مظاهرات ببلداتٍ ومدن في إدلب احتجاجاً على الصمت التركي حيال التصعيد الأخير و"تحرير الشام" تستهدف المتظاهرين

إدلب – نورث برس

 

خرجت مظاهرات حاشدة اليوم الجمعة، بمدن وبلدات عديدة في محافظة إدلب، وذلك احتجاجاً على الصمت التركي حيال القصف على إدلب والتصعيد الحكومي والروسي الأخير فيها، تزامن ذلك مع انتشار أمني كثيف لعناصر "هيئة تحرير الشام" على الطرقات الرئيسية، وإغلاق بعض منها.

 

وقال الناشط الإعلامي إبراهيم الحموي، لـ"نورث برس"، إن آلاف المتظاهرين تجمعوا بعد صلاة الجمعة في الساحة الرئيسية بمدينة سرمدا، ثم توجهوا بعدها إلى معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، إلا أن "هيئة تحرير الشام" قامت بوضع سواتر إسمنتية لمنع وصول المتظاهرين إلى المعبر، سبقها قيام عناصرها بإغلاق معظم الطرق الواصلة إلى مدينة سرمدا ومعبر باب الهوى لمنع وصول المدنيين.

 

وأضاف الحموي، إن المتظاهرين طالبوا الضامن التركي بإيقاف القصف على مدن وبلدات ريف إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي وإيقاف تقدم القوات الحكومية فيها، بالإضافة لمطالبة الفصائل بفتح الجبهات والمحاور العسكرية باتجاه قوات الحكومة السورية، "مؤكدين على تضامنهم مع مدينة معرة النعمان وريفها والتي تشهد قصفاً مكثفاً بمختلف أنواع الأسلحة، وسط حركة نزوح كثيفة لأهالي المدينة وريفها".

 

وأشار الحموي، إلى أن عناصر "هيئة تحرير الشام" قاموا بإطلاق الرصاص الحي بالهواء بشكل كثيف، وذلك بالقرب من حاجز السياسية على طريق باب الهوى، وذلك بعد قيام المتظاهرين بهدم الجدار الأسمنتي الذي بنته الهيئة، منوهاً لاعتقال الهيئة عدداً من الناشطين والمتظاهرين.

 

وتزامنت مظاهرات باب الهوى وسرمدا مع مظاهرات مماثلة في كل من مدن كفرتخاريم وإدلب وبنش ومخيمات النازحين على الحدود السورية التركية، وسط ورود أنباء عن وصول تعزيزات للقوات التركية إلى القرب من معبر باب الهوى الحدودي، مع استنفار كامل النقاط والمحارس التركية بالقرب من المخيمات.

 

يذكر أن عشرات آلاف المتظاهرين كانوا قد تمكنوا من الدخول إلى معبر باب الهوى في أواخر الشهر الثامن آب/أغسطس من العام الحالي، والوصول إلى الأراضي التركية، إلا أن الجندرمة التركية واجهت المتظاهرين بإطلاق نار مباشر واستهدافهم بالقنابل المسيلة للدموع، مما أدى لإصابة عشرات المتظاهرين.

 

وتشن قوات الجكومة السورية وحليفتها روسيا منذ مطلع كانون الأول/ ديسمبر الحالي حملة قصف جوية وبرية مكثفة على مختلف مناطق محافظة إدلب وريفي حماة واللاذقية، حيث تمكنت صباح اليوم الجمعة من السيطرة على عدة قرى وبلدات شرق إدلب بعد معارك عنيفة مع فصائل المعارضة المسلحة و"هيئة تحرير الشام" ( جبهة النصرة سابقاً)، وسط تمهيد جوي وبري غير مسبوق من قبل الطائرات الحربية الروسية.