“جميعنا أخوة”.. سكان في الحسكة يدعون إلى التكاتف ونبذ الفتنة

سامر ياسين – نورث برس

تشهد الساحة السورية عموماً، ومناطق شمال وشرق سوريا على وجه الخصوص، تطورات غير مسبوقة من الناحية السياسية والعسكرية، وذلك عقب الإطاحة بنظام بشار الأسد من قبل هيئة تحرير الشام، والبدء بتشكيل حكومة جديدة.

وبحكم التنوع الثقافي والعرقي والاثني في البلاد، بدأت ردود الفعل تنتشر هنا وهناك في مناطق عديدة وتصدرت مناطق الإدارة الذاتية هذا المشهد، وانتشرت آراء عديدة ممن يرفض الحكومة الجديدة المشكّلة في دمشق ومن يطالب بالحوار معها واعتبارها الحكومة الجديدة ذات الشرعية في سوريا.

والملفت للنظر كان محاولة بعض الأشخاص، عبر تطبيقات ومنصات التواصل الاجتماعي إثارة الفتنة والكراهية بين سكان ومكونات المنطقة، عبر نشر خطابات تدعو للكراهية وأخبار ومعلومات غير دقيقة تسببت بردود فعل سلبية على عموم وسائل التواصل الاجتماعي.

إضعاف المنطقة

يرى الأربعيني أسد العلي، من سكان الحسكة، أن الهدف من هذه الخطابات والأقاويل التي انتشرت مؤخراً على التواصل الاجتماعي هدفها إضعاف المنطقة عبر زعزعة أمنها واستقرارها.

ويقول العلي، لنورث برس، إن “الهدف من هذه الإشاعات هو نسف الأخوّة بين مكونات شمال وشرق سوريا، بالتالي الوصول إلى التفكك بين هذه المكونات، وعدم الاستقرار في المنطقة، واستغلال ضعاف النفوس لهذه المرحلة”.

ويضيف: “تشتت الترابط الموجود بين السكان سيؤدي إلى إضعاف المنطقة وبالتالي سهولة السيطرة عليها من قبل تركيا والفصائل الموالية لها”.

ويؤكد أن من يتربص بالمنطقة بالدرجة الأولى سيحاول إضعاف عزائمها ونسيجها الاجتماعي الذي ستكون الخطوة الأولى لنسف المنطقة وإضعافها لتحقيق أهدافه.

خلق الفتن

من جهتها ترى حنان محمد، إحدى سكان مدينة الحسكة، بأن كل ما أشيع في الفترة الأخيرة عن طريق بعض الصفحات والمواقع في وسائل التواصل الاجتماعي، بعيد كل البعد عن الواقع الحقيقي الذي يعيشه سكان المنطقة وبالأخص مدينة الحسكة.

بقول محمد، لنورث برس، بأن “في الآونة الأخيرة انتشرت الأقاويل بشكل كبير عن وجود حساسيات بين مكونات المنطقة وخاصة بين العرب والأكراد، ولكن في منطقة الحسكة كل شخص يعتبر شريكه في المدينة أخ، ولا يوجد مكون واحد فقط في المدينة، إنما العرب والأكراد والسريان ومكونات أخرى، وجميعها متعايشة مع بعضها البعض منذ مئات السنين”.

ويضيف: “ضعاف النفوس، بالتناسب مع الأحداث الجارية في المنطقة بدأت بخلق هذه الفتن وهذه الخطابات التي انتشرت مؤخراً بين سكان المنطقة، مما شكل حالة من الخوف من الوصول إلى حالة الزعزعة للترابط بين المكونات جميعها”.

وتطالب جميع السكان في مدينتها بعدم الانجرار وراء هذه الأقاويل، والوعي لما يحدث في المنطقة والهدف من هذه الفتن، وطالبت الجهات المعنية بهذا الأمر التدخل مباشر ومحاسبة كل شخص يحاول إثارة هذه الفتن والنعرات بين سكان المنطقة.

“نحن أجمل بتنوعنا”

وترى جيهان عبدو، من مدينة الحسكة، أن الواقع الذي تعيشه منذ طفولتها وما يقال ويذاع من بعض الجهات في التواصل الاجتماعي متناقض بشكل كبير وغير مقبول.

وتقول عبدو، أن “بعد سقوط الأسد، انتشرت الكثير من الإشاعات على الفيسبوك، الهدف منها إحداث صراع بين السكان، وبالأخص بين المكونين الكردي والعربي”.

وتضيف لنورث برس: “بالنسبة لمدينة الحسكة، ما يتم الحديث عنه بعيد عن الواقع تماماً، نحن مكونات عديدة متعايشة سويةً في المدينة، وجميعنا متقبل للآخر بلغته وثقافته وعمله، فأنا أيضاً داخل مكان عملي زميلي في المكتب من المكون العربي”.

وتشير إلى أن جميع الطوائف هنا تمارس حقها في العمل وممارسة حياتها الطبيعية، وكل منا يكمل الآخر ومتعايشين سوياً مع بضعنا البعض.

وتطالب عبدو بإيقاف هذه الإشاعات ومن يطلقها، لأن الجميع مستاء من هذه الإشاعات، ويجب على الجميع أن يعيش ويمارس حقه من ناحية اللغة والثقافة والعمل، لأنه “منذ بداية حياتي أعلم بأننا جميعاً في هذه المدينة جيران وأصدقاء، ومتعايشين سوياً، لذلك نطالب بنبذ هذه العنصرية والفتن”.

تحرير: محمد القاضي