مثقفون في الرقة يطالبون بدور فعال في سوريا الجديدة وإشراكهم بالعملية السياسية

الرقة – نورث برس

يرى كتاب ومثقفون في الرقة ضرورة إشراكهم في العملية السياسية خلال المرحلة الانتقالية في سوريا الجديدة وإيلائهم الدور الفعال للنهوض بالمجتمع.

وجاء ذلك على هامش منتدى حواري في الرقة بعنوان “دور المثقفين في بناء سوريا الجديدة”.

“غائبة المعالم”

يقول عبد الرحمن الحمادة، وهو كاتب وباحث في مدينة الرقة، إن الثقافة المتوقعة في المرحلة المقبلة “غائبة المعالم حتى اللحظة” على حد تعبيره.

ويضيف “الحمادة”، أن الخطاب السياسي الحالي في سوريا “غير منسجم إلى الآن مع الواقع”.

وأشار إلى أن هناك آمال سياسية كبيرة في سوريا، لكن العمل لا يتكافأ مع هذا المكستوى من الخطاب السياسي.

ويبين أن الثقافة تقف حالياً موقف المترقب لحين وضوح الصورة، داعياً إلى إعلاء صوت المثقفين وإبراز دورهم الفعال في سوريا الجديدة.

كما يشدد على ضرورة عمل المثقفين قبل تكوين الصورة السياسية وفرض أنفسهم على الواقع السياسي الجديد، واصفاً ترك هذا الواقع إلى مرحلة لاحقة والتكيف مع مجرياتها هو جريمة بحق الثقافة”.

وناقش المنتدى كيفية التعاطي الثقافي في المرحلة القادمة ودور المثقفين في الوضع السياسي الحالي لسوريا الجديدة، بحسب “الحمادة”.

تطور بطيء

فيما يرى عضو اتحاد مثقفي الرقة، شواخ العلي، أن مسار الثقافة يمر بتطور بطيء في ظل نقص الخبرات والإمكانيات.

وأضاف في تصريح لنورث برس، إن عزوف المجتمع عن الاهتمام بالواقع الثقافي مرده تردي الوضع المعيشي والخدمي.

وأشار إلى أن هذا الواقع المفروض لا يسقط دور المثقفين في النهوض بالثقافة من جديد وتطوير الواقع الموجود وإذابة الجليد عن الثقافات الدخيلة.

ونوه بأنهم يسعون لتقديم مشاريع ثقافية وأن شكل الثقافة التي يطمحون لها في سوريا الجديدة مبنية على ثقافة المواطنة وثقافة قبول الآخر والثقافات الموجودة.

فيما شدد بأن مناطق شمال شرقي سوريا “تعيش الآن حالة من الوحدة الوطنية بمشاركة جميع مكوناتها من الكرد والعرب والسريان بعد أن حاولت التنظيمات الإرهابية عزل المجتمع وتقسيمه”، على حد وصفه.

ثقافة جديدة

وبحث المنتدى الوضع السياسي في سوريا الجديدة ومستقبل العمل السياسي والإداري، بحسب الرئيس المشارك لهيئة الثقافة والآثار في الرقة، حسن مصطفى.

ويقول “مصطفى”، لنورث برس، إنهم ناقشوا خلال المنتدى الحواري دور المثقفين في سوريا الجديدة “نحو نشر ثقافة جديدة قائمة على التسامح والعيش المشترك”.

وأشار إلى ضرورة قيام حوار وطني سوري – سوري بعيداً عن كل الأجندات والتدخلات الخارجية.

كما بحث المنتدى أهمية إشراك المثقفين في العملية السياسية من أجل صياغة دستور جديد للبلاد يلبي تطلعات السوريين.

كما يطمح المثقفون في الرقة إلى دور فعال لهم في سوريا الجديدة يشارك فيها كل السوريين لبناء مستقبل يليق بالبلاد ويراعى بها كل المكونات التي تعيش على أرضها بثقافاتها المتنوعة.

تحرير: خلف معو