بذريعة المخاوف من هجمات لخلايا ضمن مدينة حلب…الحكومة السورية تستبدل مخابراتها بقوات الجيش
حلب – علي الآغا – نورث برس
شهدت مدينة حلب في الآونة الأخيرة، نقلة نوعية من الناحية الأمنية، أحدثت حالة من التوتر والخوف، عقب إعادة الحكومة السورية قوات جيشها إلى المدينة، بعد نحو سنتين من خروجه منها.
فعقب تقدم الجيش الحكومي السوري في ريف إدلب، بالتزامن مع القصف الذي طال أحياء مدينة حلب السكنية، بدأت القوات الحكومية بالعودة لوسط مدينة حلب، عقب غياب سنتين عنها.
وأكدت مصادر خاصة لـ"نورث برس" أن اللجنة الأمنية بمدينة حلب، عمدت لتبديل جميع الحواجز التي كانت تتمركز فيها قوات من المخابرات الحكومية السورية، بعناصر من الفرقة الرابعة التابعة لقوات الجيش الحكومي.
وأضافت المصادر ذاتها، أن استخبارات أمن الدولة التي كانت تتمركز بمحيط حي شيخ مقصود والأشرفية، سلّمت حواجزها لقوات الفرقة الرابعة.
أيضاً سلمت قوات الأمن العسكري، التي كانت تتمركز في جميع الأحياء الغربية لمدينة حلب، لعناصر الجيش الحكومي، في حين أن الأمر في الأحياء الشرقية بات مختلفاً تماماً عن باقي المناطق، إذ جرى دمج حواجز الأمن العسكري والفرقة الرابعة كحاجز مشترك.
تدقيق بعد الانتشار
وأردفت المصادر قائلة بأنه بعد انتشار الجيش الحكومي السورية، في وسط مدينة حلب، تشهد حالة كبيرة من التفتيش على البطاقات الشخصية وتفتيش السيارات، دون استثناء بين السيارات المدنية أو العسكرية.
ورصدت "نورث برس" عودة حالة الازدحام على الحواجز، بالإضافة لعرقلة السير ضمن شوارع وأحياء المدينة، ما دفع الموظفين للتنقل سيراً على الأقدام والامتناع عن الصعود في وسائل النقل، التي باتت تقف أكثر من نصف ساعة على الحاجز الواحد.
ومن جهة أخرى أكد مصدر عسكري خاص لـ"نورث برس" بأن عودة الجيش لوسط مدينة حلب، يعود إلى "مخاوف من الخلايا النائمة في المدينة التي تحاول زعزعة الأمن فيها"، كما نوه المصدر لوجود "سيارات خاصة تتبع للجيش تتجول وسط المدينة وتراقبها عن قرب للسيطرة على تلك الخلايا".
وتابع المصدر ذاته بأنه عقب تقدم قوات الحكومة السورية، بمحور مدينة حلب والسيطرة على عدد من المناطق التي كانت تسيطر عليه الفصائل المدعومة من تركيا والتابعة لها، باتت قوات الحكومة السورية تتخوف من هجوم عنيف من الجهة الغربية لمدينة حلب.
أيضاً شدد المصدر على "أن هذه القذائف الصاروخية التي تتعرض لها مدينة حلب، هي إثبات بأنهم يخسرون أمام الجيش الحكومي السوري".
تذمّر واستياء
كما أكد الموطن أحمد ناطورـ الذي يعمل سائقاً لدى مديرية الصحة، بأن حاجز الفرقة الرابعة لا تستثني السيارات التابعة لمؤسسات الحكومة، من التفتيش، وتقوم بتأخيرها بشكل يومي.
في حين لم تشهد مدينة حلب مثل هذا النوع من التفتيش والتدقيق، رغم المدينة كانت تعمل ضمن ظروف أصعب من الوقت الحالي.
فيما يؤكد الموطن عبد القاطرجي، بأن هذا الوضع "يقوم بخلق توتر بين أفراد الشعب الحلبي، وهذا الوضع لم نعد يحتمل لأن يتعرض هو وغيره في بعض الأحيان للتفتيش ثلاث مرات في يوم واحد"، كما بين أن "كل حاجز لديه سلطة فردية وقواعد مختلفة بطريقة التعامل مع الأهالي".