“مشاريع تباد”.. التحطيب الجائر يهدد الثروة الحراجية بالسويداء
مرهف الشاعر – السويداء
مع قدوم فصل الشتاء لا يجد سكان السويداء ما يلبي حاجته من وقود أو مواد للتدفئة وذلك بعد أن خفضت الحكومة مخصصات التدفئة من المازوت.
ويرى سكان المنطقة أن هذا الأمر الذي جعل كثيرين من السكان يتوجهون إلى مادة الحطب كبديل عن المازوت، إلا أن الحطب أيضاً بات شبه مفقود نتيجة التحطيب الجائر.
ومنذ بداية الحرب السورية بدأت في السويداء وريفها عمليات تحطيب جائر وقص للثروة الحراجية بشكل كبير، ما سبب بقص نحو 60% من مجموع أحراج السويداء الطبيعية، بحسب دائرة الحراج في المدينة.
إبادة مشاريع حراجية
يقول مسؤول في مديرية الزراعة، فضل عدم ذكر اسمه، لنورث برس، إن بعض الأحراج تم إبادتها بشكل كامل كمشروع أم الرمان الحراجي الذي تم قصه وتحطيبه بالكامل.
وتبلغ مساحة الثروة الحراجية أكثر من 12 ألف هكتار بحسب تقديرات مديرية الزراعة، والتي كانت تعتبر مقصداً سياحياً ناهيك عن دورها الطبيعي بتنقية الأجواء والأكسجين، بحسب ما قاله المسؤول.
ويضيف أنه لم يتبقى منها إلا القليل ما جعل السكان يدقون ناقوس الخطر، وقيام حملات لإعادة التشجير وحراسة الأحراج من قبل المجموعات المحلية.
ويشير إلى أن ذلك لم يفِ بالغرض في ظل تخلي الحكومة عن مسؤولياتها ما يشجع الحطابين والمتاجرين للقص والقطع بغرض البيع.
ويذكر: “إلا أن هذا التحدي لم يبقى عند الحراج الطبيعية وإنما طال أصحاب الممتلكات الخاصة والمشاريع الزراعية الخاصة من قص لأشجار الزيتون والتفاح والتخريب”.
ويقول المسؤول في مديرية الزراعة، إنه “وفي هذا العام بعد أن انتهت الأحراج يخشى المزارعون على أشجارهم المثمرة من أيادي التخريب”.
تحطيب جائر
يقول عادل شرف الدين، وهو صحاب بستان مجاورة لأحد الأحراج، لنورث برس، إنه بالنسبة للتحطيب الجائر من بداية سنوات الحرب بدأت الناس بقص الأشجار المعمرة حيث يبلغ عمر شجرة خمسين عاماً.
ويضيف أنه “يتم استعمال تلك الأشجار للتدفئة وبالأخص من قبل التجار والعصابات المدعومة أمنياً كانت تأتي لقص الأشجار وبيعها حيث بلغ سعر الطن أكثر من أربعة ملايين ليرة سورية”.
ويتخوف شريف الدين من أن تمتد يد التجار والحطابين إلى أرضه بعد أن تم القضاء على الأشجار في المنطقة المتاخمة لبستانه.
وتقول المهندسة الزراعية راقية الشاعر، لنورث برس: “كانت تمتلك السويداء ثروة حراجية تقدر ب ١٢ ألف هكتار موزعة على ثلاث أقسام، قسم ثروة حراجية طبيعية، وقسم ثروة حراجية صناعية، وقسم ثروة حراجية خاصة”.
وتضيف أنه “بعد انطلاق الحرب عام ٢٠١١ تعرضت هذه الثروة لأكبر عملية إجرامية من التحطيب الجائر أو الحرائق المقصودة نتيجة السياسة التي اتبعها النظام بقطع موارد الطاقة عن المواطنين”.
أما مؤيد فياض وهو مزارع من السويداء، يقول لنورث برس، إن “السويداء تعاني من شتاء بارد وأن عدم توزيع مادة المازوت هي التي تدفع السكان إلى قص الأحراج”.
ويضيف أن “الحكومة تخلت عن مسؤولياتها، وبعد الإبادة للثروة الحراجية سيطال الخطر الممتلكات الخاصة والكل شركاء لأجل إيجاد حلول لهذ الظاهرة”.
وكانت المناطق الحراجية في السويداء تعتبر مقاصداً سياحياً للسكان، حيث مهتمون بشؤون البيئة بجهودٍ من المجتمع المحلي إلى إعادة التشجير وسط ضعف الإمكانات وكثرة التحديات”.