سامر ياسين – الحسكة
يتخوف الكرد السوريين من استمرار الهجمات التركية على مناطقهم، عقب إسقاط إدارة العمليات العسكرية في هيئة تحرير الشام لنظام الحكم في دمشق، ومخاوف من تهميش وإقصاء الكرد في الحكومة المستقبلية للبلاد.
وبحسب تقارير إعلامية وشهادات من المنطقة، تعرض الكرد في كل من منطقة الشهباء وتل رفعت شمال حلب، ومنبج في غربها لعمليات تصفية على الهوية واعتداءات وقتل وخطف وتعذيب بشكل مباشر، مما أثار المخاوف لدى سكان المناطق التي تجاور مناطق سيطرة “الجيش الوطني”.
“إعدامات وتعذيب”
يقول عز الدين سليمان، من كرد مدينة الحسكة، لنورث برس، إنه بعد سقوط النظام، بدأت الهجمات من قبل الفصائل الموالية لتركيا.
وبالتزامن مع العمليات العسكرية ضد النظام السابق، شنت فصائل “الجيش الوطني السوري” الموالي لتركيا هجمات على مناطق تواجد نازحي عفرين في ريفي حلب الشمالي والغربي.
وتمكنت الفصائل بدعم تركي من السيطرة على مدن تل رفعت وضواحيها بدايةً، لتكمل هجماتها وصولاً إلى مدينة منبج بريف حلب الغربي.
ويضيف أنه وبسبب الهجمات فإن أعداداً كبيرة من النازحين في تل رفعت والشهباء نزحوا مجدداً وعاشوا ظروفاً صعبة.
ويشير إلى مخاوفه من ازدياد معاناتهم نتيجة التهجير بسبب الهجمات المستمرة.
فيما يدعو “سليمان” لضرورة “طرح دستور جديد يحفظ حقوق كامل الشعب السوري ضمن دولة موحدة بعد تشكيل الحكومة الجديدة”.
“اعتراف بالجميع”
فيما تقول خولة محمد، وهي كردية من الحسكة، إن الهجوم على المنطقة بعد سقوط الأسد يثير مخاوفهم، مشيرة إلى أنها كانت تتأمل أن يتم الاعتراف بالكرد.
وتضيف لنورث برس: “لكن في الجهة الأخرى تقوم تركيا بالهجوم وتمنع الكرد من تحقيق أي مكتسبات في سبيل الحصول على حقوقهم”، وفق قولها.
ودعت في حديثها لنورث برس “أن يكون الكرد كالمكونات الأخرى في سوريا، أصحاب لغة وثقافة، ويكون شكل الحكم فدرالي في سوريا”.
“قلق وخوف”
ويبدي مالك رمو، وهو شاب كردي من ذات المدينة مخاوفه من الهجمات التركية والفصائل الموالية لها على مناطق شمال شرقي سوريا وريف حلب.
ويقول “رمو” لنورث برس، إن “هذه الهجمات تعيق استمرار حياتنا بحرية”.
ويضيف أن “الهجمات على منبج وكوباني، تسبب الخوف بشكل دائم لدينا، نحن نريد أن تتحرر جميع مناطقنا لنستطيع ان نعيش بكرامة بها”.
وشهدت منبج هجوماً عنيفاً من ثلاثة محاور شنته فصائل في “الجيش الوطني” الموالي لتركيا، ورصدت نورث برس سرقات وتخريب طالت منازل الكرد فيها، وفيديو لعناصر أتراك يقتلون جرحى حرب في أحد المشافي.
وصباح الأربعاء، أعلن الجنرال مظلوم عبدي، القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في منبج، بوساطة أميركية.
وقال عبدي عبر منصة “إكس”: “في الوقت الذي تستمر فيه مقاومة مقاتلينا في مدينة منبج لإيقاف تمدد الهجمات من غرب الفرات، توصلنا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في منبج بوساطة أميركية، حفاظاً على أمن وسلامة المدنيين”.
وأضاف قائد “قسد” أنه سيتم إخراج مقاتلي مجلس منبج العسكري، وأن الهدف هو “وقف إطلاق النار في كامل الأراضي السورية والدخول في عملية سياسية من أجل مستقبل البلاد”.
إلا ان الهجمات التركية عبر الفصائل الموالية لها لا تزال مستمرة، والتي تستهدف منذ صباح الخميس سد تشرين، وسط مخاوف على سلامة السد الاستراتيجي.