ضحايا وانفجارات.. محلات أسلحة تنتشر في عفرين
سوار حمو – عفرين
بجانب منظمة إنسانية، افتتح متجر للتجهيزات العسكرية في حي شارع الفيلات بمدينة عفرين، وتكاد تنتشر محلات بيع الأسلحة في كل حي سكني أو سوق شعبي، شمال غربي سوريا.
ومنذ عام 2018، تخضع مدينة عفرين لسيطرة تركيا والفصائل السورية الموالية لها.
ورصدت نورث برس العديد من محلات بيع الأسلحة، في الأحياء السكنية في المدينة، منها محل “عدوان” للأسلحة الثقيلة والمتجر العسكري ومحل “أبو عائشة” للتجهيزات العسكرية و”الحمصي” لتجارة كافة أنواع السلاح والذخائر.
مدنيون ضحايا تجارب أسلحة
أوائل شهر تشرين الأول/ أكتوبر الفائت، قتل شاب يدعى محمد الناصر عن طريق الخطأ أثناء تجريب مسدس أمام إحدى المحلات التي تبيع أسلحة في شارع الفيلات بمدينة عفرين.
وتتركز غالبية المحلات التي تبيع جميع أصناف الأسلحة بالإضافة للقنابل اليدوية والذخائر وكذلك ورش إصلاح الأسلحة بكافة أنواعها في الأحياء السكنية وداخل الأسواق الشعبية.
وتعود ملكية هذه المحلات التي تنتشر بأحياء شارع الفيلات وحي الأشرفية وغيرها للفصائل العسكرية، فضلاً عن وجود عشرات المقرات العسكرية التي تحوي أسلحة وعبوات ناسفة وقنابل ومواد شديدة الانفجار.
وقال أحمد عمر، وهو شاهد عيان يقيم بالقرب من إحدى محلات بيع السلاح، لنورث برس، إن المغدور (محمد الناصر) كان يقيم بشقة في الطابق الثاني بشارع الفيلات.
وأضاف أن الشاب فقد حياته برصاص طائش لمسدس كان يجرى تجربته في إحدى محلات بيع الأسلحة في الشارع الذي كان يقيم فيه المغدور.
وأشار “عمر”، إلى أنه يوجد تحت منزله محل لبيع السلاح “حيث يتواجد داخل المحل كافة أنواع الأسلحة من مدافع قذائف الهاون والرشاشات والقنابل وحتى مضاد م/ط”، على حد قوله.
وبين أن عناصر الفصائل حركتهم كثيفة على محلات بيع الأسلحة، معرباً عن قلقه وخشيته من التعرض لانفجار قائلاً: “حتى سيارتي لا أستطيع ركنها أمام بنايتي خشية حدوث انفجار”.
ويعاني سكان عفرين من انتشار السلاح ويعيشون في قلق مستمر وحالة رعب دائمة من وجود محلات الاسلحة في المناطق السكنية.
وتقدم أحمد عمر وغيره من سكان الحي الذي يقيمون فيه شكاوى عديدة للشرطة العسكرية، لكن الأخيرة لم تستجب لمطالبهم ولم يغلقوا المحل بسبب تبعيته لفصيل أحرار الشرقية.
وقال كاوى محمد، من سكان عفرين، والذي يقيم بالقرب من مقر عسكري تابع لفصيل العمشات، لنورث برس، إن “شارع بيتي مغلق دائماً لوجود حرس الفصيل والسيارات العسكرية بقربنا”.
وأضاف أن الفصيل حول منطقة سكنية مأهولة إلى منطقة عسكرية، مشيراً إلى أنه حتى النساء يتعرضن بشكل مستمر للمضايقات من العناصر الذين يجلسون قرب باب بيتي ولا نتجرأ على الاعتراض”.
انفجار أسلحة داخل شقق سكنية
في شهر أيلول/سبتمبر 2023، قتل القيادي في فصيل “الجبهة الشامية” أسعد بارودي وثلاثة مرافقيه، وأصيب ثمانية آخرون غالبيتهم مدنيون، بانفجار عبوات ناسفة عن طريق الخطأ داخل إحدى الشقق السكنية بمدينة عفرين، بحسب مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا.
كما أدى الانفجار إلى تدمير عدد من البيوت وتضرر عدد من الأبنية بجوار مكان الانفجار الذي وقع نتيجة خطأ بتصنيع عبوات ناسفة في المبنى السكني.
وبحسب مركز التوثيق فقد عثر في المنزل العائد ملكيته للمهجرة الكردية من عفرين ألماس نبي – البارودي كان قد استولى عليه – على كمية كبيرة من العبوات الناسفة والألغام المتعددة .
وقال شهود عيان لنورث برس، إن “فصيل أحرار الشام استولى على المبنى واتخذه مكاناً لصنع العبوات الناسفة”.
وفي الـ 25 من شهر آب/أغسطس من العام الجاري حدث انفجار آخر في مقر عسكري تابع لفصيل السلطان محمد الفاتح في مدينة عفرين قرب المجلس المحلي الجديد, أسفر عن مقتل عنصر وجرح اثنين آخرين.
وأواخر شباط/ فبراير من العام الجاري، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، إن “تركيا تتحمل المسؤولية عن انتهاكات وجرائم حرب محتملة ارتكبت في سوريا، وأغلبها ضد السكان الأكراد في شمالي البلاد”.
وأضافت المنظمة، ومقرها نيويورك، في تقرير مطول حمل عنوان: “كل شيء بقوة السلاح: الانتهاكات والإفلات من العقاب في مناطق شمال سوريا التي تحتلها تركيا”، أن هذه الانتهاكات ارتكبت من قبل القوات التركية وكذلك الفصائل المسلحة المدعومة من أنقرة في المناطق التي تسيطر عليها في شمال سوريا”.
وقال التقرير إن تركيا، باعتبارها “قوة احتلال” في شمال سوريا، تتحمل مسؤولية استعادة النظام العام والسلامة وحماية السكان ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات.
ومنذ العام 2016، نفذت تركيا ثلاث عمليات عسكرية واسعة النطاق في سوريا، وباتت القوات التركية وفصائل سورية موالية تسيطر على شريط حدودي واسع في سوريا.