“مخيم العدنانية” بالرقة.. آمال محطمة وسط وعود دعم غير محققة

زانا العلي – الرقة

شتتت الحرب الإسرائيلية على حزب الله في لبنان، عائلة سناء، وأوصلتهم إلى مخيم العدنانية شمال غرب الرقة، حيث تفتقر المرأة فيه لأبسط مقومات الحياة.

وخصصت الإدارة الذاتية شمال شرقي سوريا، مؤخراً، مخيم العدنانية كمركز إيواء لاستقبال العائلات السورية الفارة من حرب لبنان.

خيم عشوائية وغرف مخالفة

تقطن سناء الحمود مع بناتها الأربعة أكبرهنّ بعمر 7 سنوات في المخيم بعد أن تركهم زوجها بطريق العودة ليدخل سوريا عبر طرق التهريب لأنه مطلوب للتجنيد الإجباري.  

وفور وصولهم إلى الرقة، سافر زوج سناء إلى تركيا لقلة فرص العمل شمال شرقي سوريا.

ويقع مخيم العدنانية بجانب قناة الري الرئيسية في مزرعة العدنانية على بعد 30 كم شمال غرب الرقة، وقد أنشأه مجلس الرقة المدني قبل عام ونصف بهدف دمج المخيمات العشوائية في المنطقة.

ولكن رغم إنشاء المخيم ودخول حوالي 200 عائلة إليه، إلا أنه يفتقد لدعم المنظمات غير الحكومية كما يفتقد لسور حماية.

وتوجد الخيم بشكل عشوائي في مخيم العدنانية كما قامت بعض العائلات بإنشاء غرف طينية مخالفة ضمن المخيم.

وفي الرقة تنتشر المخيمات العشوائية على أطراف الطرق، ويعيش معظم سكانها من النازحين من مناطق سيطرة قوات الحكومة السورية بين أملاك خاصة وأخرى عامة.

لا خيمة ولا مساعدات

تقول الحمود بلهجتها المحلية: “عُدنا من لبنان عبر طرق التهريب لأن زوجي مطلوب للتجنيد الإجباري والمبلغ الذي عملنا به دفعناه للمهربين، طلعنا بهدومنا إيد من قدام وإيد من ورا”.

وتضيف لنورث برس، أنها منذ أكثر من شهر وصلت إلى مخيم العدنانية، وحتى الآن لم تستلم أي نوع من المساعدات، لا خيمة ولا مواد غذائية.

بينما تقول وردة المحمود، نازحة من منطقة الرصافة بريف الرقة بمناطق سيطرة الحكومة السورية: “نحن منذ ما يقارب السنة نعيش في مخيم العدنانية بدون مياه شرب نظيفة، نشرب مياه قناة الري بدون أي تعقيم”.

وتضيف لنورث برس، أن لديها تسعة أولاد “جميعهم يعملون كعمال مياومين ولا نلحق على مصروفنا لأن العمل متقطع”.

وتابعت قائلة إنه قبل أيام عندما هطلت الأمطار بقي الأطفال تحت المطر بعد دخول ميته الأمطار إلى داخل خيمهم.

وعود دون دعم

فيما يقول النازح عبد الرزاق الدلي: “قبل سنة تم نقلنا من قبل مجلس الرقة المدني من مخيم تل البيعة 5 كم شرقي الرقة، على أساس تقديم الدعم ودمج المخيمات العشوائية”.

ويضيف الدلي، لنورث برس: “على وعود الدعم انتقلنا إلى مخيم العدنانية ولكن حتى هذه اللحظة لم نتلق أي دعم من قبل الإدارة أو المنظمات”.

ويشير إلى أن المنظمات كانت تقدم لهم الدعم عندما كانوا في مخيم تل البيعة من “مياه معقمة ومواد غذائية”.

ويقول إن “الأطفال الآن محرومون من التعليم، لا توجد مدارس في المخيم، ونحن حتى هذه اللحظة باقون في المخيم على أساس وعود بتأمين الدعم”.

ويبين أن رحلة السفر من مخيم العدنانية إلى طبيب في الرقة تكلف 100 ألف ليرة سورية، مضيفاً أن المخيم بعيد عن المدينة والوضع لا يسمح بالبقاء في المخيم.

بينما يشير إلى أنه يوجد بعض المنظمات لديها مشاريع دعم نفسي للأطفال، فيما يشدد على حاجة المخيم إلى مدرسة ومواد غذائية ودورات مياه.

تحرير: خلف معو