عشر سنوات ومئات السكان دون مياه للشرب بريف دير الزور

علي البكيع – دير الزور

يشتكي أبو خالد (50 عاماً)، وهو من سكان حي الصناعة، ومعه آلاف من سكان مدينة غرانيج من عدم وجود مياه للشرب في المدينة.

ويطالب كغيره من سكان المدينة بتوفير مياه نظيفة للشرب بشكل عاجل، حيث يشتكون من جودة المياه التي تصلهم، وتعذر الحصول على مياه صحية ملائمة للشرب.

صعوبات ومعاناة

يتحدث أبو خالد، لنورث برس، عن الصعوبات التي تواجههم في الحصول على المياه وعن عدم تنفيذ الوعود التي تلقوها من الجهات المعنية.

ويناشد بشكل عاجل بتوفير مياه النظيفة للشرب، ويعبر عن استيائهم من الظروف الصعبة التي يعيشونها جراء نقص المياه النظيفة.

أما أحمد المحمد (30عاماً)، من سكان حي الصماعة في غرانيج، يقول إننا نعاني بشكل يومي من انقطاع مياه الشرب منذ أكثر من عشر سنوات دون وجود حل للمشكلة.

ويضيف، لنورث برس، أن المياه التي يشربونها ليست نقية، مؤكداً أنه ليست لديه القدرة على شراء المياه النظيفة من الصهاريج.

ويواجه المحمد الذي يبعد منزله عن الشارع الرئيسي 5 كيلومتر صعوبة مع صهاريج المياه التي تصل تكلفتها إلى 100 ألف ليرة أو أكثر.

ويلجئ إلى استخدام مياه الآبار مع العلم أنها لا تصلح للشرب بسبب لرتفاع أجور نقل المياه من نهر الفرات،

ويبين أنهم تلقوا وعوداً من الجهات المعنية بإيصال المياه الصالحة للشرب إلى حيهم، ولكنهم إلى الآن لم يجدوا أي تنفيذٍ لتلك الوعود.

فيما يناشد حسن العلي (42 عاماً)، من سكان حي الصماعة في غرانيج، الجهات المعنية توفير مياه الشرب التي انقطعت منذ أكثر من عشر سنوات.

ولا يجد العلي، حاله كحال الآلف من سكان المدينة، سوى مياه الآبار التي لا تصلح للشرب ولا حتى لسقي الأشجار بسبب ملوحتها.

ويضيف لنورث برس: “نلجأ إلى الصهاريج لشراء مياه الشرب ما يزيد الأعباء المادية علينا في ظل تردي الوضع الاقتصادي في المنطقة عموماً”.

أسباب ومشاريع

يقول محمد الغانم، وهو فني ببلدية غرانيج، إنه يوجد تنسيق بين مؤسسة المياه والبلدية والإدارة المحلية ومجالس المنطقة.

ويضيف، لنورث برس، أن السكان يشاركون بتقديم المساعدة في عمليات الصيانة وإزالة التجاوزات نتيجة لارتفاع تكاليف الإصلاحات.

يشير الغانم إلى أن أسباب انقطاع المياه، تعود إلى انقطاع التيار الكهربائي، وأعطال المولدات، ونقص مادة المازوت، والتجاوزات على الخطوط الرئيسية للمياه.

ويبين أن إجراءات الصيانة تتم بصيانة الفلاتر يومياً صباحاً لضمان وصول المياه للسكان، صيانة أسبوعية تتم كل يوم جمعة، ويتم إعلام السكان مسبقاً لأخذ احتياطاتهم، وكذلك الصيانة الشاملة للمحطة تتم كل ثلاثة أشهر.

ويذكر أن توزيع المياه واستخداماته من قبل السكان تتعدد، حيث يعتمد السكان على مياه المحطة للشرب، ولكنها تستخدم في الطبخ والغسيل وري الحيوانات.

ويبين أن المحطة تعمل لمدة 6 إلى 8 ساعات يومياً، وهذه هي قدرتها التشغيلية.

يشدد الغانم على أن لديهم مشاريع مستقبلية لتطوير محطات المياه خلال عام 2025، وتشمل استكمال المحطات ومد خطوط جديدة بطول 7 كيلومترات.

ويهدف المشروع إلى تحسين إيصال المياه إلى الخزانات وتلبية احتياجات السكان بشكل أفضل، بحسب ما يقوله الغانم.

ويشير الغانم إلى دورهم في توجيه استخدام المياه بشكل مسؤول وتجنب الهدر، مثل عدم استخدامها في ري المحاصيل الزراعية أو تركها دون استخدامات أساسية.

تحرير: محمد القاضي