غرفة الأخبار – نورث برس
أضحت مظاهر انتشار المسلحين التابعين لهيئة تحرير الشام وانتشر الأسلحة والمسلحين في مناطق متفرقة من دمشق مظهراً اعتيادياً.
وفجر الأحد الفائت، سقط نظام بشار الأسد بعد وصول إدارة العمليات العسكرية التابعة لهيئة تحرير الشام إلى العاصمة السورية دمشق.
وبعد إسقاط النظام السابق الذي كان يقوده بشار الأسد، يتخوف الكثير من السوريين من تنكيل وممارسة انتهاكات ضدهم بداعي الثأر ودواع أخرى.
وخلال الأيام الماضية، أظهرت مقطع فيديو انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي اعتقالات وانتهاكات وصلت إلى إعدامات ميدانية للبعض بدواع مختلفة.
حرق قبر الأسد
أظهرت لقطات مصورة تم تداولها على منصات التواصل الاجتماعي، أول أمس الأربعاء، إحراق عناصر مسلحة للضريح الذي يضم قبر الرئيس السوري الأسبق، حافظ الأسد، في مدينة القرداحة باللاذقية.
ويضم الضريح أيضاً قبر نجل حافظ الأسد الأكبر، باسل الأسد، الذي توفي في حادث سير عام 1994.
وسمع صوت أحد الأشخاص في الفيديو وهو يقول: “كان يجب أن لا يتم إحراق القبر بل تحويله لتواليت عمومي”.
بينما يقول آخر: “الله أكبر المجاهدون الآن يقومون بحرق قبر المقبور الديكتاتور المجرم الطاغية حافظ الأسد”.
إعدامات ميدانية
خلال الأيام الماضية ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بتسجيلات مصورة لحوادث إعدام ميدانية نفذت بحق أشخاص، بحجج مختلفة منها أنهم “نصيرية (كفار)” وأخرى “شبيح”، وسط دعوات دولية وتحذيرات من أعمال انتقامية تطال السكان على أساس الانتماء العرقي أو الديني أو السياسي.
ورصدت نورث برس مقتل 27 مدنياً في أحياء وقرى بمدينة حمص، غالبيتهم من الطائفة “العلوية”، بدافع الانتقام، وسط فلتان أمني في تلك المناطق، خلال الأيام الثلاثة الفائتة.
وأظهرت مشاهد انتشرت يوم الثلاثاء الفائت، إعدام مسلحين لرجل من أبناء الطائفة العلوية والتنكيل بجثته وسط مدينة إدلب.
كما تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو يظهر قيام مسلح من إدارة العمليات العسكرية بإعدام شابين في قرية الربيعة بريف حماة، بحجة أنهم “كفار”.
وفي إدلب أظهرت فيديوهات مسلحين وسط حشد من الجموع يقومون بالتنكيل بجثة شخص بحجة أنه كان “شبيح” أي موالي لنظام بشار الأسد، وأظهرت اللقطات ربط رقبته بحبل وجره وسط الشوارع ورمي الأحجار عليه بعد قتله.
الجيش الوطني
وثقت رابطة تآزر للضحايا، مجموعة من الانتهاكات التي ارتكبتها فصائل الجيش الوطني المعارضة الموالية لأنقرة في مدينة منبج، شمالي سوريا، ودعت لمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات.
ودخلت فصائل معارضة مسلحة موالية لتركيا إلى مدينة منبج، بعد أيام من إطلاقها عملية عسكرية أسمتها “فجر الحرية”.
وقالت الرابطة في تقرير لها، الثلاثاء الفائت، إن مسلحي فصائل المعارضة الموالية لأنقرة، أقدمت على إعدام جريحين من مجلس منبج العسكري كانا يتلقيان العلاج في مشفى بالقرب من دوار المطاحن.
كما تم إعدام محتجزين تم إطلاق النار عليهم في مواقع متفرقة من المدينة، دون محاكمة أو أي إجراءات قانونية، بالإضافة لمقتل مدنيين خلال الاشتباكات وترك جثثهم في الشوارع دون دفن.
وقالت الرابطة الحقوقية إن من بين الضحايا “عائلات قتلت بأكملها داخل مركباتهم خلال الاشتباكات وتركت جثثهم مكشوفة”.
وذكرت أن فصائل المعارضة أقدمت على تهجير المدنيين الكرد من مناطقهم، ونهب ممتلكاتهم بالإضافة لاعتقال عدد كبير من المدنيين، بينهم رجال ونساء، خاصة من العاملين في المؤسسات المدنية التابعة للإدارة الذاتية.
ووثق التقرير تعرض منزل الطبيب الكردي علي والي للاقتحام، حيث تم ضربه هو وزوجته وسرقة 20 ألف دولار من منزلهما.
ودعت الرابطة الحقوقية في تقريرها إلى تحقيق دولي مستقل ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، وقالت “ما يحدث في منبج ليس مجرد صدام عسكري بل هو انتهاك جسيم لحقوق الإنسان وخاصة استهداف المدنيين وتمهيد الطريق للتشريد القسري المنهجي”.