نورث برس تكشف هوية صحفي يعتدي على أسرى مدنيين بريف حلب

خلف معو / هوشنك حسن

بثت منصات معارضة، مقطعاً مرئياً، يظهر شخصاً يرتدي سترة واقية يرتديها الصحفيون عادة أثناء الحروب، وهو يعتدي رفقة عناصر من “الجيش الوطني” الموالي لتركيا على أسرى في مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي.

وفي مقطع مرئي آخر والذي تحققت نورث برس من صحته، يقول مسلح إنهم داخل مشفى في تل رفعت، بينما قيل إن الأسرى كانوا مسعفين داخل المشفى، ولا يعرف مصيرهم حتى الآن.

عدسة وحذاء

تحققت نورث برس من هوية الصحفي المرافق لعمليات “الجيش الوطني” والذي يشارك في الاعتداء على الأسرى، بالتواصل مع ثلاثة صحفيين يعملون بمجال التحقيقات الصحفية والاستقصائية في حلب.

وكشفت صحفية استقصائية بحلب لنورث برس، أن المعتدي ينحدر من بلدة تل رفعت.

ويقول أحد المسلحين خلال المقطع المرئي “أبو مصعب عم يضرب” في إشارة إلى الصحفي ويتبادل الاثنان الابتسامات.

وقال صحفي سوري في ريف حلب والذي فضل عدم ذكر اسمه لنورث برس، إن الشخص الذي يظهر في المقطع المصور بسترة إعلامية، ويشارك في الاعتداء “صحفي وله ارتباطات مع فصائل الجيش الوطني”، على حد وصفه.

فيما قال فاروق الحياني، وهو اسم مستعار لناشط حقوقي في حلب، إنه التقى عدة مرات بالشخص المذكور الذي يدعى عبد الرحمن ويكنى بالحلبي.

وأضاف أنه ينحدر من تل رفعت، وكان يقطن خلال السنوات الماضية في مخيم “سجو” بريف حلب الشمالي على الحدود السورية – التركية.

وأشار الناشط إلى أن “لقاءات عدة جمعته بالحلبي، وأنه يعمل مصوراً صحفياً لدى وكالة إعلامية معارضة ويتعاون أحياناً مع قناة تلفزيونية معارضة”، بحسب قوله.

حذف

تحققت نورث برس من حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي قبل التواصل معه، وتأكدت من خلالها على أن عبد الرحمن الحلبي هو نفسه الشخص الظاهر في المقطع المرئي، وكتب على حسابه إن اسمه الكامل عبد الرحمن بربوري.

وشارك الحلبي على حسابه تطورات الهجوم العسكري على حلب الذي تقوده هيئة تحرير الشام المعروفة سابقاً بـ(جبهة النصرة) وفصائل موالية لتركيا.

كما شارك منشورات تحريضية، إحداها بشكل علني ضد أسرى من القوات الحكومية لدى الفصائل خلال الهجوم الأخير على حلب، ليقوم بحذفه في وقت لاحق بعد تواصل نورث برس معه.

وتواصلت نورث برس مع “عبد الرحمن الحلبي” عبر تطبيق واتس آب المفعل برقم تركي وتوجهت بالسؤال عما إذا شارك في الفيديو المتداول بالاعتداء على أسرى مدنيين رفقة فصائل من الجيش الوطني.

وأكد الرقم الذي تم التواصل معه أنه الصحفي عبد الرحمن ويقيم في حلب حالياً وعند إرسال المقطع المرئي إليه طالب بعدم تداول الفيديو وضرورة حذفه فوراً، مهدداً برفع دعوى قضائية على كل من يتداول المقطع.

وعند سؤاله عن سبب الحذف، رد قائلاً ” هذه الأخطاء ما لازم تنتشر باسم المعركة” دون أن يجيب على السؤال الموجه إليه.

وقال مبرراً الاعتداء: “هي معركة وبصير فيها أخطاء بس ما بصير يتم تداول هيك فيديو”، بلهجته المحلية.

وفي اليوم التالي عاودت نورث برس السؤال إليه مجدداً لكنه أطلع على الرسائل دون رد ولم ينفِ في نهاية المحادثة مشاركته في الاعتداء.

ويقول الصحفي عباس موسى لنورث برس، إنه بغض النظر عن هوية الشخص المعتدي فهو يعمل إعلامياً وتنطبق عليه معايير الإعلام سواء كان مدنياً أو عسكرياً.

وتفرض المقاييس الدولية على الإعلامي العسكري أن يتحلى بعدة معايير أبرزها الحياد في تغطيته للأحداث واحترام حقوق الإنسان وعدم الإساءة لأي طرف وألا يعرض نفسه أو حياة الآخرين للخطر.