الحسكة.. سريان وأرمن متخوفون من سوريا الجديدة

سامر ياسين – نورث برس

يتخوف مسيحيون في الحسكة بشمالي  سوريا تحدثت معهم نورث برس، من مستقبل غامض في سوريا الجديدة بعد سقوط بشار الأسد وتولي هيئة تحرير الشام إدارة البلاد، لاسيما بعد تكليف رئيس حكومة “الإنقاذ” في إدلب بتشكيل الحكومة الجديدة.

يتوجس سريان وأرمن من طابع إسلامي متشدد يحكم سوريا الجديدة، ويتساءلون عن مصير ينتظرهم فيما إذا لم يقم النظام الجديد على أسس مدنية تراعي كافة القوميات والمعتقدات السورية.

بوادر مخيفة

يرى صبحي ملكي، وهو سرياني من مدينة الحسكة أن تشكيل الحكومة السورية الجديدة، تنافي القرار الدولي الخاص بسوريا تحت الرقم 2254، القرار الذي يحمل خطوات معينة وواضحة لنقل السلطة، والتي يجب أن تضم كافة الشرائح والمكونات السورية، بحسب ملكي.

ويقول ملكي، لنورث برس: “الحكومة الانتقالية كانت عبارة عن نقل السلطة الحاكمة في إدلب إلى عموم سوريا، وهذا خطأ كبير جداً، رغم تصريح الشرع بأنهم خرجوا من محيط إدلب وباتوا منفتحين على كافة المكونات والثقافات السورية”.

ويشير إلى أن “الكثير من المكونات وأهمها المسيحيين خائفين من البديل للسلطة السابقة، خائفين من التطرف الإسلامي، وما رأيناه في تشكيل الحكومة الجديدة كان سلبياً، ونتمنى أن يكون هناك ضغط من مجلس الأمن لتفعيل القرار المذكور، لتشكل الحكومة من كافة المكونات السورية، التي تدفع لبناء دولة ديمقراطية لا مركزية تتمتع بإدارات ذاتية لجميع المكونات والأقليات لتستطيع أن تحمي ذاتها”.

ويبين أن “شعوب مناطق الإدارة الذاتية هم أول الشعوب ممن انتفض في وجه النظام السابق، بدايتها كانت عام 2004 في مدينة القامشلي، حيث شارك حينها مكونات المنطقة مع الكرد في الانتفاضة، ونحن جميعاً لا نقبل أن تكون السلطة الحاكمة في دمشق بهذا الشكل”.

ويعرب ملكي عن التخوف من الهجمات التركية المستمرة على المنطقة، والتي تمثلت بالهجوم الكبير على منبج والتجاوزات والإعدامات الميدانية في تل رفعت بحق المكون الكردي، والتي أدت لتهجير قسري ممنهج بأسلوب يعيد لأذهان المسيحيين ما حصل في مجزرة “سيفو” عام 1915.

تخوف من المستقبل

يتخوف آرمين ماردويان، وهو أرمني من مدينة الحسكة، من التغيرات المتسارعة التي تحدث في سوريا، ويتساءل: “هل سنستطيع في الأيام المقبلة أن نمارس طقوسنا وعاداتنا وتقاليدنا وثقافتنا، وجميع الخصوصيات المتعلقة بالمكون المسيحي المتواجد في النسيج السوري؟.

آرمين يقول لنورث برس، إن “هذه التخوفات باتت لدى جميع المسيحيين في سوريا الآن، والجميع يتساءل ما هو مصير المسيحيين في سوريا بعد الآن؟”.

ويرى ماردويان أن الحل الوحيد أن يكون هناك مشاركة من جميع المكونات، لتتعايش جميعها مع بعضها البعض، لذلك يجب أن يكون الجميع مشارك بأي قرار يخص سوريا، وفق تعبيره.

ويضيف: “المخاوف تشكلت بسبب استمرار سياسات التخويف علينا خلال الأعوام الماضية، ولكن اليوم خرجنا من صمتنا، لا يخلو الأمر من مخاوف لدى السكان من المصير، ولكن أنا كشخص، أرى أن سوريا ستكون مشرقة بمشاركة جميع المكونات وبالتشاركية والتآخي والمحبة والسلام”.

من جهتها تقول سوسن عبد الأحد، المسؤولة في حزب الاتحاد السرياني في الحسكة، بأن البلاد تمر بظروف تحمل الكثير من الغموض بسبب الأحداث المتسارعة التي حدثت، مما أدت لتشكّل تخوّف لدى المكون المسيحي من المرحلة القادمة.

وتشير عبد الأحد إلى أن “الجميع له حقوق كلغة أو مكوّن أو حياة تشاركية، لذلك نسعى لوحدة الجميع ونتأمل السلام والأمن والأمان للجميع”.

تحرير: محمد القاضي