الحسكة: دعوات لوقف إطلاق النار ومشاركة جميع القوى والمكونات بمستقبل سوريا

دلسوز يوسف – الحسكة

تتعالى دعوات ساسة وشخصيات وطنية في شمال شرقي سوريا، إلى وقف شامل لإطلاق النار في عموم البلاد عقب سقوط نظام الأسد، والعمل على مشاركة جميع القوى والمكونات في المرحلة الانتقالية وسوريا المستقبلية.

ومنذ سقوط نظام الأسد في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر الفائت، تشهد الساحة السورية استمراراً للعمليات العسكرية وهجمات لفصائل موالية لتركيا ضد قوات سوريا الديمقراطية، وسط حالة من القلق في الشارع السوري تجاه مستقبل البلاد.

“صوت الرصاص”

على هامش منتدى نظمه حزب “الوطن السوري” بمشاركة مختلف الشرائح المجتمعية حول الواقع الراهن للبلاد، مؤخراً في مدينة الحسكة، قال عبدالعزيز داوود، نائب الأمين العام لـ “الجبهة الديمقراطية السورية المعارضة”، إن الوضع الراهن لا يزال مجهولاً لغالبية سوريين.

وأضاف “داوود” لنورث برس، “لا يزال صوت الرصاص وحالات الانتقام قائمة من المكونات وهذا مبعث خوف وقلق ويتناقض مع تطلعات الشعب السوري”.

وتستمر المعارك في عدة مناطق بسوريا، فيما تهاجم فصائل موالية لتركيا على كوباني وسد تشرين بريف حلب الشمالي، رغم الاتفاقات الأمنية السابقة والجهود الأميركية مع الجانب التركي لوقف الهجمات.

وأشار “داوود” إلى أنه يجب المبادرة إلى تقديم مقترحات عملية وتأسيس مجلس تأسيسي كمرحلة انتقالية بمشاركة جميع القوى الفاعلة في سوريا على غرار المجلس الذي تأسس عام 1919 عند تشكيل الدولة السورية.

وأوضح السياسي السوري، أن يكون من مهام المجلس تقديم ورقة عمل لكل الأطراف السياسية والشخصيات الاجتماعية لعقد مؤتمر وطني وتكون هي الجهة المخولة لتقديم الدعوة وليست أي طرف آخر.

ويرى السوريون بأن التصريحات “الإيجابية” التي تصدر عن الإدارة الجديدة في دمشق، تناقض الوقائع على الأرض ولا تعكس تطلعات السوريين في الحرية والديمقراطية والتعددية.

وضع “حساس”

يقول ماجد العراد، وهو شيخ قبيلة السادة الأشراف، إنه “منذ سقوط نظام الأسد نلاحظ أن مستقبل البلاد مجهولاً بالنسبة للسوريين، فالتصريحات الإيجابية لإدارة العملية العسكرية والإدارة الجديدة في دمشق بعقد مؤتمر وطني لتشكيل لجان تشريعية ودستورية بوضع أسس بناء جديدة في سوريا، لكن لم يتم وقف إطلاق نار شامل في البلاد دون وجود تعهدات دولية سواء بالوضع الراهن أو المستقبلي”.

وأضاف: “ناقشنا في الملتقى وضع الجزيرة السورية والحوار مع دمشق ونأمل بحلول سياسية، فحتى الآن لا أحد ينظر إلى الشعب الذي عانى على مدار 50 عاماً ولا يزال يعاني، الوضع السوري حساس جداً فبعد سقوط النظام السابق نؤكد بأن القاتل والمقتول هم أبناؤنا، وهذا واقع مرير للأسف”.

وأشار “العراد” إلى أنهم كشيوخ عشائر المنطقة يحاولون قدر المستطاع توعية أبناء المنطقة ببناء سوريا واحدة “وسيكون هناك حوار عام وشامل ليلبي كافة متطلبات الشعب السوري في المستقبل”.

ومن أبرز المطالب التي باتت ملفاً شائكاً وحدوث الكثير من حالات الفوضى في الكثير من المناطق السورية، تلك المتعلقة بدور المرأة سواء ضمن المشاركة المؤسساتية أو الاجتماعية.

دور المرأة

تقول آريف قصبيان، وهي إدارية في المجلس الاجتماعي الأرمني في شمال شرقي سوريا، إن “تغيب دور الأقليات والمرأة تعتبر إبادة من خلال فصل المرأة عن العمل أو السياسة، فالمرأة أيضاً لها دور ومنظور لكافة مجالات الحياة”.

وطالبت في تصريح لـ نورث برس، بـ “إيلاء دور أكبر للمرأة السورية”.

وأشارت قصبيان إلى أن “جميع الاجتماعات لها إيجابيات التي تمهد لمؤتمر وطني سوري، وسيكون هناك أريحية للشعب بأخذ أراء جميع المكونات والأحزاب السياسية دون إقصاء أحد”.

تحرير: خلف معو