أحزاب خارج الحوار الكردي في سوريا تعلق على مساره

القامشلي – نورث برس

لاتزال عجلة الحوار الكردي – الكردي في سوريا والذي ترعاه واشنطن متوقفة، إلا أن طرفي الحوار يشددان على جاهزيتهما لاستئنافه.

وبينما تتحدث أحزاب كردية سورية، خارج طاولة الحوار، عن أهميته، لكن تتباين الرؤى فيما بينها حول صيغة الحوار وآلية المشاركة واتخاذ القرار.

لا بديل

يشدد سكرتير حزب الوحدة الديمقراطي الكردي (يكيتي)، محي الدين شيخ آلي، على أهمية الحوار الذي لا يشارك فيه حزبه، ويقول “لا بديل عنه”.

ورغم أنها خارج أروقة هذه الحوارات، فيما ترى قيادة حزب الوحدة أنه “يبقى  الحوار في الأمس واليوم وغداً ضرورة وأنه لا بديل عن التفاهم والعمل المشترك”.

ومنذ عام 2020، توقف الحوار بين أحزاب الوحدة الوطنية الكردية أبرزها حزب الاتحاد الديمقراطي وأحزاب المجلس الوطني الكردي في سوريا بعد جولات تفاوضية والإعلان عن وثيقة سياسية مشتركة.

وفي ظل خلافات بينهما، فضلاً عن انقسامات من حيث الارتباط، يتهم طرفا الحوار بعضيهما بتعطيله دون الاتفاق على مرجعية كردية مشتركة.

ويقول شيخ آلي في لقاء مع نورث برس، إن “رغم المناخات السلبية فإن نجاح هذا الحوار سيعزز الحوار السوري بشكل عام، وصولاً إلى حل للأزمة السورية المتفجرة منذ عقد ونيف”.

ويشدد سكرتير حزب الوحدة بأن “اتفاقية دهوك” تمثل أساسًا مفيداً يمكن البناء عليه لاستئناف الحوار مجددًا.

اتفاقية دهوك

في عام 2014 وقعت اتفاقية في مدينة دهوك بإقليم كردستان العراق، و”كان لحزب الوحدة دوراً مشهوداً في ترتيبها”، وفق شيخ آلي.  

وتعني العودة إلى تلك الاتفاقية أن الطرفين سيناقشان تشكيل مرجعية سياسية مناصفة بينهما ومن أحزاب وفعاليّات خارج طرفي الحوار، كما تناقش آلية مشاركة أحزاب المجلس في الإدارة الذاتيّة.

ومنتصف حزيران/يونيو 2020, أعلن طرفا الحوار في بيان صحفي بمدينة الحسكة بحضور السفير الأميركي وليام روباك وقائد قوات سوريا الديمقراطية الجنرال مظلوم عبدي الوصول إلى تفاهمات أولية ورؤية سياسية مشتركة تنطلق من اتفاقية دهوك وصولاً إلى اتفاق شامل.

ورغم صدور عدد من التسريبات الإعلامية حول مضمون الرؤية السياسية إلا أن كلا الطرفين المشاركين في الحوار لم يحسما الجدل الدائر في الشارع حول النقاط المشتركة بينهما.

فيما تتبنى مرجعية اتفاقية دهوك أن “سوريا دولة اتحادية تعددية ديمقراطية برلمانية متعددة القوميات، مما يستوجب إعادة بناء الدولة وفق النظام الاتحادي الفيدرالي بما يضمن حقوق جميع المكونات”.

وتشدد المرجعية بأن “الكرد قومية ذات وحدة جغرافية سياسية متكاملة في مجال حل قضيتهم القومية والإقرار الدستوري بالحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي في سوريا وفق العهود والمواثيق الدولية”.

تعثر المسار

يقول السياسي الكردي محي الدين شيخ آلي إن تعثر مسار الحوار الكردي  – الكردي له خلفيات وعوامل ميدانية أبرزها وأكثرها فاعلية وفق وصفه هي “تربص المحتل التركي لأراض واسعة من الشمال السوري”.

ويرى أن تركيا التي تسيطر على مناطق بريف حلب وعفرين ورأس العين/سري كانيه وتل أبيض شمال شرقي سوريا، “متحسسة جداً” حيال هذا الحوار.

وتمارس تركيا الضغط بالأمس واليوم لإجهاض وإعاقة أي حوار كردي في سوريا, وفق شيخ آلي الذي يدعو إلى تضافر الجهود لحمل الجانب التركي على سحب قواته من سوريا كمفتاح حل للأزمة السورية، على حد وصفه.

وفي أيار/مايو 2020، شدد وزير الخارجية التركي آنذاك مولود جاويش أوغلو بأن بلاده تعارض أي اتفاق يضفي الشرعية على قوات سوريا الديمقراطية، معرباً عن مخاوفه من وجود جهود روسية أميركية لإشراك الإدارة الذاتية في مفاوضات الحل السوري.

فيما يرى نائب سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، أحمد سليمان أن تعثر مسار الحوار الكردي – الكردي مرتبط بخلافات وارتباطات طرفي الحوار.

ويشير نائب سكرتير الحزب الذي عقد مؤتمره العام الفائت وسط  انقسام صفوفه إلى طرفين يحملان نفس الاسم، إلى أنه لا يمكن إحراز أي تقدم في هذا المسار دون مشاركة جميع الأطراف الكردية بما فيهم حزبه الذي لا يشارك في هذه الحوارات.

ويبين سليمان أن إقصاء حزبهم من هذه الحوارات “كان بفيتو من المجلس الوطني الكردي بداية فيما لم يمانع الطرف الآخر (أحزاب الوحدة الوطنية) أيضاً هذا الفيتو ولم يرغبوا بتغيير صيغة الحوار الذي يدار بين طرفين فقط”.

ويشدد بأن القضية الكردية والمسائل المرتبطة بها تخص جميع الكرد ولا يجب اختزالها بطرفين فقط.

الدور الأميركي

يقول السياسي الكردي أحمد سليمان، لنورث برس، إن “لا مشروع أميركي واضح لحل الأزمة السورية أو القضية الكردية في سوريا”.

ويضيف أن “الدعم الأميركي للكرد يقتصر على كونهم شركاء في محاربة الإرهاب فقط”.

ويشير إلى أن “واشنطن لم تقدم وعودًا سابقة” بشأن القضية الكردية ووجودها في سوريا يقتصر على مكافحة الإرهاب وليس لدعم القضية الكردية بشكل مباشر.

والخميس الفائت، قالت الخارجية الأميركية، لنورث برس، إن “الولايات المتحدة تدعم الحوار الكردي – الكردي في سوريا”، معربةً عن تطلعها لتحقيق تقدم مستمر في هذا الإطار.

وعلى الرغم من إبداء رغبتها، إلى جانب الفرنسيين، في دعم الحوار إذا كانت هناك إرادة كردية حقيقية، إلا أن تلك الرغبة فقط لا تلبي تطلعات الكرد في سوريا، بحسب “سليمان”.

ويأمل القيادي في حزب التقدمي استئناف الحوار، فيما يقول “لسنا متفائلين بإنجاح هذا المسار وفق الصيغة السابقة بين طرفين فقط والتي قد تؤدي إلى تعطيل الحوار في حال انسحاب أحد الطرفين”.

وقال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي في مقابلات صحفية قبل أسابيع، إن الحوار الكردي “سيُستأنف قريباً”.

وأشار مسؤول بالخارجية الأميركية إلى أن الحوار الكردي “يكمل الجهود الأميركية الرامية إلى تعزيز الاستقرار في شمال شرقي سوريا المحررة من تنظيم داعش”.

وذكر أن هذه الخطوة “تساهم في تعزيز الشفافية والشمولية في الحوكمة المحلية”.

فيما يترقب سكان الشمال السوري مصير المنطقة في الولاية الجديدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب وهل سيعاد تدوير عجلة الحوار المعطل منذ ولايته السابقة؟

إعداد وتحرير: خلف معو