حركة نزوح كثيفة للمدنيين من ريفي إدلب الجنوبي والشرقي
إدلب – نورث برس
شهدت قرى وبلدات ريفي إدلب الجنوبي والشرقي حركة نزوح كثيفة مع توسع رقعة قصف قوات الحكومة السورية وحليفتها روسيا على المنطقة، بالتزامن مع استمرار العملية العسكرية البرية والتي تهدف للسيطرة على مدينتي معرة النعمان وسراقب الاستراتيجيتين.
وقال ناشطون لـ "نورث برس" الثلاثاء، إن مدن وبلدات أريحا وسراقب وخان السبل وقرى وبلدات جبل الزاوية جنوب وشرق إدلب شهدت خلال الـ/48/ ساعة الماضية، حركة نزوح كثيفة نحو المناطق الحدودية في الشمال السوري، نتيجة اقتراب قوات الحكومة السورية من مدينة معرة النعمان ومدينة سراقب التي باتت تبعد عنها نحو /13/ كم.
وبحسب الناشطين، فإن معظم النازحين توجهوا إلى مناطق سيطرة ما يسمى "الجيش الوطني" التابع لتركيا في منطقة عفرين واعزاز، فيما وصل جزء منهم إلى مخيمات الشمال السوري في أطمة وقاح وعقربات، بالإضافة للمناطق الحدودية بالقرب من مدينتي حارم وسلقين التي تعتبر آمنة نسبياً.
وأفاد مدير فريق "منسقو استجابة سوريا" محمد حلاج لـ "نورث برس"، أن أعداد النازحين خلال ال/ 48/ ساعة الماضية بلغت أكثر من /10,446/ عائلة (60,377 نسمة) من مناطق أريحا وسراقب وخان السبل بريف إدلب الجنوبي.
بينما وصل عدد النازحين الخارجين من مناطق ريف حلب الغربي والجنوبي خلال الفترة الواقعة بين 16 كانون الثاني/يناير وحتى 28 كانون الثاني/يناير أكثر من /18,406/ عائلة (106,754 نسمة)، ليصل إجمالي النزوح خلال شهر كانون الثاني/يناير إلى /28,652/ عائلة (167,754 نسمة)، من أرياف حماة وإدلب وحلب.
وقال أحد النازحين من ريف مدينة سراقب لـ"نورث برس"، إن تقدم القوات الحكومية في ريف معرة النعمان وحتى معرة النعمان يأتي ضمن اتفاقية وقّعها الضامن التركي الذي وصفه "بالخائن" وأن كل هذه المعارك عبارة عن مسرحية تنفذها فصائل المعارضة وعلى رأسها "هيئة تحرير الشام"، مؤكداً أن المناطق هذه بيعت سابقاً باتفاقيات أستانا وسوتشي بين روسيا وتركيا.
بينما يرى أحد النازحين أن تركيا لم تأمن حتى على نقاطها، حيث أن ثلاثاً من نقاطها باتت محاصرة بشمال حماة وجنوب وشرق إدلب، وهذا ما يسميه السكان بإدلب عودة نقاط المراقبة لـ"حضن الوطن".
هذا وأرسلت القوات التركية رتلاً عسكريا يُعتبر الأكبر من نوعه، إذ ضم أكثر من /150/ آلية عسكرية من بينها دبابات ومدافع ثقيلة، تمركزت بمنطقة صوامع الحبوب جنوب غرب مدينة سراقب بعد منتصف ليل الاثنين، فيما قال شهود عيان إن الهدف منها إنشاء نقطة مراقبة غرب الأوتوستراد الدولي حلب – دمشق لتسليم ما تبقى من محافظة إدلب.
يذكر أن قوات الحكومة السورية مدعومة من قبل روسيا وإيران تشنّ عملية عسكرية على منطقة خفض التصعيد شمالي سوريا، للسيطرة على الطريق الدولي حلب – دمشق، وتسببت العمليات العسكرية المستمرة، بنزوح مئات آلاف المدنيين من إدلب وحماة وحلب.