محللون اختلفوا على طرح حكمت الهجري لتطبيق اللامركزية كحل في سوريا

غرفة الأخبار – نورث برس

اختلف محللون سياسيون حول تصريحات رئيس طائفة الموحدين الدروز الشيخ حكمت الهجري الأخيرة حول اللامركزية، بين أنها تناسب حالة التنوع في المجتمع السوري وشكل لتنظيم الحياة، ومخاوف من أنهم قد تأسس لحالة تمايزها أو تفصلها عن سوريا.

وقال الهجري في تصريحات صحفية إن اللامركزية هي “الحل الأمثل لسوريا”، مضيفاً أنه يجب تضمينها في الدستور بمشاركة كل الأطياف لتحقيق دولة مدنية تحتضن جميع السوريين.

اللامركزية الإدارية واللامركزية السياسية

ويقول الرئيس السابق للهيئة الاجتماعية للعمل الوطني في السويداء، نزار أبو فخر، في تعليق على مطالب الهجري باللامركزية إنه “يقصد اللامركزية الإدارية وليس السياسية والفرق كبير”.

ويضيف أبو الفخر لنورث برس، أن مرد ذلك للتجربة السيئة للنظام المركزي التي عاشتها السويداء وسائر سوريا في ظل النظام السوري السابق.

ويشير إلى أن السلطات الأمنية في المركز آنذاك كانت تعمل بشكل منهجي على عرقلة المشاريع التنموية، وتثير الأحقاد بين أبناء المجتمع، وتشعل الفتن بين المكونات بهدف توطيد سلطتها.

ويرى أن “النظام اللامركزي الذي يمنح الأطراف مساحة أوسع للمشاركة في صنع القرار المحلي والوطني مفضل لدى السوريين”.

ويعتقد أبو الفخر أن قانون الإدارة المحلية رقم ١٠٧ مع بعض التعديلات “يلبي لما يتطلع إليه السوريون”.

وأصدر رئيس النظام السوري السابق بشار الأسد، مرسوم تشريعي باسم قانون الإدارة المحلية، نصّ في المادة الثانية على تطبيق لامركزية السلطات والمسؤوليات وتركيزها في أيدي الشعب، إيجاد وحدات إدارية تضع الخطط التنموية الخاصة بالمجتمع المحلي وتنفذها، تعزيز الإيرادات المالية للوحدات الإدارية في البلاد، وغيرها من المواد.

“نظام أمثل للإدارة”

يرى الباحث والناشط السياسي هيثم صعب، أن تبنّي الشيخ حكمت الهجري لمسألة اللامركزية “هو قراءة حكيمة للواقع السوري التاريخي وليس الراهن فقط”.

ويقول لنورث برس، إن سوريا متعددة الأعراق والأديان والمذاهب، “ومن وجهت نظرنا نحن أهل السويداء، النظام الامثل لإدارة الحياة العامة المشتركة على كافة المستويات هو النظام اللامركزية”.

ويضيف صعب: “يشاركنا في هذا الرأي كثيرون على الساحة السورية”.

ويرى الباحث المنحدر من السويداء أن هناك خشية وتخوف من طرح اللامركزية عند البعض، معتقداً أن “من يريد أن يحكم بقبضة من حديد سوف يخالف مع من يطرح مفهوم اللامركزية، ومن اعتاد على شكل من الحكم الشمولي الاستبدادي سوف يطالب بدولة مركزية”، وفقاً لقوله.

ويشير إلى أن هناك “نوع من السطحية السياسية عند المقارنة بين مفهوم المركزية واللامركزية التي هي شكل من تنظيم الحياة”.

ويقول: “نحن ندرك التنوع الموجود في سوريا لا يصلح معهم نظام حكم مركزي، خاصة أنه نظام قائم على استحواذ على سلطة القرار والمال والإعلام  والعسكر وحتى الثقافة والتعليم وغير ذلك”.

ويشدد على أن اللامركزية تقول إنه يجب العمل عل توزيع سلطة القرار وبصورة خاصة بالقرارات الاقتصادية وخطط التنمية. 

“أشبه بحالة انفصالية”

يقول الباحث والصحفي حسام البرم المقيم في فرنسا، إنه “من الواضح تماماً أن أهلنا في السويداء لديهم مشكلة حقيقية في التعامل مع المكونات السورية وبحاجة إلى امتيازات كبيرة”.

ووفقاً لرأيه فأن اللامركزية التي يطالب بها الهجري، هي “نظام كونفدرالي يعني استقلال تام بكل معطياته عن العاصمة، وهي أشبه بحالة من الانفصال في سبيل الحصول على مكاسب منفردة”.

ويرجع الضيف كل ما يحدث في السويداء إلى “تحصيل مكاسب أكثر من أبناء المناطق السورية الأخرى”، بحسب كلامه.

ويضيف أن تصريحات الهجري “تعبر عن عدم ثقة ليس فقط بحكومة دمشق بل ببقية السوريين”.

ويتهم حسام البرم دول خارجية (لم يسمها) بدعم السويداء في “مشروع خارجي يؤسس لحالة انفصالية”.

إعداد وتحرير: مالين محمد