جماعات مسلّحة موالية لإيران تفرض حظراً للتجوال وتدابير أمنية شرق سوريا

نورث برس

 

فرضت جماعات مسلّحة موالية للحرس الثوري الإيراني حظراً للتجوال في مدينة البوكمال على الحدود السورية العراقية، كذلك اتخذت إجراءاتٍ أمنيةً واحترازية مشدّدة في مناطق نفوذها العسكري في ريف دير الزور الشرقي، على خلفية الضربة الجوية الأمريكية التي تعرضت لها مؤخراً في المناطق الحدودية السورية – العراقية.

 

هذا وكانت طائرات حربية أمريكية, شنّت ليل الأحد غارات استهدفت ثلاثة مواقع تابعة لـ"حزب الله" العراقي في قضاء الأنبار العراقي، وموقعين آخرين في البادية السورية إلى الجنوب من مدينة البوكمال.

 

وأفادت صحيفة "القدس العربي" استناداً إلى مصادر محلية، إن الجماعات المسلّحة الموالية لإيران في مدينتي البوكمال والميادين السوريتين، بدأت بتنفيذ بعض الإجراءات ضدّ العناصر السوريين في صفوفها، منها منع دخول العناصر السوريين إلى المربع الأمني في الحزام الأخضر، وبعض الأحياء مثل الجمعيات والهجانة.

 

ونقلت الصحيفة عن مصادرها, أن نوعية الأهداف التي استهدفتها الطائرات، تشير إلى وجود اختراق أمني لمواقع الميليشيات التابعة لإيران، ما دفع بالأخيرة إلى زيادة التدابير الأمنية، وأن حالة من الخوف تسود أوساط هذه الفصائل، الأمر الذي دفع مؤخراً هذه الجماعات للقيام بحملات اعتقالات تعسفية في مناطق دير الزور، طالت شباباً من أبناء المنطقة بتهم أمنية، متعلقة بالتعامل مع جهات خارجية.

 

في سياق متصل أورد موقع "جُرف نيوز" (موقع إلكتروني سوري) أن الجماعات المسلّحة الموالية للحرس الثوري الإيراني استولت على مشفى الهناء الجراحي في مدينة البوكمال، وحوّلته إلى مشفى عسكري خاص بعلاج عناصرها في البوكمال، والاحتفاظ بجثث العناصر القتلى في برادات المشفى.

 

وأضاف الموقع أن هذه الجماعات استولت أيضاً على منازل قرب مشفى الهناء التي نزح مالكوها إلى منطقة سيطرة المعارضة السورية المسلّحة في ريف حلب وحولتها إلى مستودعات لتخزين الأدوية واللوازم الطبية.

 

وتجدر الإشارة أن إيران, بحسب آراء بعض الخبراء, تعتبر وجود الجماعات المسلّحة الموالية لها في شرق سوريا وخاصة على الحدود العراقية – السورية في مدينة البوكمال وما حولها في اتجاه الحدود مع الأردن، خياراً استراتيجياً لتدعيم موقفها العسكري والسياسي في سوريا، وتحقيق مشروعها الهادف لربط العراق بسوريا فلبنان عبر طريق بري يحقق لها مصالحها العسكرية والاقتصادية.

 

وأن هذا التموضع الإيراني ومحاولة فرض الأمر الواقع لا يعجب كلاً من إسرائيل وأمريكا الراغبة بإفشال المشروع الإيراني في سوريا، ومنع تمدده. ويرى الخبراء بأن الولايات المتحدة أبقت على قاعدة التنف كرأس حربة في حال أصرت إيران على تنفيذ مشروعها للقضاء عليه وإيقافه، وهذا ما يفسر عدم الاستقرار الإيراني وكثرة التحركات والإجراءات الأمنية في مناطق سيطرتها.