منذ أسبوع.. كوباني بلا مياه وكهرباء بعد هجوم فصائل تركيا على سد تشرين

فتاح عيسى – كوباني

منذ أكثر من أسبوع ومدينة كوباني في شمالي سوريا، محرومة بشكل كامل من الكهرباء والمياه وتعاني صعوبة في تأمين المواد الأساسية، وذلك بعد سيطرة فصائل معارضة موالية لتركيا على مدينة منبج إلى الجنوب والغرب من كوباني، وشن الفصائل هجوماً استمر لأيام على سد تشرين الحيوي.

حصار وارتفاع بالأسعار

يقول محمد حج يوسف (55 عاماً) وهو من سكان كوباني لنورث برس، إنه مع دخول الفصائل المسلحة إلى منبج، منعت إرسال الخضار إلى كوباني، ما أدى لارتفاع أسعارها بشكل كبير، حيث وصل سعر كيلو البندورة والباذنجان إلى 25 ألف ليرة وسعر كيلو البطاطا إلى 15 ألف.

ويضيف أن سيطرة الفصائل الموالية لتركيا على منبج تسبب بانقطاع الكهرباء عن مدينة كوباني وكذلك انقطاع مياه الشرب إضافة إلى انقطاع شبكة الاتصالات السورية.

قالت مديرية مياه كوباني في شمالي سوريا، السبت، إن المدينة بلا مياه منذ أربعة أيام بعد هجوم الفصائل المسلحة الموالية لتركيا على سد تشرين، جنوب بلدة صرين الواقعة جنوب كوباني.

وتعرّض سد تشرين لتدمير في بعض أجزاءه نتيجة الأعمال القتالية بين مجلس منبج العسكري التابع لقوات سوريا الديمقراطية قسد وفصائل مسلحة موالية لتركيا.

والخميس الفائت، حذّر الرئيس المشارك لهيئة الطاقة في الإدارة الذاتية من انهيار جزء من سد تشرين نتيجة الاستهدافات المتكررة منذ أيام من قبل تركيا والفصائل الموالية لها.

فيما قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا، أول أمس السبت، إنها بالاتفاق مع جميع الأطراف وبتعاون الهلال الأحمر السوري أدخلت دعم لمهندسي السدود من أجل أعمال الصيانة في سد تشرين.

توقف الحركة التجارية

يشير حج يوسف إلى أن حركة التجارة توقفت في المدينة، ومع سيطرة الفصائل على منبج تراجعت أوضاعهم نحو الأسوأ.

بدوره يقول فهد بصراوي (48 عاماً) وهو من سكان كوباني، إن الوضع المعيشي في كوباني أصبح أسوأ من قبل، مضيفاً أنه كان يتوقع أن سقوط نظام بشار الأسد سيساهم بتحسين الأوضاع المعيشية لديهم، ولكن ما حدث هو العكس.

وفي الثامن كانون الاول / ديسمبر الجاري، أعلنت هيئة تحرير الشام سقوط نظام الأسد بعد وصولها إلى دمشق في غضون أيام من بدء هجوم مباغت على حلب وامتد إلى المناطق الأخرى.

ويشير بصراوي إلى أن سعر صرف الدولار ارتفع حتى وصل إلى ثلاثين ألف ليرة سورية ثم انخفض إلى أقل من 10 آلاف، ولكن الأسعار لم تنخفض نتيجة فقدان تلك المواد من السوق.

من جهته يقول علي عيدو (42 عاماً) وهو من سكان كوباني، إنه كان يتوقع أن تتحسن الأوضاع في كوباني ، وأن تنخفض أسعار المواد وأن يكون الطريق بين دمشق وكوباني مفتوحاً بعد سقوط نظام الأسد.

فيما بعد سيطرة الفصائل على منبج تتعرض كوباني اليوم لحصار من قبل تلك الفصائل الموالية لتركيا وإغلاق الطرق عليها.

ويضيف عيدو أن سعر صرف الدولار انخفض من 30 ألف ليرة إلى نحو عشرة آلاف ليرة، ولكن أسعار المواد الغذائية وخاصة الخضار لم تنخفض بسبب عدم وجود طرق لإيصال تلك المواد.

ويشير عيدو إلى أن الفصائل التي دخلت إلى منبج قطعوا الطريق عن كوباني، كما قطعوا المياه والكهرباء، وبالتالي ارتفعت أسعار المواد بشكل كبير بسبب قطع الطرقات.

ويذكر عيدو أن فتح الطريق إلى منبج سيساهم في خفض أسعار المواد، لكن التجار حالياً يضطرون لجلب المواد الغذائية والخضار من الرقة، ومع ارتفاع تكاليف المواصلات ارتفعت الأسعار، كما أن أغلب المواد باتت مفقودة.

تحرير: خلف معو