كيف أثرت التهديدات والهجمات التركية على العملية التعليمية بجامعة كوباني؟

فتاح عيسى – كوباني

مع فترة تحضيرات الطلاب لامتحانات الفصل الدراسي الأول، أثرت هجمات وتهديدات تركيا وفصائل موالية لها مؤخراً على مدينة كوباني وريفها سلباً على العملية التعليمية في جامعة كوباني.

ومنذ سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/ كانون الاول الفائت، شنت تركيا وفصائل موالية لها هجوماً على مناطق بريف حلب الشمالي، سيطرت خلالها على مدينة منبج وتواصل تهديداتها وقصفها على مدينة كوباني.

الانقطاع عن التعليم

تقول سيدرا حمي وهي طالبة في جامعة كوباني، لنورث برس، إن تهديدات تركيا والفصائل الموالية لها على المنطقة أثرت بشكل مباشر على دراستهم ومستقبلهم التعليمي.

وتضيف أن التهديدات والقصف التركي يتسبب بانقطاعهم عن الدراسة لفترة ويعيق تحقيق الطلاب لطموحاتهم بالنجاح في دراساتهم.

وتتخوف عوائل طلاب بريف كوباني من إرسالهم إلى الجامعة وخاصة أن مقر الجامعة بعيد عن قراهم، وبالتالي ازدادت أيام التسرب (غيابهم) عن دروسهم، الأمر الذي أثر سلباً على دراستهم وتعليمهم، وفق “حمي”.

وتستذكر كيف أن هذه التهديدات والهجمات تتكرر مذ كانت تدرس في المرحلتين الإعدادية والثانوية وكيف أثرت على مستوى دراستهم وتعليمهم.

وتشير “حمي” إلى أن أغلب الهجمات والتهديدات التركية تزامنت مع اقتراب فترة الامتحانات، وهي الفترة التي يتعرض فيها الطلاب لضغوط كبيرة ويبذلون جهود مضاعفة للنجاح في الامتحانات.

وتلفت إلى تأثير تلك الهجمات، مشددة أن تلك التهديدات والهجمات شغلتهم عن التحضير بشكل جيد للامتحانات.

سقوط قذائف

فيما يقول علي محمد وهو طالب في جامعة كوباني، إن مخاوف الطلاب في القرى الغربية لكوباني والقريبة من خطوط الجبهة كانت أكبر.

وازدادت وتيرة تلك الهجمات والتهديدات على المنطقة بشكل كبير في الفترة الأخيرة، وفق “محمد”.

ويضيف أن الكثير من القذائف سقطت قرب قراهم بالريف الغربي، الأمر الذي أدى لعدم سماح عائلاتهم لهم بالذهاب إلى الجامعة وبالتالي غيابهم عن الكثير من المحاضرات التي تم فيها مراجعة المواد التعليمية قبل الامتحانات.

ويشير “محمد” إلى أن سكان القرى القريبة من نهر الفرات يتخوفون أكثر، وذلك خشية أن تستطيع الفصائل الموالية لتركيا باجتياز الجسر الذي يفصل تلك المجموعات المسلحة عن القرى القريبة، وبالتالي الوصول إليها وممارسة الانتهاكات فيها.

ويقول: إن أصوات القصف والقذائف أثرت سلباً على تركيز الطلاب في دراستهم خلال هذه الفترة، حيث أنهم كانوا يسمعون أصوات القصف حتى ساعات الصباح ولا يستطيعون النوم أو التركيز في التحضير للامتحانات.   

مخاوف وتشويش

بينما يقول نواف حسن وهو طالب في جامعة كوباني، إن أجواء الحرب والقصف التركي على المنطقة تؤثر سلباً على دراستهم، وخاصة مع اقتراب موعد الامتحانات، لأنهم لا يستطيعون التحضير لها بشكل جيد.

ويضيف أن الطلاب يتخوفون من عدم الاستمرار في دراستهم الجامعية في حال تطورت الأحداث الميدانية أكثر، وهو ما يؤثر على استعدادهم النفسي للدراسة والامتحانات.

ويأمل حسن أن تتوقف هذه التهديدات كي يستطيع الطلاب متابعة دراستهم، وخاصة أن أسبوعاً فقط يفصلهم عن موعد الامتحانات.

ويشير إلى أن الأوضاع الأمنية التي يمرون بها لا تساعدهم على التركيز في الدراسة، والتحضير بشكل جيد للامتحانات.

من جهته يرى محمد رمضان وهو من طلاب جامعة كوباني، أن انتشار الأخبار المضللة على مواقع التواصل الاجتماعي أثرت سلباً على دراستهم، مع اقتراب موعد الامتحانات.

ويضيف أن ازدياد وتيرة التهديدات التركية على المنطقة، رافقها أنتشار أخبار مضللة بشكل كبير، الأمر الذي تسبب بتشويش الطلاب وتأثرهم نفسياً، أثناء الدراسة والتحضير للامتحانات.

ويأمل رمضان بالتوصل لاتفاقية لوقف إطلاق النار بشكل دائم، كي تنتهي هذه الحرب ويستطيع الطلاب متابعة دراستهم وتعليمهم، لافتاً إلى أن بعض زملائه اضطروا لترك الدراسة بسبب الأوضاع  الأمنية الحالية. 

إجراءات وقرارات

يقول شرفان مسلم وهو الرئيس المشارك لجامعة كوباني، أن وتيرة هجمات الدولة التركية والفصائل الموالية لها على المنطقةً، وخاصة من جهة سد تشرين وجسر قره قوزاق، كانت لها تأثير كبير على مختلف مناحي الحياة في مدينة كوباني وريفها، ومن بينها التأثير على النظام التعليمي في جامعة كوباني.

ويضيف أن تلك الهجمات تسببت بفقدان مقاتلين لحياتهم من أقرباء الطلاب والأساتذة، من جهة، ونزوح سكان القرى القريبة من سد تشرين وجسر قره قوزاق من جهة أخرى، الأمر الذي دفع الجامعة بتعطيل الدراسة لعدة أيام.

ويتابع مسلم أن توقف الدراسة لعدة أيام أثرت على العملية التعليمية، كما أن الجامعة اضطرت لتأخير مواعيد الامتحانات، لأن الهجمات والتهديدات أثرت على الطلاب من الناحية النفسية ومن ناحية إتمام واستكمال الدروس والمحاضرات.

ويشير إلى أن هذه الهجمات لم تتوقف وأنهم لا يعلمون فيما إذا كانت وتيرتها ستزداد، لافتاً إلى أنهم قد يضطرون لإصدار قرارات أخرى تؤثر على العملية التعليمية في حال استمرت هذه الهجمات.

فيما يشدد رئيس الجامعة أنهم مضطرين لتنظيم العملية التعليمية بما يتناسب مع أوضاع الحرب والهجمات، مشيراً إلى أنه يشعر بالأسف لأن الجامعة تعتبر منهل الطلاب للعلم ولكن تتأثر بهذه الحرب المفروضة على المنطقة.

ويضيف أنهم لا يستطيعون إغلاق أبواب الجامعة لأن الطلاب وكذلك المدرسين يرفضون ذلك، وبالتالي سيتم متابعة المرحلة التعليمية، على أمل أن يتم تعويض النقص للطلاب في أوقات الأمان والاستقرار، على حد تعبيره.

ويتجاوز عدد الطلاب في جامعة كوباني 1200 طالباً وطالبة في السنوات الدراسية الأربعة، يدرسون في كليات التربية والآداب والعلوم والحقوق، والمعهد العالي للإعلام ومعاهد متوسطة “طبية وتقنية وعلوم تربوية ومحاسبة”، بحسب “مسلم”.

تحرير: خلف معو