حلب.. مدينة سيطرت عليها “النصرة” خلال ساعات و”الجولاني” خاطب العالم بعد زيارة قلعتها

آردو جويد – حلب

ستة أيام مضت على سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) على مدينة حلب ثاني أبرز المدن السورية بعد العاصمة دمشق، ومدينة البلاد الصناعية.

وتشهد المدينة تردياً في الواقع الخدمي وارتفاعاً كبيراً في أسعار المواد الغذائية، إلى جانب أزمة وقود خانقة حيث وصل ليتر البنزين إلى 40 ألف ليرة سورية.

ومنذ الأربعاء ما قبل الفائت، تشن فصائل معارضة موالية لأنقرة وهيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً)، هجوماً على مواقع حكومية بريفي حلب وإدلب وحماة.

وأسفرت العملية حتى الآن عن سيطرتها على كامل إدلب وريفها ومساحة واسعة من حلب شمال سوريا، وأجزاء من حماة وسط سوريا.

أزمة مواد غذائية وغلاء

قالت مصادر محلية لنورث برس، إن هيئة تحرير الشام بعد سيطرة شبه كاملة على مدينة حلب وريفها تمركزت في المراكز الحكومية.

وأشارت المصادر ذاتها إلى أنه رغم إعلان الهيئة أسماء المسؤولين عن جميع القطاعات والوزارات، لكنها عاجزة عن إمداد المدينة إلى الآن بما يسد احتياجات السكان.

وأضافت، أن مدينة حلب “تشهد أزمة مواد غذائية وحالة غلاء أكبر مما كان عليه الحال قبل سيطرة الفصائل”, بحسب المصادر.

كما تشهد المدينة منذ أيام أزمة وقود خانقة حيث وصل لتر البنزين إلى 40 ألف ليرة سورية.

ومنذ خمسة أيام، انقطعت المياه عن المدينة إضافة إلى انعدام خدمات النظافة فيها حيث تتراكم النفايات بكثافة في جميع المناطق.

كما وصلت مؤخراً إلى مشفى الرازي في المدينة، أعداد كبيرة لحالات الالتهاب الناتجة عن التلوث، ولم يتسن معرفة الأرقام بدقة.

لأول مرة منذ سنوات

سيطرت هيئة تحرير الشام وفصائل موالية لتركيا السبت الفائت على “غالبية” مدينة حلب ومطارها، وتقدمت في محافظتين مجاورتين، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

هذه أول مرة تسيطر الفصائل على المدينة منذ أن استعادتها الحكومة السورية عام 2016.

وجاء الهجوم المباغت في وقت كان يسري في إدلب منذ السادس من آذار/ مارس 2020 وقف لإطلاق النار أعلنته موسكو وأنقرة.

فيما أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن بلاده قادرة على “دحر الإرهابيين” مهما اشتدت هجماتهم.

وفي ضوء التصعيد بحثت الدول الثلاث المعنية بالنزاع السوري، روسيا وإيران حليفتا الأسد وتركيا الداعمة للفصائل، “التطور الخطير للوضع” في سوريا.

وقالت طهران إن وزير خارجيتها سيزور سوريا الأحد ثم تركيا.

فيما قالت الولايات المتحدة السبت إن الأسد فقد السيطرة على حلب بسبب اعتماده على روسيا وإيران.

الجولاني في القلعة

وظهر زعيم “جبهة النصرة” أبو محمد الجولاني يوم أمس في قلعة حلب، وسط حماية مشددة ومرافقة عشرات العناصر له، وخاطب الجولاني و”حكومة الإنقاذ” التي تتبع له في إدلب، دول العالم لاستمرار التواصل معهم في نظام الحكم الجديد بحلب.

وقال إدارة الشؤون السياسية في “حكومة الإنقاذ” إنها باشرت بالتواصل مع دول إقليمية وعالمية، ومنظمات غير حكومية، لشرح حقيقة ما يجري في سوريا، مطالبة باستمرار تدفق المساعدات، وأن “الثورة السورية ليست حرباً طائفية”، بحسب بيان صادر.

ويحاول الجولاني الظهور بمظهر الحاكم المدني لمناطق شاسعة في إدلب وحلب، وقال لمجموعة الأزمات الدولية إنه سيتم إدارة حلب من قبل هيئة انتقالية، مشيرا إلى أن هيئة تحرير الشام “تفكر في حل نفسها لتمكين ترسيخ البنى المدنية والعسكرية”.

تحرير: مالين محمد / خلف معو