اعتقالات وإتاوات بآلاف الدولارات تواجه العائدين إلى عفرين

سوار حمو – عفرين

بعد سيطرة الجيش الوطني الموالي لتركيا على “منطقة الشهباء” في ريف حلب الشمالي، فرت آلاف العوائل إلى مناطق شمال شرقي سوريا. وبالمقابل عاد عشرات العوائل المهجرة من عفرين منذ ست سنوات نحو قراهم وبلداتهم.

وعلى الطريق واجهتهم انتهاكات وصلت لحد القتل، فيما قالت مصادر نورث برس في عفرين، إن العائدين يتعرضون لاعتقالات وإتاوات ومبالغ مالية كبيرة لإخلاء منازلهم بعد عودة بعض عوائل المسلحين إلى مدنهم بالداخل السوري عقب سقوط نظام بشار الأسد.

اعتقالات

مع عودة بعض العوائل إلى عفرين، اعتقلت الفصائل الموالية لتركيا عشرات الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و45 بحجة أنهم كانوا يعملون مع الإدارة الذاتية.

وقالت مصادر محلية من مدينة عفرين، لنورث برس، إنه تم اقتيادهم نحو مقر إدارة الشرطة العسكرية في بلدة قطمة ليتم تحويلهم لاحقاً نحو سجن معراتة العسكري.

وأضافت أنه تم الإفراج عن عدد منهم فيما لا يزال الكثيرون ينتظرون قرار المحكمة العسكرية.

وأشارت المصادر ذاتها إلى أنه تعرض عدد كبير منهم خلال عمليات الاعتقال في قرى منطقة الشهباء لعمليات تعذيب وضرب وإهانة رافق ذلك عمليات سرقة أموال مهجري عفرين بتلك المنطقة.

وفي السياق قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الشرطة العسكرية في مدينة عفرين اعتقلت في 12 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، ثلاثة مدنيين عائدين من النزوح القسري دون توجيه أي اتهامات واضحة.

فيما قالت مصادر أخرى إنه لم تقف عمليات الترهيب بحق العائدين لهذا الحد بل تجاوز ذلك حيث مُنِعَ عدد كبير من العوائل العائدة من دخول بيوتهم بحجة أن عوائل عناصر الفصائل يسكنون فيها.

وقال مصدر في قرية جما التابعة لناحية شران بريف عفرين، لنورث برس، إنه تعرض الرجل الستيني أبو فرهاد لعمليات ضرب وشتم بأبشع العبارات من قبل عناصر يتبعون لفصيل السلطان مراد الذي يسيطر على القرية.

وأضاف أنهم قاموا باعتقال ابنه بحجة أنه كان يعمل مع الإدارة الذاتية.

إتاوات

قال سكان في مدينة عفرين إنه عندما عادت العوائل المهجرة من منطقة الشهباء رفضت عوائل العناصر التي تستولي على بيوتهم إعادتها إليهم وطالبوهم بأموال كبيرة مقابل إعادتها.

بحسب مصادر نورث برس في قرية زعرة التابعة لناحية بلبل، فإن أكثر من عشرة عوائل نازحة بالقرية ينحدرون من ريف دمشق قاموا بسرقة الأبواب والنوافذ بعد سقوط النظام ونيتهم بالعودة إلى الداخل السوري.

بينما لا يزال الفصيل المسيطر على القرية “المعتصم بالله” يرفض إدخال العوائل العائدة من الشهباء بحجة عدم وجود موافقة أمنية وما يزال عدد كبير منهم يقيمون لدى أقاربهم بانتظار السماح لهم الدخول لقريتهم.

كما سجلت قرى ناحية جنديرس وشران وراجو عدداً كبيراً من السرقات للبيوت التي تم إخلاؤها من النازحين.

وحتى اللحظة أغلب الأشخاص الذين عادوا يخشون التنقل في المدينة وقراها خشية ملاحقتهم واعتقالهم كونهم لا يملكون إلا الهوية الشخصية.

فيما فرض فصيل السلطان سليمان شاه المعروف بـ “العمشات”، بفرض مبالغ مالية تتراوح بين 1000 و1500 دولار أميركي على كل شخص عائد نحو مناطق سيطرته.

وأشارت مصادر نورث برس إلى أن الفصيل أمهل العوائل العائدة عن طريق مخاتير القرى في ناحيتي معبطلي وشيخ الحديد خلال أسبوع وفي حال عدم الدفع سوف يتم اعتقالهم.

وبحسب المصدر السوري لحقوق الإنسان، شهدت ناحية شيخ الحديد/ شيه في ريف عفرين شمالي حلب، الخاضعة لسيطرة فصيل “العمشات” قبل أيام، موجة هروب جماعي من قبل أهالي قرى أنقله وسنارة وهيكجة، لأكثر من 50 عائلة بعد استحالة العيش فيها والانتهاكات المستمرة التي يمارسها الفصيل، بما في ذلك فرض الإتاوات المالية وسوء المعاملة.

ووفق المرصد، فقد فرض “العمشات” إتاوات باهظة، حيث طالب من القاطنين دفع دولار أمريكي عن كل شجرة زيتون يملكونها، و25 دولاراً عن كل شجرة تعود ملكيتها للمهجّرين.

وأشارت المصادر بأن المهجرين الراغبين في العودة إلى ديارهم في قرية أرندة التابعة لناحية شيخ الحديد، يتخوفون من العودة، نظراً لفرض الفصيل فدى مالية عن كل سيارة مدنية تقدر نسبتها 4000-5000 دولار أمريكي، وعليه العائلات العائدة لا تزال عالقة في مركز الناحية دون التمكن من العودة إلى القرية.

ويستمر الوضع الإنساني في منطقة عفرين وريفها بالتدهور وسط غياب أي تدخل فعّال لوقف انتهاكات الفصائل رغم التقارير الحقوقية والدولية التي تطالب تركيا كسلطة احتلال بوقف الانتهاكات وجرائم الحرب.

تحرير: خلف معو