مجلس الأمن يحث أطراف الصراع في سوريا على خفض التصعيد وحماية المدنيين
دمشق – نورث برس
قالت لجنة الأمم المتحدة للتحقيق بشأن سوريا، أمس الثلاثاء، خلال جلسة لجنة الأمن التي انعقدت يوم أمس لمناقشة التطورات في سوريا، إنها “تراقب عن كثب معاملة المدنيين وأسرى الحرب”.
ودعا رئيس اللجنة، باولو بينيرو في بيان، الأطراف المتحاربة في سوريا إلى الالتزام بـ “التخلي عن أنماط الماضي وضمان حماية المدنيين واحترامهم وحقوقهم الإنسانية واتفاقيات جنيف”.
وشدد بينيرو على أن لجنة التحقيق الأممية “تراقب عن كثب معاملة المدنيين، بما في ذلك الأقليات وأسرى الحرب”، مشيراً إلى أن “الوضع متقلب أيضاً في شمالي حلب، حيث سيطرت فصائل المعارضة على مناطق يسكنها سكان الكرد”.
وحمّلت الولايات المتحدة “النظام” مسؤولية ما تشهده سوريا اليوم، معبراً إن “رفض النظام السوري المستمر للمشاركة في العملية السياسية المنصوص عليها في القرار 2254، واعتماده على روسيا وإيران، خلق الظروف المتكشفة الآن”.
ونفى السفير الأميركي، روبرت وود، أي دور لبلاده في الهجوم الذي تشنه هيئة تحرير الشام وفصائل الجيش الوطني الموالي لتركيا شمالي سوريا، مشيراً إلى أن واشنطن لديها مخاوف بشأن الهيئة.
فيما حث نائب مندوب بريطانيا لدى الأمم المتحدة، جيمس كاريوكي، وفي كلمة خلال اجتماع مجلس الأمن بشأن سوريا، على خفض التصعيد.
ودعا السفير البريطاني جميع الأطراف إلى التصرف وفقاً للقانون الإنساني الدولي.
من جانبه قال مندوب الحكومة السورية لدى الأمم المتحدة، قصي الضحاك، إن “الغارات الإسرائيلية المتكررة على سوريا مهدت الطريق لهجوم فصائل المعارضة الإرهابية”.
وأضاف الضحاك أن “الهجوم لم يكن من الممكن تنفيذه دون ضوء أخضر وأمر عمليات تركي إسرائيلي مشترك” معتبراً، أن “الهجوم انتهاك سافر لقرارات الأمم المتحدة ولاتفاقيات خفض التصعيد التي أقرها مسار أستانا”.
كما أكدت مجموعة الدول العربية الــ٢٢ في مجلس الأمن على دعمها لسوريا “في مواجهة الإرهاب والتدخلات الخارجية”.
فيما طالب سفير فرنسا الدائم لدى الأمم المتحدة، نيكولاس دي ريفيير، جميع الأطراف باحترام القانون الإنساني الدولي.
وذكر السفير الفرنسي أن بلاده “أكدت مراراً وتكراراً أن العملية السياسية ذات المصداقية تظل السبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم في سوريا”.
وحثت نائبة السفير التركي لدى الأمم المتحدة، سيرين أوزغور، والتي تدعم بلادها فصائل المعارضة التي شنت هجمات أدت لنزوح عشرات الآلاف من ريف حلب الشمالي، على “خفض التصعيد وحماية”.
وقالت أوزغور إن “الجمود الحالي غير قابل للاستمرار، سواء بالنسبة لسوريا أو المنطقة على نطاق أوسع”.
وذكر المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسن، خلال جلسة مجلس الأمن، أن “تصاعد أعمال العنف في البلاد يشكل تهديداً خطيراً على استقرار المنطقة بأكملها”.
وأعرب بيدرسون عن قلقه من أن “التصعيد المستمر قد يؤدي إلى نزوح المزيد من المدنيين وسقوط ضحايا بينهم”.
وتم رفع جلسة مجلس الأمن بعد سجال حاد بين مندوبي روسيا والحكومة السورية والولايات المتحدة.