حركة نزوح واسعة من إدلب ونازحون يتهمون تركيا و"هيئة تحرير الشام" ببيع المناطق للحكومة السورية

إدلب – نورث برس

 

شهدت محافظة إدلب حركة نزوح كثيفة للمدنيين، نتيجة تزايد وتيرة التصعيد العسكري من قبل قوات الحكومة السورية وروسيا، على مختلف قرى وبلدات جنوب إدلب وشرقها، وتشهد المخيمات الواقعة قرب الحدود التركية والتي نزح إليها المدنيون أوضاعاً إنسانية صعبة في ظل فصل الشتاء وهطول الأمطار.

 

وقال مدير منسقو الاستجابة "محمد حلاج" لـ "نورث برس"، إن بلدات ريف إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي تشهد منذ صباح يوم الاثنين الفائت حركة نزوح جماعية وكثيفة، حيث قدرت أعداد النازحين من تلك المناطق خلال هذه المدة بنحو /50/ ألف نازح معظمهم من بلدة معصران، بالإضافة لبلدات تلمنس وجرجناز والغدفة ومعرشورين ومعرشمارين وحران والشعرة جنوب وشرق إدلب، تزامناً مع حركة نزوح مماثلة من قرى وبلدات ريف جسر الشغور الغربي.

 

وأكد حلاج، أن القرى والبلدات المذكورة كانت مكتظة بالسكان المحليين والنازحين، بالإضافة لكونها كانت تعتبر منطقة شبه مستقرة ولا تتعرض للقصف، إلا أن الطائرات الحربية الروسية والمروحية استهدفتها بأكثر من /150/ غارة جوية خلال الأيام الثلاثة الماضية.

 

ويأتي هذا التصعيد في ظل حشود عسكرية لقوات الحكومة السورية وحليفتها روسيا بمناطق ريف إدلب الشرقي والجنوبي الشرقي.

 

ووفق حلاج، فإن معظم النازحين توجهوا نحو الحدود السورية التركية ليقيموا في المخيمات، بالإضافة لمناطق سيطرة المعارضة المسلحة في الشمال السوري، وسط حالة استياء كبيرة بين النازحين من غياب دور النقاط التركية المتواجدة في محافظة إدلب وحماة.

 

وأفاد أحد النازحين من بلدة معصران، ويدعى أبو ياسين لـ"نورث برس"، أن "النقاط التركية لم تسلم على نفسها، فقد رأينا قبل أسابيع قصفاً على النقاط التركية في الصرمان ومعر حطاط دون أي رد يذكر من القوات التركية". مشيراً إلى أنه "لا أستبعد أن يكون مصيرنا كمصير قرى وبلدات ريف حماة الشمالي التي سلمتها تركيا دون قتال". ويضيف أن "هيئة تحرير الشام" (جبهةالنصرة سابقاً)، تقوم ببيع المناطق للحكومة السورية.

 

وأشار أبو ياسين، إلى أنه ذاهب إلى المجهول في مخيمات الشمال السوري حاله كحال عشرات الآلاف من المدنيين الذين أجبروا على النزوح، "تركيا لن تقوم بفتح حدودها لنا، ولم تقم بحمايتنا من القصف الذي أحرق كل شيء، فهي موجودة في إدلب لمصالحها فقط ولا يعنيها إن نزح الشعب وهجر وقتل".

 

وبحسب ما صرح مدير مخيم الأطلال قرب كفرلوسين على الحدود السورية التركية، علاء المحمود لـ"نورث برس"، فإن المخيم المذكور والمخيمات المجاورة شهدت قدوم مئات العائلات النازحة من جنوب إدلب وشرقها، حيث قاموا ببناء عوازل وشوادر والجلوس تحتها، ويعانون من أوضاع إنسانية ومعيشية صعبة للغاية.

 

وأضاف المحمود، أن النازحين خرجوا بثيابهم فقط، ويحتاجون لخيم ومراكز إيواء مؤقتة بأقصى سرعة خصوصاً في ظل البرد الشديد، وقبل هطول الأمطار التي سوف تضاعف من معاناتهم، على حد قوله.