هل قاطع أردوغان كلمة الأسد أم جهود التطبيع بين البلدين؟
غرفة الأخبار – نورث برس
يرى محللون أن مقاطعة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ومغادرته قاعة القمة العربية الإسلامية في الرياض، مع بدء الرئيس السوري بشار الأسد إلقاء كلمته، “تخالف التصريحات التركية حول الرغبة بالتطبيع بين البلدين”.
وأظهرت لقطات مصورة غياب أردوغان عن مقعده بينما بشار الأسد يتحدث داخل قاعة القمة العربية الاستثنائية في الرياض، أول أمس الاثنين.
وبدا في اللقطات التي تداولها صحفيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، جلوس السفير التركي في الرياض، أمر الله إشلر، في مقعد الرئيس التركي بالتزامن مع إلقاء الأسد لكلمته.
“أضاع فرصة اللقاء”
وتزامن مع عقد القمة العربية الإسلامية في الرياض، انعقاد اجتماعات “أستانا” بنسختها الـ “22” والذي ذكر بيانها الختامي ضرورة استئناف ومواصلة الجهود لتطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق.
يقول جواد كوك، وهو محلل سياسي تركي، إن ما قام به الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، “يمكن أن يأتي بنتائج سلبية على الساحة السياسية التركية”.
ويضيف في تصريح لنورث برس: “ما أقدم عليه الرئيس التركي في الرياض، شيء مؤسف وأضاع فرصة للقاء الرئيس السوري ومناقشة القضايا المتعلقة بإعادة العلاقات بين البلدين وعملية التطبيع”.
ويرى كوك أن “أروغان يرجح مصلحة حزبه وأفكاره الشخصية فوق مصلحة تركيا لو كان أردوغان يفكر بمصلحة تركيا ما كان عليه القيام بهذا التصرف”، وفق تعبيره.
ومطلع تشرين الثاني/ نوفمبر، الجاري أعلنت الخارجية الروسية توقّف مفاوضات التطبيع بين تركيا والحكومة السورية، بسبب الخلاف على مسألة سحب أنقرة لقواتها من الأراضي السورية.
وسبق أن وجه الرئيس التركي دعوة للأسد من أجل لقائه لكن الأخير لم يقدم أي بادرة إيجابية على هذا الصعيد، رغم أنه أعلن في وقت سابق عدم ممانعته لهذه الخطوة.
لكن الأسد اشترط في المقابل أن يسبق أي لقاء الإقدام على رسم خارطة طريق تبدأ أولى خطواتها بإعلان تركيا نيتها الانسحاب من الأراضي التي تسيطر عليها في سوريا.
“وضع حرج”
ويرى عبدالله الكناني، وهو محلل سياسي عراقي، أن الرئيس التركي، تخوف من أن يتطرق الأسد في كلمته إلى “احتلال تركيا للأراضي السورية والمطالبة بالانسحاب منها”.
لكن الأسد لم يتطرق في الكلمة التي ألقاها في القمة العربية الإسلامية، لا للقصف الإسرائيلي على سوريا والضربات الجوية التي تنفذها تركيا باستمرار في شمالي سوريا، إضافة إلى إقامتها لعشرات القواعد العسكرية في الأراضي السورية.
ويقول الكناني لنورث برس: “أردوغان رجل متعجرف يحاول السيطرة على أجزاء كبيرة من العراق وسوريا، ورغم أنه حاول لأكثر من مرة التودد إلى الرئيس السوري، إلا أنه فشل بسبب إصرار الحكومة السورية على انسحاب تركيا من الأراضي التي تحتلها، وكان أردوغان متخوفاً من تطرق الأسد لموضوع الانسحاب التركي من سوريا ولم يود أن يضع نفسه في وضع محرج”.
“جهود التطبيع لم تتوقف”
ويعتقد غياث نعيسة، وهو المنسق العام لـ “تيار اليسار الثوري السوري”، أن يكون غياب الرئيس التركي حين إلقاء الأسد لكلمته في القمة العربية الإسلامية في الرياض لا تعني نهاية مسار التطبيع بين “النظامين” التركي والسوري.
ويشير المعارض السوري في تصريح لنورث برس، إلى أن “عملية التفاوض بين النظام السوري والتركي جارية على قدم وساق ولم تتوقف بعد، ولكنها تشمل عدداً من النقاط الخلافية التي لم تجد حلاً لها حتى الآن”.
ويقول: “من جهة الأسد قبوله بلقاء أردوغان دون اتفاق واضح عن موعد والتزام تركيا بسحب قواتها من سوريا بشكل عملي، سيعني قبول الأسد بالاحتلال التركي، رضي بذلك أم لا”.
ويرى نعيسة أن هناك نقاط خلافية جمة بين الطرفين للوصول لأي عملية تطبيع منها “عدم تطابق وجهتي نظرهما تجاه شمال شرق سوريا، حيث يميل التركي إلى استخدام الحرب والعنف مباشرة، بينما على ما يبدو فأن النظام السوري يميل إلى تعامل أقل عنفاً في هذه المرحلة ولغاية استعادة الأسد لإدلب وسحب الأتراك لقواتهم، وخصوصاً أن لا ثقة له بالطرف التركي”، بحسب رأيه.