عمليات خارجية تعيد خطر تنظيم “داعش” إلى الواجهة

دمشق – نورث برس

أثار الهجوم الذي وقع في مدينة أورليانز الأميركية، بداية العام الجاري، تساؤلات جديدة حول استمرار تهديدات تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” رغم ما أُعلن من تراجع قدراته في السنوات الأخيرة.

وأسفر الهجوم بحادثة دهس شاحنة الذي استهدف حشوداً من المحتفلين بالعام الجديد، في مدينة نيو أورليانز، عن مقتل نحو 15 شخصاً وإصابة العشرات.

تهديد مستمر

كشف مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، الأربعاء الفائت، أنه تم العثور على راية تنظيم “داعش” في المركبة المستخدمة في عملية الدهس.

كما أعلن “إف بي آي”، أن منفذ هجوم نيو أورليانز والذي أعلنت الشرطة مقتله، يدعى شمس الدين جبار وعمره 42 عاماً وهو مواطن أميركي من تكساس وخدم في الجيش الأميركي بأفغانستان سابقاً.

وفي الجبل الأسود، أقدم  رجل مسلح في مدينة سيتنجيفي، على قتل عشرة أشخاص في أربعة مواقع، بينما أعلن  تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، مسؤوليته عن هجوم على قاعدة عسكرية في منطقة بونتلاند شمال شرقي الصومال، والذي أودى بحياة ما لا يقل عن 20 جندياً.

الهجوم أثار قلقًا كبيرًا بشأن ما إذا كان تنظيم “داعش” قد عاد ليشكل تهديدًا حقيقيًا على مستوى العمليات الإرهابية في العالم.

على الرغم من الهزائم المتتالية التي تعرض لها التنظيم المتطرف في سوريا والعراق خلال السنوات الأخيرة، بما في ذلك انهيار “دولة الخلافة” التي أعلنها في 2014.

إلا أن الهجوم على أورليانز يُظهر أن التنظيم لا يزال قادرًا على استعادة بعض من قوته وتأثيره، خاصة عبر الخلايا النائمة والعمليات الفردية أو الصغيرة.

وفي السنوات الماضية، كان تنظيم “داعش” قد أعلن عن تبني استراتيجية “الذئاب المنفردة”، حيث يقوم أفراد غير مرتبطين بشكل مباشر بالبنية التنظيمية للتنظيم بشن هجمات تحت راية التنظيم.

وبالرغم من تصاعد الجهود الأمنية الدولية للقضاء على “داعش”، يبدو أن التنظيم لا يزال يملك القدرة على التسلل إلى المجتمعات في العالم وشن هجمات معقدة.

تداعيات الهجوم

يرى الباحث المصري في شؤون الجماعات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، أن ما شهدته الولايات المتحدة الأميركية والصومال والجبل الأسود من “أعمال  إرهابية”، رسالة مفادها أن العام 2025 سيشهد استهدافات متكررة في دول عدة.

وقال في تصريحات سابقة لنورث برس، إن “التنظيمات الإرهابية اختارت هذا التوقيت لإرسال مفادها أن هي موجودة والدلالة واضحة من خلال تنفذ عمليات في أكثر من قارة”.

وأشار الباحث المصري إلى أن “من يقف وراء عملية استهداف محتفلين في الولايات المتحدة الأميركية “أرادوا إرسال رسالة بأنه بإمكانهم الوصول لأي مكان.”

وشدد بأنه على واشنطن مواصلة مواجهة التنظيمات الإرهابية، ولاسيما تنظيم “الدولة الإسلامية” في كل من سوريا والعراق، مبيناً أن استمرار احتجاز عناصر التنظيم ومكافحة خلاياه “يقلل من هذه الهجمات”.

كما لفت الباحث المصري إلى خطورة تنظيم “داعش” في سوريا، وقال إنه “على واشنطن أن تحارب الحاضنة التي  تستغلها جماعات العنف والتطرف في سوريا”.

يعد هجوم نيو أورليانز جرس إنذار جديد حول قدرة داعش على العودة إلى الساحة رغم الضغوط التي تعرض لها.

هذا الهجوم يسلط الضوء على استمرارية التهديدات الإرهابية في العالم ويطرح أسئلة حول كيفية استجابة الحكومات والمنظمات الأمنية لمواجهة هذا النوع من التهديدات المتجددة.

إعداد وتحرير: خلف معو