“الأسود المنفردة”.. معلومات وتحذيرات من عمليات لـ “داعش” في سوريا والعراق وأوروبا

لامار أركندي – القامشلي

يوظف تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” الفراغات الأمنية والفوضى التي تعيشها سوريا اليوم لتوسيع رقعة تمدده الجغرافي على وقع الأحداث الأخيرة.

وخلال الأيام الأخير، شهدت البلاد إثر سقوط نظام الأسد، والذي ترتب عليها انسحاب الجيش السابق والميليشيات الإيرانية من المدن والبادية السورية، والتي يعتبرها التنظيم منطقته الأكثر نشاطاً في سوريا.

“داعش يهدد”

معلومات خاصة حصلت عليها نورث برس تشي عن نية التنظيم استغلال انشغال العالم باحتفالات رأس السنة لشن هجمات في أوروبا.

تبين المعلومات أن التنظيم سيشن هجمات مماثلة على سجون عناصره المحتجزين لدى قوات سوريا الديمقراطية “قسد” وخاصة السجون القريبة من المناطق الحدودية وغالباً هي (سجن الصناعة والشدادي في ريف مدينة الحسكة وسجن ديريك في ريف مدينة القامشلي).

وتشير المعلومات إلى أن ترتيبات مماثلة للتنظيم تحضر لتنفيذها في الجانب العراقي، وسجن الرصافة في بغداد، وسجن الناصرية المركزي الذي يحتجز عناصر “داعش” قد يكونا ضمن أجندات العمليات التي يتحضر التنظيم لها.

ويقول مسؤول عراقي رفيع المستوى، فضل عدم الكشف عن اسمه لنورث برس لأسباب أمنية، إن بغداد اتخذت احتياطاتها من ناحية إحكام السجون وتشديد الحراسة عليها وفق خطط جديدة تحكم السيطرة عليها، والتدخل المباشر لصد أية هجمة قد يحاول التنظيم تنفيذها ضد السجون.

ويضيف: “لدينا معلومات عن نية داعش تنفيذ هجمات على المعتقلات في العراق ولدى قوات سوريا الديمقراطية ولدينا تنسيق مع الجانب السوري فيما يخص تبادل المعلومات الاستخباراتية التي من شأنها حماية أمن البلدين لاسيما المناطق الحدودية للبلدين”.

ويبين: “حيث آثرنا منذ الأيام الأولى بعد انهيار النظام إلى ضبط الحدود لمنع أي عملية تسلسل لعناصر داعش للعراق أو العكس”.

“الأسود المنفردة”

ونشرت صفحات لمقربين من التنظيم عبر فيس بوك وإنستغرام وتلغرام مقطعاً صوتياً لأحد قيادات التنظيم دون أن تسميه يدعوا فيه ما أسماهم بـ “الأسود المنفردة”، بالقول: (أننا نجدد ونكرر تحريضنا للأسود المنفردة بالسعي الحثيث لاستهداف الصليبيين واليهود في كل مكان وخصوصاً في أميركا وأوروبا الصليبية وكذلك في عقر دويلة اليهود في القدس وفي أراضي داخل فلسطين).

ودعت قيادات من التنظيم عبر صفحاتهم الخاصة وعبر مقاطع فيديو إلى ما وصفوهم “بالمجاهدين المنفردين” إلى تحرير معتقلي “داعش” في العراق ولدى “قسد” بالقول: (أيها الأسود المنفردة تجهزوا وجهزوا عدتكم، رأس السنة على الأبواب، جهزوا لهم الأحزمة والكواتم والسكاكين والعبوات الناسفة).

إيران و”داعش”

وزير الخارجية العراقي “فؤاد حسين” كان قد حذر في بيان لوزارة الخارجية العراقية من خطورة الانفلات الأمني، وهروب عناصر “داعش” من السجون ومخيم الهول، بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها سوريا.

ونقل البيان على لسان المسؤول العراقي إلى أن “تنظيم داعش يعيد تنظيم صفوفه، حيث استولى على كميات من الأسلحة نتيجة انهيار الجيش السوري وتركه لمخازن أسلحته، مما أتاح له توسيع سيطرته على مناطق إضافية”.

الأمر الذي أكده ضباط سابقون في جيش النظام السابق، لنورث برس، فقد نوه الضابط برتبة عقيد فتحي حسن، إلى أن الحرس الثوري الإيراني كان قد ضم أعدادا غير معروفة من خلايا التنظيم بين صفوفه في دير الزور والميادين، والبوكمال ولم يكونوا منشقين عن التنظيم بل كانوا يسهلون عمليات سرية بين القيادة الإيرانية وبين التنظيم.

وأضاف: “كانت إيران ترغب برفع الشبهة عن تعاملها مع التنظيم بعد أن فضحت تقارير صحفية ووثائق عن عمق العلاقة بين الطرفين”.

وذكر: “لذا نقلت عدداً من مسلحي داعش على أنهم من الحرس الثوري الإيراني إلى دمشق وتحديداً في منطقة السيدة زينب أحد مراكز الحج الرئيسية للشيعة العام الفائت وهجموا عليها بعبوة ناسفة خلفت ما لا يقل عن 20 شخصاً بين قتيل وجريح وتبنى داعش العملية التي نسقها مع الجانب الإيراني”.

وبين أنه “هنا كان السؤال الأبراز كيف لداعش الوصول لقلب العاصمة دمشق وسط القبضة الأمنية سواءاً للنظام السوري السابق أو لإيران أو لروسيا إن لم يكن باتفاق مسبق مع قادات إيرانيين”.

أسلحة ومسيرات

وبعد انهيار نظام بشار الأسد وانسحاب الجيش السوري السابق والميليشيات الإيرانية مخلفين ورائهم مخازن من الأسلحة والعتاد التي باتت في حوزة التنظيم الأمر الذي أكده الضابط السابق في النظام أيهم، والذي فضل عدم الكشف عن اسمه الثاني لأسباب أمنية لنورث برس.

ويقول إن “عناصر داعش في الحرس الثوري الإيراني نقلوا كل تلك الأسلحة ومنها مسيرات وصواريخ وقاذفات إلى البادية السورية وهي تكفي لخمس سنوات على الأقل ان استخدمها التنظيم في معاركه لأنها كانت بكميات كبيرة جداً وقد استغل داعش الفراغ الذي أحدثته الفوضى في سوريا”.

وحول ماهية الاتفاقات بين “داعش” وإيران في سوريا، تحدث أيهم أن “إسرائيل استهدفت قيادات الصف الأول والثاني والثالث ولغاية الخامس من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله وقتل العديد منهم، وقد استعانت طهران بمعسكرات التنظيم السرية المنتشرة في عمق الصحراء السورية لإخفاء بعض قيادته بعيداً عن الضربات الإسرائيلية”.

ويضيف أن “هذه المعسكرات التي أمنت سلامة قيادات داعش الذي يتحفظ عليهم التنظيم غالباً في هذه الصحاري”.

ورصد المرصد السوري لحقوق الانسان خلال العام 2024 نحو 500 عملية نفذها التنظيم في البادية ومناطق سيطرة “قسد” وقتل أكثر من 750 من المدنيين والعسكريين فيما خسر 117 من عناصره وقياداته بعمليات مضادة نفذتها “قسد” بالتعاون مع التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن.

فيما أطلق خبراء أمنيين ومختصون في مجال مكافحة الإرهاب في العالم تحذيرات من تكثيف “داعش” لعملياته خاصة منذ بداية الشهر الحالي حيث ارتفع مؤشر الإرهاب لعام 2024 بنسبة 22% مقارنة مع العام الفائت.

تحرير: محمد القاضي