التهديدات التركية وهجماتها على كوباني تتسبب بتأخر وتراجع الزراعة
فتاح عيسى – كوباني
مؤخراً، قام علي جمو (45 عاماً) وهو مزارع من ريف كوباني، بحراثة أرضه، على أمل زراعتها بالبقوليات، بعد فوات الأوان على زراعة القمح والشعير، بسبب تأخر هطول الأمطار من جهة، وتهديدات تركيا والفصائل الموالية لها على المنطقة من جهة أخرى.
ونهاية العام الفائت، هاجمت فصائل موالية لتركيا مناطق بريف حلب الشمالي للسيطرة على مدينتي منبج وكوباني.
أراض بور
يقول “جمو” لنورث برس، إنه مع بداية الموسم الزراعي الحالي تأخر هطول الأمطار الخريفية، وعندما هطلت الأمطار بدأت التهديدات التركية على المنطقة، فانشغل المزارعون بالأوضاع الأمنية وأجلوا زراعة أراضيهم.
ويضيف أن المزارعين في كوباني بدأوا مؤخراً بحراثة أرضهم على أمل أن تستقر الأوضاع الأمنية في منطقتهم ليزرعوا محاصيل مثل “العدس والجلبان والكمون”، بعد فوات الأوان على زراعة القمح والشعير.
ويشير إلى أن زراعة القمح والشعير في كوباني تبدأ في شهري تشرين الأول/ أكتوبر وتشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام، ولكن بسبب تأخر هطول الأمطار خلال تلك الفترة، وبدء التهديدات التركية على المنطقة، تخوف المزارعون من زراعة أرضهم في ظل الأوضاع الأمنية غير المستقرة.
ويتابع جمو أن المزارعين يقومون حالياً بحراثة أراضيهم لأن أغلب الأراضي بقيت “بوراً” (بدون زراعة)، على أمل زراعتها بالبقوليات في حال شهدت المنطقة استقراراً.
ويرى جمو أنه فات الأوان لزراعة القمح والشعير، وأن المزارع مضطر لزراعة محاصيل البقوليات مثل “الجلبان أو العدس أو والكمون أو الحمص”.
ورغم فوات الأوان على زراعة القمح بحسب جمو، إلا أن المزارع حسين عثمان (55 عاماً) بدأ بزراعة أرضه المروية بمحصول القمح في الأسبوع الأول من شهر كانون الثاني الجاري.
ويقول “عثمان” وهو مزارع من ريف كوباني، لنورث برس، إنه بدأ بزراعة أرضه بالقمح متأخراً كثيراً عن العام الفائت، مضيفاً أنه في العام الفائت وفي مثل هذا الوقت كان محصوله القمحي قد نما بطول “شبر” (15 سم تقريباً).
محاصيل بعلية
يرى مزارعون أنه بالنسبة للأراضي البعلية لم يبق مجالاً لزراعة القمح والشعير، وبالتالي فإن المزارعين مضطرين لزراعة محاصيل الكمون والجلبان والعدس.
بدوره قرر خليل أحمد (30 عاماً) وهو مزارع من ريف كوباني، زراعة أرضه بعلاً بمحصولي الجلبان والكمون، بعد فوات الأوان على زراعة القمح والشعير.
ويقول “أحمد” لنورث برس، إن المحاصيل الزراعية تكون قد نمت بشكل جيد في مثل هذه الأوقات من كل عام، إلا أن تأخر هطول الأمطار حتى شهر كانون الأول، وبدء التهديدات التركية وهجماتها على جسر قره قوزاق وسد تشرين ومدينة منبج بعد ذلك، أدى لتأخرهم في زراعة أراضيهم.
ويضيف أنه لم يبق هناك مجال لزراعة القمح والشعير، وأنه سيضطر لزراعة أرضه (أربع هكتارات) بالجلبان والكمون حالياً.
ويرى أن الموسم الزراعي الحالي تأخر بشكل كبير في المنطقة، مشيراً إلى أن المواسم الزراعية الفائتة كانت أفضل.
وتراجعت المواسم الزراعية المروية شمال شرقي سوريا, في ظل غياب الدعم المطلوب من المحروقات والمواد اللازمة، ما يبقي الاعتماد فقط على المحاصيل البعلية لكنها تتأثر أيضاً بالتغيرات المناخية والجفاف.