أضرار بيئية وصحية.. الهجمات التركية الأخيرة تفاقم الأزمات شمال شرقي سوريا

نالين علي – القامشلي

يجلس عبد الله الجدعان من سكان تربة سبيه (القحطانية) أمام عيادة طبيب القلبية ينتظر دوره، بعد تدهور وضعه الصحي نتيجة استنشاقه الدخان الناجم عن القصف التركي الأخير على آبار النفط في المنطقة.

يقول الجدعان: “نحاول قدر المستطاع البعد عن مكان الدخان، لكن آبار النفط قريباً جداً، وأنا أعاني من مشاكل قلبية وهذا القصف زاد الطين بلة”.

ويضيف أن وضعه الصحي ساء أكثر، قائلاً بلهجته العامية: “هالدخان دمر صحتنا”.

ويوضح أن كل شيء تأثر بالقصف التركي حتى الزراعة، مضيفاً: “أعمل مزارعاً وأملك أرضاً زراعية، هذا الدخان يأثر بشكل كبير أيضاً على محاصيلنا الزراعية ويدمرها”.

أمراض

يقول أحمد سليمان، من قرى ريف تربة سبيه، إنه “أثناء القصف التركي على آبار والحقول النفطية تبقى النيران مشتعلة لأيام متواصلة، ولا يمكن إطفائها”.

ويضيف سليمان، لنورث برس، أن “الدخان الناجم من القصف يسبب أمراضاً لنا ولأطفالنا”، قائلاً بلهجته العامية: “يا لطيف حالنا يصير بالويلات من ورا هالدخان”.

ويبين أنه “لم نعد نعرف الليل من النهار بسبب تلوث الجو وملئ السماء بدخان الناجم من استهداف الآبار النفطية، عدا الخوف الذي عاشه أطفالنا في أيام القصف على مناطقنا”.

ويقول فرحان إبراهيم من سكان تربة سبيه، إننا سابقاً نعاني من أمراض ومشاكل صحية نتيجة دخان آبار النفط القريبة من مدينتنا، ومع تجدد القصف على مواقع النفطية يزداد الوضع سوءاً.

 ويضيف إبراهيم، لنورث برس: “قصف تركيا لآبار والحقول النفطية يؤثر على البيئة والسكان بشكل مباشر”.

ويبين أن “أغلب المشافي امتلأت بالمرضى أيام القصف التركي نتيجة دخان الناجم من حقول وآبار النفطية، لأن استهداف آبار النفط بشكل مباشر وقصفها يؤدي إلى اندلاع حرائق ونيران كبيرة وروائح كريهة، لا يمكننا إطفائها وتستمر لعدة أيام متواصلة”.

ويشير إلى أنه “في مطلع هذا العام بدأت تركيا بقصف مواقع النفطية، ويعاود قفصها مجدداً مرة أخرى، وتربة سبيه محاطة بآبار النفط، وتعددت مرات التي قصفت بها تركيا هذه المواقع خلال هذا العام، وتأثيرها يكون على السكان والبيئة بشكل كبير جداً”.

تأثير بيئي

يقول نوبار إسماعيل عضو في فريق “Green NE Syria”، إن “مناطق شمال شرق سوريا شهدت في الفترة الأخيرة قصف متكرراً على المرافق الحيوية والمحطات النفطية في المنطقة”.

ويضيف لنورث برس، أن “هذا القصف يؤدى إلى تلوث الهواء بشكل كبير وتصاعد أعمدة الدخان لفترات طويلة خلال أيام القصف، مما يؤثر على بشكل كبير على الوضع الصحي والبيئي في المنطقة”.

وتعرف مناطق شمال شرق سوريا بخصوبتها الزراعية، وهذا القصف أثر سلباً على المحاصيل الزراعية والمساحات المزروعة وأحدث نوع من القلق لدى المزارعين من تدهور الواقع الزراعي في المنطقة، بحسب إسماعيل.

ويبين: “لأن هذه الضربات تنتج مواد سامة وبالتالي تسبب ضرر لجودة التربة وفيما بعد المحاصيل التي تنتجها هذه المساحات المزروعة بالمحاصيل”.

ويشير إلى أنهم كفريق تتطوعي “هدفنا هو إنشاء فكرة لحماية البيئة، باعتبار المنطقة زراعية وتضررت بشكل كبير جراء الحرب والنزاعات لسنوات طويلة ولذلك من أهداف فريقنا هو الاهتمام بالواقع البيئي في المنطقة”.

ويذكر أنه “من الضروري الاهتمام بهذا الجانب وإعطائه الأولوية للاهتمام بالموارد الطبيعية في البيئة”.

ويشدد على أن القصف المستمر ينتج عنه غاز ثاني أكسيد الكربون ويزيد من انبعاث الغازات مما يؤثر بشكل كبير على البيئة والواقع البيئي والصحي في المنطقة.

تحرير: محمد القاضي