زانا العلي – الرقة
في ظل انتشار خطاب التحريض على منصات التواصل الاجتماعي، يدعو نشطاء وشخصيات لها تأثير في الرأي العام بمدينة الرقة شمالي سوريا إلى التآلف والسلام الداخلي بين السوريين.
وبعد سقوط نظام الأسد، يرى مراقبون أن “هناك مساع لضرب مناطق شمال شرقي سوريا عبر إشعال فتيل نعرات طائفية في المنطقة بعد خسارتهم المحاصصة في سوريا”.
ووسط هذه الحملات التحريضية أُطلقت دعوات للتحلي بالصبر ومواجهة محاولات الفتنة في شمال وشرق سوريا.
التكاتف ومواجهة الفتنة
يقول الدكتور لورنس البورسان، وهو ناشط مدني ومهتم بالشأن العام، لنورث برس، إن “المجتمع السوري عانى الكثير ونحتاج إلى التريث كي نكون متآلفين مع هذا الإنجاز الذي حصل، وهو الخلاص من الحكم الذي جثم على صدورنا لسنوات”.
ويضيف: “نحن نحتاج إلى تكاتف المجتمع ونبذ أي خلافات موجودة وعدم الالتفات إلى الفتنة التي يُؤجَّج لها، وخاصة أن هناك أذرعًا في هذا التأجيج لأنهم خسروا المحاصصة في سوريا”.
وأشار إلى أن “سوريا للجميع، ولن يخسر سوري. نحن من سيكسب كسوريين بشكل كامل إذا كان هناك استقرار”.
ويتابع: “سنكسب إذا تركنا المجال للحكومة الجديدة الموجودة لتُهيكل نفسها بشكل صحيح، مع مشاركة كافة المكونات السورية بكافة أطيافها، لأن جمال سوريا في إثنياتها”.
وأوضح البورسان أنه على تواصل مع شخصيات وحكومات من دول الجوار والمجتمع الدولي للتشاور حول مستقبل سوريا.
وأضاف: “علينا أن نعمل من أجل سوريا التي تتسع لجميع السوريين، ولا خيار أمامنا سوى الانتظار والتريث”.
الرقة بيت السوريين
بينما يشير الناشط المدني سعيد السراج إلى وجود نوع من الاحتفال والانفعال في الرقة، قائلاً إن “الرقة مدينة السلام، وهي بيت السوريين، فلماذا نحولها إلى مكان للدم ونُعيد فيها فسادًا؟”.
ويضيف أنه “يجب الابتعاد عن خطاب الكراهية الموجود حاليًا، والعمل على توعية اجتماعية وبناء قاعدة اجتماعية لإعادة بناء البلد بدون إراقة الدماء”.
ويشير السراج إلى أن “الرقة لا تتحمل حربًا جديدة أو فوضى جديدة”.
ويتابع: “حتى بداية الثورة السورية كانت سلمية، وبعدها تحولت إلى عسكرة. وأي خلاف يطفو على سطح المجتمع، سواء كان سياسيًا أو عسكريًا أو اجتماعيًا، يمكن حله بالحوار والنقاش”.
ويبين الناشط المدني، أن “هناك دول كبرى هي التي تتحكم بزمام الأمور. لذلك يجب علينا التحلي بالوعي لبناء وطننا سوريا”.
ويشير إلى وجود محاولات لإثارة الفتنة في شمال شرقي سوريا، داعياً الجميع إلى التحلي بالصبر والتماسك.
ويشدد على أن هناك توافقات دولية تدعم استقرار سوريا وتوحد جهودها.
ويتفق نشطاء وقادة رأي في الرقة مع أهمية تجنب التصعيد ومواجهة أي محاولات لزعزعة الاستقرار، مع التأكيد على ضرورة الانتظار لما ستسفر عنه التحركات الدولية والتوافقات بشأن مستقبل سوريا.
وفي الثامن من كانون الأول/ ديسمبر الجاري، سقط نظام الأسد، وأعلنت هيئة تحرير الشام التي أطاحت بالأسد تشكيل حكومة مؤقتة وتجميد البرلمان والدستور لثلاثة أشهر قادمة.