المعارضة تعتقل شاباً من ذوي الاحتياجات الخاصة في رأس العين بعد ضربه أمام والدته

القامشلي – عبد الحليم سليمان – نورث برس

في منزل قديم لأحد أقرباء زوجها في مدينة القامشلي، تسكن  شريفة سليمان  مع بناتها وزوجها في غرفة طينية موصولة بمطبخ بسيط.

وفي مطبخ المنزل في يوم شتوي ماطر تحضر السيدة شريفة سليمان ، النازحة من رأس العين / سري كانيه، حساء العدس المقدم من إحدى المنظمات الإغاثية لتقدمه لأحفادها الذين جاؤوا لمواساتها، بمصابها ولما شهدته بأم عينها لابنها المعاق ذهنياً على يد الفصائل المدعومة من تركيا في مدينتهم التي هجّروا منها بفعل العملية العسكرية التركية.

كان على شريفة أن تسلك طريق العودة إلى منزلها مثل العشرات من الذين توجهوا صوب عشهم الذي هجروه في التاسع من تشرين الأول / أكتوبر الماضي، للاطمئنان على ما تبقى من حصاد العمر وكدّهم.

في الرابع والعشرين من تشرين الثاني / نوفمبر الماضي، توجهت شريفة سليمان ، برفقتها ابنها محمود حسن أومري، البالغ من العمر /27/ عاما، إلى مدينة رأس العين، بعد ما تجاوزوا عدة حواجز مقامة على طرق ريفية تصل إلى مدينة سري كانيه.

شريفة وابنها عبرا كل الحواجز بإشهار بطاقتها الشخصية وبطاقة ابنها الخاصة بالإصابات العصبية، لعناصر المعارضة المسلحة المتواجدين على هذه الحواجز.

فور وصول شريفة وابنها محمود إلى منزلهم في حي المحطة شمال غربي مدينة رأس العين، هاجم أربعة مسلحين من الفصائل المدعومة من تركيا، الأم وابنها المعاق ذهنياً، لتمنعهم من دخول منزلهم، على حد قول الأم.

تردف شريفة أن أحدهم قال لها "ما الكم شي بالبيت"، لكن محمود قال لهم سأدخل بيتي، وتردف "انهالوا عليه جميعاً بالضرب المبرح أمام عيني".

تقول شريفة سليمان  إن ابنها يعاني من مرض عصبي وشلل دماغي ويحتاج بشكل مستمر للدواء العصبي، والمساعد لتناول الطعام وقضاء حاجاته.

وتضيف في حديثها "حاولت منعهم من ضرب ابني لكنهم هددوا بقتله أمامي وبالفعل وضع أحدهم فوهة بندقيته في عنقي ليمنعوني من الاقتراب منه وزادوا من ضربه وعرّوا ابني من ثيابه ثم أخذوه بسيارتهم".

تتنهد الأم حينما تسرد قصة بحثها عن ابنها على مدى نحو /15/ يوماً بين نقاط ومقرات الفصائل التي اعتقلت ابنها وعذبوه، وتطلق صوتها قائلة: "لا علاقة لنا بالأطراف العسكرية، لقد بحثت عن ابني نحو /15/ يوماً بعد اعتقاله وتعذيبه وسألت عن مصيره لكن من دون جدوى".

الأم شريفة ناشدت في ختام حديثها لـ"نورث برس" جميع الدول والأطراف لمساعدتهم على الإفراج عن ابنها الذي يعاني من مرض عصبي، ولا يقوى على العيش من دون مساعدتها له، في أبسط حاجاته.

وتنهي حديثها بالقول: "ابني محمود شخص مريض ولا ذنب له مرض ابني عصبي ويعاني من نقص أكسجة، ومن شلل جزئي فهو لا يستطيع حمل كأس الشاي، وقبل فترة كسر ساعده، وكنت أطعمه بيدي على مدى شهرين، فيما عانى قبل فترة من تشنج عام والطبيب أعطاه بعض الحقن والحبوب إلى أن تحسن قليلاً".