“يارا حسكو”.. فنانة كردية ترسم تعابير إنسانية متناقضة في ظل النزوح والحرب
نالين علي – القامشلي
تتنقل يارا حسكو، المُهجرة من عفرين، بين لوحاتها التي تحمل ألواناً متباينة، يشعر الناظر إليها بتناقضات اختلطت تكاد تنفجر من اللوحة.
وبعد ست سنوات من التهجير، افتتحت الفنانة التشكيلية يارا حسكو، أول معرض فني للوحاتها مطلع الشهر الجاري، في مركز “كولتورفان” بمدينة عامودا، شمال شرقي سوريا.
تعابير إنسانية متناقضة
تقول الفنانة التشكيلية يارا حسكو، لنورث برس، إن لوحاتها تحمل تعابير إنسانية متناقضة يعيشها المرء أثناء الحروب والصراعات كالظلم والألم والشوق وأمل العودة.
وشاركت الفنانة السورية في معرضها الفردي 30 لوحة بمقاسات مختلفة، تجسد تجربتها الشخصية وسط تناقضات الصراع السوري المستمر منذ نحو عقد ونيف.
وتضيف أنها لم تشأ تسمية معرضها الذي يقام على مدار أسبوع كامل، مشيرة إلى أن لوحاتها لا تتقيد بعنوان معين، بل بعدة تناقضات يعيشها الإنسان أثناء الحروب والصراعات، على حد تعبيرها.
وتركز الفنانة في لوحاتها على المرأة وتجسد مشاعرها وأحاسيسها المتأثرة بالحرب وتناقضاتها.
فيما تبرز أنها اكتشفت شغفها المبكر بالفن كموهبة، قبل أن تتجه لدراسة الهندسة، لتعود بعد إتمام دراستها الجامعية إلى عالم الفن من جديد.
وتشير إلى أنها لم تخضع للتدريب على الرسم، لكنها طورت من موهبتها بمشاهدة لوحات الفنانين والتعرف عليهم وتبادل الأحاديث معهم واكتساب الخبرات منهم، على حد وصفها.
وبدأت الفنانة العفرينية بتجربتها الفنية عقب تهجيرها من مدينتها والذي أثر على لوحاتها وأحاسيسها في الرسم وهي تعيش ألم التهجير والوحدة وتحمل مشاعر الحنين وأمل العودة.
تأثير النزوح على الفن
منذ عام 2018، تهجرت الفنانة يارا حسكو مع الآلاف من سكان مدينة عفرين إبان الهجوم التركي على المدينة والسيطرة عليها رفقة فصائل سورية موالية لها.
وتحاكي “حسكو” في لوحاتها الحالة الفكرية الإنسانية العامة أثناء وبعد التعرض للصدمة، إذ تعتبر أن “النزوح انعكس على تجربتي الفنية، فلوحاتي كالمرآة تعكس مشاعري”.
وتبين أن تجربة النزوح القسري أثرت جداً على تجربتها الفنية، مشيرة إلى أنها ترسم بشكل تعبيري وهي ذات مشاعر ذاتية مفرطة، وأن كل ما تحس به يتجسد في لوحاتها.
وساهم النزوح في تغيير جذري بحياة الشابة القادمة من إحدى “قرى عفرين” إذ أن تمسكها ببيئتها وطبيعة مدينتها أثر بها إلا أن ذلك لم يمنعها من الاستمرار في حلمها رغم قسوة التهجير وتغيير المكان.
وتقول “كنت أريد أن أحيا على الجبال في قريتي لأنني أنتمي إلى هناك، وها أنا ذا أرسم على الورق ما أنتمي إليه”.
ولا تعد هذه هي التجربة الأولى للشابة في المعارض، إذ شاركت بعدة معارض داخل سوريا في دمشق، حلب، الرقة، كوباني والقامشلي.
كما شاركت بعشر لوحات من أعمالها ضمن معرض فني أقيم سابقاً بمدينة السليمانية في إقليم كردستان العراق, بالإضافة لمشاركات أخرى افتراضية عبر الانترنت.