استياء سكان ريف دير الزور الشرقي من خدمات النقل والمواصلات
عمر عبد الرحمن – دير الزور
يعاني السكان في ريف دير الزور الشرقي من تحديات كبيرة في قطاع النقل والمواصلات التي تعد من العوامل الأساسية التي تؤثر على حياتهم وتؤثر على الوصول إلى الخدمات الأساسية.
وتعكس معاناة السكان ضعف البنية التحتية، وارتفاع أسعار الوقود، والنقص في وسائل النقل العامة، مما يزيد من تعقيد الحياة الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة.
أحمد المحمد، مزارع من بلدة الشعفة، يعبّر عن استيائه من الوضع السيء لوسائل النقل في منطقته. يقول: “الطرق غير معبدة، والسيارات نادرة. أحياناً ننتظر لساعات طويلة للحصول على وسيلة نقل، والأسعار مرتفعة للغاية.”
مشاكل ومعاناة
يقول أحمد المحمد، وهو مزارع من بلدة الشفعة، لنورث برس، إن الطرق الوعرة تجعل التنقل صعباً خاصة في الشتاء، كما أن ارتفاع أسعار سيارات الأجرة يجعل التنقل غير ممكن للكثيرين، ويطالب بتوفير وسائل نقل عامة بتكلفة معقولة.
ويواجه المحمد صعوبة في نقل محاصيله إلى السوق بسبب نقص وسائل النقل المناسبة، وهذه المشكلة تؤثر على دخله ودخل عائلته، وهو يطالب بتطوير الطرق وتوفير وسائل نقل منتظمة تسهل التنقل.
ويعبر حسن العبد، طالب في المرحلة الثانوية من سكان ريف دير الزور الشرقي، لنورث برس، عن معاناته اليومية بسبب النقل، ويقول: “أضطر للسير مسافات طويلة للوصول إلى المدرسة، مما يؤثر على تحصيلي الدراسي ويجعلني أفتقد بعض الدروس”.
يشعر حسن بالإحباط عندما يرى زملاءه في مناطق أخرى يستفيدون من خدمات نقل أفضل، يطالب بإنشاء خطوط نقل خاصة للطلاب وتقديم خصومات لهم لتسهيل وصولهم إلى المدارس.
ويشيف أنه “من الممكن تحسين خدمات النقل باستخدام التكنولوجيا، وتوفير تطبيقات تساعد في تنظيم مواعيد النقل وحجز المقاعد وهذا سيكون له تأثير إيجابي كبير في حياتنا اليومية”.
ارتفاع أسعار
تتعدد العوامل التي تساهم في تفاقم مشكلة النقل في المنطقة، ومن أبرزها ارتفاع أسعار الوقود، ونقص قطع الغيار، وضعف البنية التحتية، كما أن الوضع الأمني غير المستقر يؤثر سلباً على حركة النقل ويزيد من مخاطر السفر.
ويقول خلف السوادي، سائق سيارة عمومي من ريف دير الزور الشرقي، إن معاناتا في ظل ارتفاع أسعار الوقود وقلة قطع الغيار مستمرة، مبيناً أن “الوضع الأمني يؤثر أحياناً على عمله، ويزيد من صعوبة التنقل داخل المناطق المتأثرة”.
ويضيف السوادي، لنورث برس: “نضطر لرفع الأجرة بسبب ارتفاع أسعار الوقود وتكاليف صيانة السيارات، بالإضافة إلى نقص قطع الغيار، وهذا يزيد من العبء على الركاب، خاصة الطلاب والمرضى”.
ويبين أن ارتفاع الأسعار يجعل التنقل أمراً صعباً بالنسبة للكثير من السكان، ويوضح السوادي أن بعض الركاب يضطرون لتأجيل مواعيدهم أو عدم الذهاب إلى العمل بسبب تكاليف النقل المرتفعة.
ويطالب بتحسين البنية التحتية للطرق وتوفير الدعم للسائقين من خلال تخفيض أسعار الوقود أو تقديم منح لصيانة السيارات، إضافة إلى استقدام وسائل نقل عامة مثل الحافلات التي يمكن أن تخفف الضغط على السائقين.
خطط لتحسين
يقول عواد الحسين، مسؤول في النقل والمواصلات بريف دير الزور الشرقي، لنورث برس، إن وضع المواصلات في ريف دير الزور الشرقي يشهد تحديات كبير، ولكننا نعمل جاهدين على تحسينه.
ويضيف الحسين، لنورث برس: “نقدم خدمات للسائقين، منها توفير التراخيص، كما نقوم بتنظيم ورش عمل لتدريب السائقين على السلامة المرورية، بالإضافة إلى ذلك، نسعى لتوفير محطات وقود بأسعار معقولة”.
ويؤكد أنهم يواجهون تحديات عديدة، أولها الوضع الأمني في بعض المناطق الذي يجعل من الصعب على فرق العمل الوصول إلى جميع المناطق، وثانيها، نقص في التمويل اللازم لتطوير البنية التحتية، وأخيراً عدم الوعي الكافي لدى بعض السائقين بأهمية الالتزام بقوانين المرور.
ويذكر أن لديهم عدة خطط مستقبلية، منها تحسين شبكة الطرقات وتوسيعها، وزيادة وتوفير عدد وسائل النقل العامة، وأنهم يعملون أيضاً على وضع مكان مخصص لانتظار الركاب والكراجات لتنظيم خدمات النقل، مما سيتيح للسائقين والركاب الوصول إلى الموقع بسهولة أكبر.
ويشير إلى أن هناك خطط لعقد شراكات مع منظمات غير حكومية لدعم مشاريع النقل والمواصلات في المنطقة بشكل عام.