وافدون وعوائل فصائل مسلحة ينهبون منازل سكان عفرين قبل خروجهم منها

سوار حمو – عفرين

مساء السبت الماضي، تلقى عبد الرحمن حسن (أبو شيركو) الذي يبلغ من العمر ٦٧ عاماً، رسالة صوتية من جار بيته المستولى عليه بحي المحمودية، يخبره بأن يأتي ليستلم بيته بعد أن خرجت عائلة المسلح الوافد من الغوطة الشرقية.

حتى حنفيات الماء “تمت سرقتها”

يقول “أبو شيركو”، لنورث برس، إنه عندما ذهب باليوم التالي لاستلام بيته تفاجأ أن “البيت خاو من كل شيء من كهربائيات و أثاث حتى حنفيات الماء و كهرباء المنزل كذلك أسلاك الكهرباء تمَّ سحبها كذلك الأبواب و النوافذ تمت سرقتها”.

ويضيف: “قام الوافد بسرقة كل شيء تحويه شقتنا التي قمنا بتجهيزها عام ٢٠١٧”، ليزوج ابنه الوحيد فيها الذي غادر نحو ألمانيا منذ ٢٠١٨ حينما سيطرت تركيا والفصائل على عفرين.

ويشير “أبو شيركو” إلى أنه خلال تلك الفترة لم يستطع حتى رؤية شقته حيث كان الوافد يطرده بكل مرة ويمنعه من تفقد البيت، مبيناً أن الوافد المسلح كان ينتمي لفصيل جيش الإسلام”، التابع لفصائل الجيش الوطني الموالي لتركيا.

ويتابع أن “الوافد قدر ثمن محتويات الشقة بـ٦٠٠٠ دولار ولم يكتف لهذا الحد حيث اشترط مقابل تسليم مفتاح الشقة دفع ثمن عداد الكهرباء والماء بقيمة 130 دولار”، ما اضطر “أبو شيركو” لدفع المبلغ كي يستلم بيته المنهوب والخالي من كل شيء، على حد وصفه.

ويقول إن جاره أخبره أن الشخص الذي كان يقطن الشقة قام بتحميل الأثاث ومحتويات المنزل بشاحنة كبيرة خلال الليل.

تسليم مفتاح البيت لمقر الفصيل

في حادثة أخرى جاء رشيد صبري حنّان من قريته من راجو نحو بيته بحي الزيدية بمدينة عفرين من أجل استلامه بعد توارد أخبار من جيرانه أن الوافد قد أفرغ محتوياته و ينوي العودة نحو مسقط رأسه في محافظة حمص.

ويقول “صبري”، لنورث برس، “عندما وصلت البيت طلب مني الوافد الذي يدعى أبو خالد وهو عنصر مسلح يعمل مع فصيل أحرار الشرقية مبلغ قدره ٦٠٠ دولار لتسليمي البيت”.

ويضيف: أنه (صبري) عندما أخبره أنه لا يملك هذا المبلغ قام الوافد المسلح بتسليم مفتاح البيت لمقر الفصيل بنفس الحي وقال له “أصبحت علاقتك مع الفصيل وأنا لا دخل لي بالبيت”.

ووفق سكان محليين، تكررت هذه الحوادث عشرات المرات حيث أغلب الوافدين عندما سقط النظام وقرروا العودة لمدنهم و قراهم مارسوا كافة أساليب السرقة والابتزاز بحق أصحاب البيوت قبيل خروجهم على الرغم من أنهم يقطنون بيوت أهل عفرين بدون مقابل منذ سبعة سنوات.  

وفي كل مرة كانوا يقومون بسرقة كل محتويات البيوت ويأخذون أثاث البيوت ويمرون عبر الحواجز المنتشرة بمداخل مدينة عفرين دون سؤالهم عن ملكية ما يحملونه بالشاحنات التي تخرج.

وبحسب مصادر محلية في عفرين، “حاول بعض أصحاب البيوت مراجعة قسم الشرطة التي أخبرتهم أنها لا تستطيع منعهم من القيام بذلك، وما تزال هذه الممارسات تحدث كل يوم بدون وجود أي جهة تمنعهم”.

وخلال الأسابيع الماضية, توسعت عمليات السرقة في مدينة عفرين، حيث تعرضت عشرات المحلات التجارية وبيوت المدنيين لعمليات سرقة ممنهجة، دون تحرك الشرطة العسكرية الموالية لتركيا.

وشملت السرقات محلات لبيع الموبايلات وبيع المواد الغذائية ومحلات صرافة، فيما قالت مصادر محلية، لنورث برس، إن عمليات السرقة تمت في أماكن بالقرب من مكتب الوالي التركي في عفرين.

ومنذ عام 2018 تخضع مدينة عفرين بريف حلب الشمالي لسيطرة تركيا وفصائل “الجيش الوطني السوري” الموالي لها.

تحرير: خلف معو