
ويشير إلى أنه “في ظل التهديدات التركية والعمليات العسكرية ضد قسد والتي تتكفل بحماية المخيمات وسجون عناصر وعوائل داعش هناك فرصة لهروب هذه العناصر”.
ويُحذر الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي من أن “وجود عناصر وعوائل داعش تعتبر قنبلة موقوتة ومن الممكن أن تنفجر في أي وقت في ظل استمرار تركيا باستهداف قوات قسد ولفت أنظارها عن حماية المخيمات والسجون”.