ما تاريخ علم الاستقلال في سوريا وإلى ماذا يرمز؟

العلم الجديد الذي اعتمده المحتجون ضد نظام الأسد بعد عام 2011 هو علم الجمهورية السورية الأولى أو “علم الاستقلال”، التي تأسست بعد استقلالها عن الانتداب الفرنسي وفق دستور عام 1930.

ونص الدستور السوري الصادر عام 1930 في مادته الرابعة: “يكون العلم السوري على الشكل الآتي: طوله ضعف عرضه ويقسم إلى ثلاثة ألوان متساوية متوازية أعلاها الأخضر فالأبيض فالأسود على أن يحتوي القسم الأبيض منها في خط مستقيم واحد على ثلاثة نجوم حمراء ذات خمسة أشعة”.

وتعود ألوان العلم إلى حقبة العشرينات بعد إعلان “المملكة السورية العربية” بقيادة الملك فيصل الأول عام 1920.

واعتمد العلم الأول لسوريا آنذاك من الأعلى اللون الأسود يتوسطه الأخضر فالأسود وفي الزاوية اليسرى مثلث أحمر بنجمة بيضاء، ليصبح رمزاً للاستقلال الأول عن العثمانيين بعد الحرب العالمية الأولى عام 1918.

وخلال فترة الانتداب الفرنسي (1920- 1946)، تم فرض أعلام مختلفة تحمل رموزاً فرنسية، مما جعل العلم الوطني غائباً عن المشهد الرسمي، لكنه بقي رمزاً للنضال.

ومع جلاء القوات الفرنسية واستقلال سوريا في 17 أبريل 1946، عاد العلم الوطني بألوانه الثلاثة التقليدية (الأخضر، الأبيض، الأسود) مع ثلاث نجوم حمراء على اللون الأبيض في المنتصف والتي ترمز إلى الوحدة بين سوريا والعراق ومشروع الوحدة العربي.

ومع إعلان الوحدة بين سوريا ومصر في عهد الجمهورية العربية المتحدة  (1958 – 1961)، تم استبدال علم الاستقلال بعلم جديد يحمل نجمتين خضراوين ترمزان لسوريا ومصر.

وبعد انتهاء الوحدة مع مصر، عادت سوريا إلى استخدام علم الاستقلال بألوانه الثلاثة وثلاث النجوم الحمراء إلى أن استولى حزب البعث والنظام السابق على سوريا.

وفي عهد حزب البعث تم اعتماد العلم بألوانه الأحمر والأبيض والأسود مع نجمتين خضراوين تمثلان الوحدة بين سوريا والعراق، ليصبح رمزاً للنظام الحاكم.

ومع اندلاع الثورة السورية عام 2011، تم رفع علم الاستقلال مجدداً في المظاهرات والمناطق المحررة، ليصبح رمزاً للحرية والكرامة في مواجهة القمع.

وبعد سقوط نظام الأسد في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر الجاري، قررت الإدارة الذاتية شمال شرقي سوريا، الخميس، اعتماد علم الاستقلال (أو الثورة) على مؤسساتها الرسمية.

وتشير رموز العلم إلى مراحل تاريخية متعاقبة بعد الإسلام، إذ يعتبر اللون الأخضر في العلم تمثيلاً للخلافة الراشدة، أما الأبيض فيمثل الدولة الأموية، أما اللون الأسود فيرمز للدولة العباسية.

فيما النجوم الحمراء الثلاث فكانت في أصلها تمثل ثلاث مناطق في سوريا وهي حلب ودمشق ودير الزور.

في عام 1936 ضُمّت دولة جبل العلويين ودولة جبل الدروز إلى سوريا، حيث تغيرت معاني النجوم الثلاث، فأصحبت النجمة الأولى تمثّل كل من حلب ودمشق ودير الزور، أما النجمة الثانية تمثل جبل الدروز، والنجمة الثالثة تمثل جبال اللاذقية.

تحرير: خلف معو