غلاء المازوت يؤثر على حركة العمل وأسعار المواد بالحسكة
دلسوز يوسف – الحسكة
بالقرب من نهر الخابور في ريف الحسكة، شمالي سوريا، يرتفع ضجيج محرك الديزل بسحب المياه من النهر مع بدء الموسم الزراعي.
بينما ينهمك المزارع يوسف الحماد في سقاية محصوله من القمح، فيما يتملكه شعور بالاستياء بعد ارتفاع سعر المحروقات التي ستؤثر سلباً على محصوله.
وفي الـ 11 من تشرين الثاني / نوفمبر الجاري، رفعت بعض محطات المحروقات شمال شرق سوريا دون قرار رسمي سعر لتر مادة المازوت من 4700 ليرة سورية إلى 6 آلاف ليرة.
بالرغم من غياب قرار رسمي بالزيادة، فيما يتخوف سكان من تداعيات غلاء المازوت نظراً للظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد.
غياب الدعم
في قرية تل حفيان شمالي الحسكة، يرى “الحماد” أن ارتفاع سعر المازوت بالنسبة للقطاع الزراعي يعتبر “دماراً شاملاً” نظراً للخسائر التي تكبدها المزارعون في السنوات الفائتة بسبب الجفاف وغياب الدعم.
بالرغم من تركيب ألواح الطاقة الشمسية، يقول المزارع الأربعيني إن الأجواء خلال الشتاء غالبيتها غائمة وهم بحاجة إلى محركات تعمل على الديزل لسقاية محصوله.
ويضيف: أن “غلاء المحروقات ستضاعف الأعباء على المزارع وسيخرج نهاية الموسم خاسراً”.
ويشير إلى أن “المحركات تستهلك يومياً نحو برميل (200 لتر) من المازوت أي أكثر من مليون ليرة سورية.
فيما لجأ مزارعون حالياً إلى الزراعة البعلية بسبب الخسائر التي تكبدوها العام الفائت وارتفاع سعر المازوت للعام الحالي، على حد قوله.
ويبرر مسؤولون في الإدارة الذاتية غلاء سعر المازوت الذي نفذ دون قرار رسمي، أنه يأتي عقب القصف التركي للمنشآت النفطية الشهر الفائت، مما ألحق أضراراً قدرت بملايين الدولارات.
وانعكست آثار هذا الارتفاع على مختلف شرائح المجتمع المحلي، بعدما شهدت أسعار مواد القطاعات الصناعية والغذائية والنقل ارتفاعاً ملحوظاً في الآونة الأخيرة.
تراجع العمل
في بلدة تل تمر شمالي الحسكة، لا يخفي عبدالغني مصطفى الذي يعمل حداداً في المنطقة الصناعية، تأثر عمله بارتفاع سعر مادة المازوت.
ويقول “مصطفى”: إن “ارتفاع المازوت أدى لارتفاع أجور الخدمات التي نقدمها لزبائننا، القطعة التي كنا نصلحها مثلاً بـ 6 آلاف الآن نضطر العمل بـ 15 ألفاً، مما يتفاجأ الزبائن وبالتالي يؤثر سلباً على عملنا”.
ويضيف: “هذا الارتفاع آثر بشكل عام علينا وعلى المواطنين فإذا كان عدد الزبائن في اليوم 20 زبوناً فسيتقلص إلى 10 زبائن، لذلك قد نضطر إلى إيقاف عملنا”.
وفي مواقف سيارات الأجرة بالبلدة، تشهد بدورها هدوءاً على عكس غرار الأيام العادية التي تكتظ بالمسافرين أو الأعمال الحرة.
وبينما يجلس السائقون داخل سيارات أجرة مكتفين بمشاهدة المارة، يقول السائق سليمان الهجر إن غلاء سعر المازوت أثر على عمله ودخله اليومي.
ويقول “لقد تضاعفت أجور النقل على المواطن فقد كانت أجرة النقل لمدينة الحسكة من بلدة تل تمر 150 ألفاً، أما الآن فقد بلغت الأجرة 200 ألفاً وذلك يؤثر سلباً على عملنا ويؤدي إلى قلته”.
ويضيف: “الغلاء يشكل عبئاً على المواطنين، فأغلبهم مضطرون إلى الذهاب إلى مدينة الحسكة لتسيير أعمالهم مما يترتب التأثيرات السلبية على المواطن”.
ومع غلاء أسعار المحروقات ترتفع تلقائياً أسعار البضائع والسلع ما يتراجع العمل وتزداد الأعباء المعيشية.