السوريون في هولندا..مواجهة تحديات الاندماج والمعيشة والتطرف

اسطنبول – سامر الطه – NPA
منذ عام 2012 بدأت موجات اللاجئين السوريين، تستقر على معظم الشواطئ الأوروبية، لتعلن عن بدء حياة جديدة، يطمح لها السوريون، بعيداً عن حياة القهر وما عانوه طوال الأزمة السورية من ملاحقات أمنية واعتقالات وقتل وقصف وتشريد.
وأوروبا عموماً، ومنها هولندا، أصبحت أصبحت وجهة للشباب السوري لتأمين حياة كريمة، بالإضافة لفرص التطور والعلم، وأهم من كل ذلك الوصول لمرحلة الاستقرار النفسي.
لا فرق بين لاجئ قديم ولاجئ جديد
وسيم الطه سوري مقيم في هولندا منذ 2013، وعضو مجلس إدارة في UOSSM-Nederland وناشط في المجال المدني والسياسي، فيما يتعلق بنشاطات الجالية السورية، تحدث لــ”نورث برس” عن حقوق اللاجئ في هولندا موضحاً الفروقات.
الطه أكد أنه “رغم تواصل عمليات اللجوء إليها، إلا أنه ليس هناك فرق لديهم، بين لاجئ قديم ولاجئ حديث، لكون هولندا دولة مؤسسات وقوانين”.
وأضاف أن “أي شخص يحصل على اللجوء سواء كان إنسانياً أو سياسياً، ويقيم في هولندا لمدة خمس سنوات، ويحصل على الإقامة الدائمة، يصبح من حقه الحصول على الجنسية الهولندية، وهو قبل ذلك يتمتع بكامل حقوقه، ما عدا حق الترشح والانتخاب للمجالس البلدية والبرلمان”.
وعن إيجابية مواطني هولندا في التعامل مع اللاجئين، مشيراً إلى أن سكان البلاد “يتميزون عن باقي شعوب أوروبا، من حيث الانفتاح على الثقافات الأخرى، التي يحملها اللاجئون بشكل عام، وبالتالي تقبلهم من الناحية الإنسانية، كما يساعد في ذلك انفتاحهم على ثقافة العمل التطوعي وعلى القضايا الإنسانية”.
ويرى وسيم كذلك بأن الهولنديين “يتأثرون بممارسات البعض من اللاجئين، وانغلاقهم ورفضهم للاندماج في المجتمع الهولندي، وتكوينهم لكانتونات اجتماعية خاصة بهم، كما عند الجالية المغربية والجالية التركية”.
 وأضاف “رغم محاولة جهات مختلفة، زرع الفكر المتطرف في اللاجئين المتواجدين في هولندا، مستغلين عوامل مختلفة، ولتزيد من المسافة نحو عملية الاندماج، يعمد اليمين الهولندي، رغم محدودية انتشاره، لتضخيم سلبيات هذه الجاليات.”
ندرة فرص العمل للسوريين
وتنحصر معاناة اللاجئين السوريين، في تأمين فرص عمل، ويعود ذلك بحسب وسيم الطه، إلى “ندرة فرص العمل التي تناسب تخصصاتهم ومهاراتهم”، موضحاً أن ذلك يشمل فئة عمرية ممن “تجاوزت مرحلة التحصيل العلمي، ولا تحوز على مؤهلات مهنية، لكون سوق العمل في هولندا، يشترط وجود شهادات دراسية مهنية”.
ورافق ذلك صعوبة القيام بالمشاريع الصغيرة “لأنها تتطلب رأس مال كبير، ولأن معظم المهن تستولي عليها شركات ضخمة، لا تتيح الفرصة لأصحاب المهن بالنجاح”.
الجالية السورية جالية نشطة
يوسف درويش -سوري مقيم في هولندا منذ 4 سنوات، يعمل مع منظمة Elan Art للفنون، تحدث لـ “نورث برس” عن وضع السوريين من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية في هولندا، موضحاً أن الفرص متاحة لمتابعة التحصيل العلمي.
ولفت إلى أن “الجالية السورية تعتبر نشطة ومنفتحة اجتماعياً، قياساً لغيرها، وتستطيع الاستثمار والاستفادة بشكل جيد من كل الفرص المتاحة، في ظل هذا المناخ الجيد من الحريات والانفتاح على العالم.”
أما عن الجانب المعيشي أكد درويش بأن أن العاطلين عن العمل يتقاضون إعانة مالية من الحكومة، تضمن لهم حياة لائقة، سواء أكانوا لاجئين أم من السكان الأصليين، 
منغصات السوريين في هولندا
وعن المشكلات التي واجهت السوريين في علاقتهم ببعض، يرى يوسف “أن المنغصات لا بد لها أن تأخذ حيز من جوانب الحياة، وخاصة لدى المقبلين على الزواج، بسبب ارتفاع تكاليف الزواج، من حيث المهر والمصاغ مع تكاليف حلف الزفاف.”
في حين تحدث وسيم الطه في ختام حديثه لـ “نورث برس”، عن انتشار ظاهرة الانفصال بين الأزواج اللاجئين، وبلغت التقديرات غير الرسمية بأقل من 30% من نسبة المتزوجين”.
البعض أعاد السبب إلى “الانتقال من مناخ القمع والكبت الاجتماعي الذي كان قائماً في سورية وبلدان اللجوء الأخرى، إلى مناخ يضمن للزوجة الحصول على الاستقلال المادي، والتخلص من الضغوطات الاجتماعية التي كانت تعاني منها، وامتلاكها لقرارها الذاتي بعيداً عن تلك الضغوط”.