صفاء سليمان – دمشق
تعاني العديد من أحياء جرمانا في ريف دمشق والتي يبلغ عدد سكانها أكثر من مليوني نسمة من أزمة تراكم النفايات وبقائها مكدسة لعشرات الأيام.
وتتركز القمامة في أحياء كرم صمادي وكشكول وقرب الفرن الآلي من منطقة جرمانا مما يتسبب بانتشار الذباب والحشرات بكميات كبيرة تؤدي بدورها إلى التلوث البيئي.
أمراض سارية
يحذر أطباء من تفشي الأمراض السارية في منطقة جرمانا بريف دمشق نتيجة تكدس القمامة لعشرات الأيام وذلك لقربها من البيوت السكنية والمحلات التجارية.
يقول الدكتور رضوان ربيب، وهو طبيب عام ومختص في الأمراض الداخلية بدمشق، لنورث برس، إن القمامة المكشوفة تتسبب بانتشار الأوبئة والأمراض السارية مثل اللشمانيا والملاريا.
ويضيف أنها تسبب أضراراً مباشرة بالجهاز التنفسي من جراء الروائح الكريهة المنبعثة من النفايات.
ويشير الطبيب إلى وجود نوع من القمامة تدعى السرنجات التي تتسبب بأمراض التهاب الكبد الوبائي والإيدز.
ويسهم النباشون في تضخم المشكلة وانتشار الأمراض وذلك من خلال تجوالهم على الحاويات وقيامهم ببعثرة القمامة والنبش بحثاً عما يمكن بيعه قبل أن يتم ترحيل القمامة.
ويترك نباشو القمامة وراءهم نفايات مبعثرة ومتناثرة على الطرقات مما يجعل الوضع أكثر سوءاً.
ويحذر الدكتور رضوان ربيب من مشاكل أخرى قد تتسبب من طرق التخلص من القمامة، مشيراً إلى أن دفنها قد يؤدي إلى تسرب القمامة إلى مياه الشرب ما قد يسبب التهاب الكبد”.
ويضيف أن “حرقها أيضاً يؤدي الى انتشار بقاياها في الماء والهواء وهي مواد مسرطنة قد تتسبب في العديد من الأمراض”.
ويشدد بأنه يجب التخلص من النفايات بطرق صحيحة وذلك بدءاً من تغطيتها بشكل جيد وانتهاءً بالتخلص منها بطرق سليمة حفاظاً على الصحة العامة.
البلدية لا تستجيب
يقول وليد إسماعيل (40 عاماً)، وهو اسم مستعار لأحد سكان جرمانا ويعمل بمكتب عقاري، لنورث برس، إن القمامة تتجمع وتتكدس لأيام طويلة معرباً عن معاناته من جراء تراكم النفايات بالقرب من مكتبه.
ويضيف أن جرمانا تعاني منذ فترة طويلة من تكدس النفايات، “وقد أبلغنا رئيس البلدية والمسؤولين في جرمانا أكثر من مرة ولكن لا أحد يستجيب”.
ويشير إلى أنه استأجر عاملاً على حسابه الشخصي كي ينظف القمامة التي يرميها الناس في الشوارع بالقرب من مكتبه، ويلقي باللوم على السكان من انتشار القمامة في الشوارع.
ويقول بلهجته العامية: “(..) والشعب عليه حق، بيلاقي الحاوية بعيدة شوي بيكب القمامة بالشارع وبيحمل حالو وبيفل”.
ويشير إسماعيل إلى أن هناك ميزانية تسمح بمعالجة المشكلة “أوصلنا الموضوع أكتر من مرة للبلدية والمسؤولين دون أي رد أو تعاون بالرغم من وجود ميزانية تعالج المشكلة”، على حد قوله.
تدني رواتب العمال
فيما يقول شادي أحمد (42 عاماً)،وهو اسم مستعار لأحد سكان جرمانا وصاحب مصبغة، لنورث برس، إن سبب انتشار القمامة في الشوارع هو غياب الدعم والعمال لتدني الرواتب”.
ويتابع أن هناك سبب آخر أيضاً لانتشار القمامة هو التوزيع الخاطئ للحاويات في أحياء المدينة.
ويضيف أن “الحاويات بعيدة جداً ما يدفع الناس لرمي القمامة في زوايا الحارات”
ويشير إلى أن الأولاد والنباشين يفرغون الحاويات ويرمون محتواها على الأرض وهذا ما يجلب الحشرات والروائح الكريهة.
ويتابع بالقول: “إنها مزعجة جداً ولكن الأكثر إزعاجاً إن البلدية تتأخر في جمعها وإبعادها إلى المكبات خارج المدينة”، ويعزو سبب تكدس القمامة لغياب الدعم والعمال.
ويقول بلهجته العامية: “مافي عمال بالبلدية سمعنا حاطين إعلان مشان التوظيف بس الظاهر الرواتب قليلة لذلك ماعم بكون في إقبال على الوظيفة”.
وكان رئيس مجلس مدينة جرمانا قد صرح لصحيفة محلية أنه رغم الموافقة على توظيف ٤٠ عاملاً إلا أن أحداً لم يتقدم للعمل بسبب ضعف الرواتب”.
ولا تتجاوز رواتب الموظفين في مناطق الحكومة السورية ٤٠٠ ألف ليرة سورية, مما يوحي بأن المشكلة مستمرة بلا حل.