أول مشروع في الحسكة لإنتاج السماد العضوي من النفايات

سامر ياسين – الحسكة

أواخر شهر تشرين الأول/ أكتوبر الفائت، أطلقت الإدارة الذاتية مشروع “صفر نفايات” في الحسكة شمال شرقي سوريا، بالتنسيق مع البلدية والهلال الأحمر الكردي، وبدعم من منظمة (يو بي بي UPP) الدولية.

وأواخر عام 2022، كانت هناك تجربة محدودة للمشروع في أحد أحياء الحسكة، عن طريق توزيع سلّات خاصة بالنظافة والقيام بنشاطات توعوية حول كيفية فرز القمامة في كل منزل بين النفايات البلاستيكية والكرتونية والمعدنية والعضوية.

فرز النفايات

تقول أمينة الحساني، منسقة بلدية الحسكة في المشروع، لنورث برس، إنهم استطاعوا خلال جولاتهم المستمرة على أحياء المدينة وبتعاون السكان من تحقيق عملية فرز النفايات بشكل لافت.

وتضيف أنهم لاحظوا مفارقة جيدة في عملية ترحيل النفايات من المنازل إلى المكبّات، وخاصة في الكومينات والأحياء التي يستهدفها المشروع في الوقت الحالي والتي تجاوز عددها عشرة.

وتشير إلى أن السكان باتوا يفرزون النفايات داخل منازلهم قبل مجيء السيارات لترحيلها، مما يساعد في إنجاح المشروع، ويساعد عملية نقلها إلى أماكن إعادة التدوير أو المكبات، حسب قولها.

وتبين أنه “في البداية كانت القمامة ترحّل من الأحياء بطريقة اعتيادية عبر السيارات إلى مكبات النفايات التي كانت تحوي كل شيء بداخلها”.

وتقول: “أما بعد التواصل مع السكان في الأحياء المستهدفة لتوعيتهم بضرورة فرز نفاياتهم داخل المنازل لترحيلها عن طريق توزيع بروشورات والقيام بجولات مستمرة، مما ساعد على استمرار المشروع وتوسيعه إلى أحياء أخرى”.

وتوضح المسؤولة المشرفة على المشروع أن الهدف الأساسي هو الحفاظ على نظافة المدينة والشوارع، وخاصة بعد التماس التزام كبير في مواعيد نقل القمامة من المنزل إلى أماكن ترحيلها بعد فرزها.

وتشدد على الاستفادة من المشروع بصناعة السماد العضوي في المشتل، وإعادة تدوير المواد البلاستيكية والكرتونية عن طريق المعامل الخاصة بهم، وفق الحساني.

ويشارك في المشروع الهلال الأحمر الكردي عبر فرز النفايات الطبية الخاصة بالمشافي والمنازل أيضاً، عبر نقلها إلى أماكن خاصة بها، إما لحرقها بمحارق خاصة بها أو إعادة تدوير قسم منها.

إنتاج السماد

يعتمد المشروع على إنتاج السماد العضوي من إعادة تدوير النفايات بعد فرز كافة النفايات المنزلية وفي المرافق الخاصة والعامة.

ويقول مجد محمد المسؤول البيئي في مشروع صفر نفايات، لنورث برس، إن المشروع توسع في مرحلته الجديدة التي بدأت قبل حوالي شهر، ليشمل أحياء جديدة في المدينة.

ويضيف أنه “في المرحلة التجريبية للمشروع مطلع عام 2023، أنتجنا ما يقارب 500 كيلو غرام من السماد العضوي (COMPOST)، بعد الاستعانة بخبير زراعي عن طريق منظمة يو بي بي”.

ويشير إلى أنهم وزعوا حينها تلك الكمية على المشاتل المتواجدة في المنطقة، بعد إرسال عينات منه للمخبر العام تم التأكد من سلامة استخدامه، وتبيّن وجود أكثر من 70% مواد عضوية فيها”.

ويذكر محمد أن “مدة المشروع الحالي 10 أشهر، وينبغي علينا خلال هذه المدة أن ننتج حوالي 5 طن من السماد العضوي في المشتل البيئي الخاص بالمديرية”.

يضاف إلى العملية، إرسال النفايات البلاستيكية لمعمل البلاستيك لإعادة تدويرها والاستفادة منها، وكذلك النفايات الكرتونية لإعادة صناعة المنتجات الكرتونية منها، بحسب المسؤول البيئي في الحسكة.

ويعتبر السماد العضوي من المخصبات الحيوية كمصادر غذائية للنبات وهي رخيصة الثمن وتعتبر بديلاً عن استخدام الأسمدة المعدنية (الكيميائية) والتي لها الأثر في تلوّث البيئة.

تحرير: خلف معو