إدلب – NPA
تشهد مدن وبلدات وقرى في محافظتي إدلب وحماة تصعيداً من قبل سلاح الجو السوري والقوات الحكومية، وتسبب بمقتل واصابة العشرات اليوم بينما دعت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إلى عمل ملموس فيها.
وبدأ الهجوم من قبل القوات الحكومية على إدلب أواخر الشهر الماضي بسبب انتهاك وقف اطلاق النار من قبل المعارضة, وفقاً لمزاعم الرئيس السوري بشار الأسد.
واتهمت المعارضة السورية, الحكومة ببدء انتهاك الاتفاق وذلك ببدء عملياته العسكرية ضد مناطق خفض التصعيد.
وتمثل هذه الاشتباكات التصعيد الأعنف منذ الصيف الماضي في المنطقة, وتسبب بنزوح عدد كبير من المدنيين من إدلب, حماة والمناطق المجاورة.
وقالت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أورسولا ميلر “ألا يستطيع هذا المجلس اتخاذ أي إجراء ملموس عندما تصبح الهجمات على المدارس والمستشفيات تكتيكًا للحرب؟”
وأضافت ميلر في بيان موجز وجهته لمجلس الأمن حول الوضع الإنساني في شمال سوريا “هناك ما يقدر بثلاثة ملايين شخص في إدلب محاصرين في تبادل لإطلاق النار.”
كما وضحت ميلر وجود انتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني قائلة “يتم إسقاط القنابل في المناطق المدنية وهو خرق واضح للقانون الدولي الإنساني وقرار المجلس 2139”.
“مؤتمرات فاشلة”
“سوتشي وآستانا مؤتمرات فاشلة” يقول عبد الكريم قطموش الذي نزح من ريف حماه إلى ريف إدلب بسبب التصعيدات الأخيرة.
وتشمل مناطق خفض التصعيد حسب مؤتمر آستانا, محافظتي إدلب وحماه لكن العمليات العسكرية التي تقودها القوات الحكومية مستمرة.
ويضيف قطموش “زاد القصف والتهجير منذ المؤتمر, نسمع بهذه المؤتمرات لكن لا نرى تطبيقاً لاتفاقياتها على أرض الواقع.”
أما خليل علشون الذي يتفيأ بظل خيمته في مخيم صامدون على الحدود السورية التركية, يقول أن المؤتمرات الدولية حول سوريا هي “مؤامرات ضد الفصائل المعارضة” وأن الضامنين الروسي والتركي لا يعطون ضمانات حقيقية.
ويرى الناشط الإعلامي بشار الاحمد من جهته أن المؤتمرات الدولية حول سوريا “وسيلة لتغطية جرائم نظام الأسد بمساندة روسيا من خلال قصف المدن بالبراميل المتفجرة والطائرات الحربية والصواريخ.”
وشددت ميلر في بيانها لمجلس الأمن على ضرورة اتخاذ اجراءات لحماية المدنيين, قائلة “الملايين من الأطفال الذين يتعرضون للضرب والحصار والنساء والرجال لا يستطيعون انتظار جولة أخرى في جنيف, إنهم بحاجة للحماية الآن.”
خفض التصعيد “كذبة”
يرى كثير من النازحين أن مناطق خفض التصعيد خطة روسية مع الضامن التركي لخدمة الحكومة السورية.
يقول بشار الأحمد “نقاط خفض التصعيد خطة روسية مع الضامن التركي لتقييد الثوار ضمن مناطق محددة من ثم الانقضاض على هذه المناطق.”
ويلتقي رأي النازح خالد الفارس في مخيم صامدون مع رأي الأحمد ويضيف أن الهدف من “الخطة” هو “تكبيل المعارضة وإفراغ المنطقة من السلاح الثقيل.”
ووجد همام العلي وهو نازح في ريف إدلب أن منطقة خفض التصعيد هي “كذبة ” معتبراً أن من وعد بإقامة منطقة خفض للتصعيد وأماكن آمنة “طبَّق العكس”.
فيما أشار إلى فرحة الأهالي في بادئ الأمر وتأملهم للعيش بأمان والعودة للزراعة التي يعتمدون عليها في دخلهم، إلا أنهم فروا من منازلهم نتيجة تصاعد وتيرة القصف البري والجوي دونما اصطحاب أمتعتهم.
يشار إلى أن مئات المدنيين قتلوا وأصيبوا خلال الأسابيع الأخيرة من التصعيد البري والجوي للقوات الحكومية السورية والقوات الروسية على محافظتي حماة وإدلب، مع تدمير مئات المباني والمنازل والمحال التجارية في مدن وبلدات وقرى مختلفة.
وأفادت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية مورغان أورتاغوس امس الثلاثاء، أن واشنطن تقول إن الهجمات على المدنيين والبنية التحتية العامة تصعيد طائش للصراع في سوريا.