معارضون يطالبون بسوريا مدنية بعد سقوط الأسد
القامشلي – نورث برس
انهيار سريع ومفاجئ لقوات النظام السابق أدى في غضون أيام إلى وصول إدارة العمليات العسكرية التي تديرها هيئة تحرير الشام إلى العاصمة السورية دمشق، وهروب بشار الأسد وسقوط حكمه الموروث عن أبيه والذي استمر أكثر من 50 عاماً لحقبة الأب والابن.
وغداة الإطاحة بالأسد، تترقب الأوساط السورية مستقبل البلاد وشكل الحكم الجديد فيها.
“رأس الاستبداد”
يرى قيادي في مجلس سوريا الديمقراطية، أن أولى الخطوات نحو بناء سوريا المستقبلية كانت بإسقاط “رأس الاستبداد” في سوريا في إشارة إلى الرئيس الساقط حكمه بشار الأسد.
وقال نائب رئاسة “مسد”، علي رحمون, لنورث برس، “بغض النظر عن الجهة التي أسقطته فإن الشعب السوري كان له يد كبيرة بإسقاطه”، مشيراً إلى ضرورة تعاون جميع السوريين للعمل من أجل سوريا.
وأعرب عن اعتقاده أنه “في ظل المعطيات الحالية سيكون لجميع القوى السورية الوطنية والديمقراطية دور مهم في تشكَل سوريا المستقبل”.
ودعا علي رحمون إلى ضرورة مشاركة جميع السوريين دون تهميش أو إقصاء أي طرف “للعمل من أجل سوريا ديمقراطية تعددية لامركزية”، وفق قوله.
وكشف أن هناك تواصل مع جميع الأطراف السورية بما فيها “هيئة تحرير الشام” عبر “وسطاء” لم يسمهم.
وأشار القيادي في “مسد” إلى أنهم “منفتحون على الجميع وستبادر مسد بالتواصل قريباً مع جميع الأطراف السورية من أجل مستقبل البلاد”.
وشدد على أنهم يسعون إلى دولة “تحقق للسوريين المواطنة والمساواة بغض النظر عن العرق والقومية والدين والإثنية”، على حد تعبيره.
دولة مدنية
فيما يرى السياسي السوري المعارض والعضو السابق في هيئة التفاوض الدكتور يحيى العريضي، أنه من مصلحة السوريين التطلع إلى “دولة مدنية”.
وأشار العريضي إلى أن ملامح سوريا المستقبل لم تتضح بعد، واكتفى بالقول لنورث برس، إنه “من مصلحة السوريين التطلع إلى دولة مدنية لكل مواطنيها بحقوق متساوية تحت القانون”.
وبعد إعلان سقوط النظام، قال الائتلاف السوري المعارض في بيان، إنه يعمل على تشكيل هيئة حكم انتقالية تحظى بسلطات تنفيذية كاملة.
وقال رئيس الائتلاف السوري هادي البحرة لرويترز على هامش منتدى الدوحة الأحد الفائت، إن “سوريا يجب أن تشهد فترة انتقالية مدتها 18 شهرا لتوفير (بيئة آمنة ومحايدة وهادئة) من أجل إجراء انتخابات حرة”.
لكن إدارة العمليات العسكرية التي تديرها هيئة تحرير الشام أعلنت يوم أمس، تكليف محمد البشير رئيس حكومة “الإنقاذ” في إدلب، بتشكيل حكومة جديدة لإدارة المرحلة الانتقالية.
مواقف
قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن سوريا في مرحلة “من الخطر والضبابية”، ولأول مرة منذ أعوام لا يوجد أي دور مؤثر لروسيا أو إيران أو جماعة حزب الله اللبنانية هناك.
سفارة الولايات المتحدة في سوريا قالت إنها تراقب أفعال المتمردين الذين دخلوا إلى دمشق.
ورحب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، بنهاية حكم الأسد، لكنه قال: “إننا مازلنا بعد في الأيام الأولى لاتخاذ قرار بشأن الطريقة التي ستختارها بريطانيا للتعامل مع أولئك الذين أطاحوا به”، بحسب وكالة الأنباء البريطانية.
وحث ستارمر جميع الأطراف في الصراع على حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات إلى الأشخاص الأولى بالرعاية، والحاجة للتوصل إلى “حل سياسي” من أجل حماية مستقبل سوريا.
فيما أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس ، اليوم استعداد بلاده “للمساهمة” في حلّ سياسي يؤدّي إلى إحلال السلام في سوريا، مشدداً على ضرورة استعادة القانون وتوقّف “التدخّل” الأجنبي فيها، في إشارة منه إلى روسيا وإيران وتركيا.